أعد الزوج حقائبه وسافر مغادرًا المنزل إلى بلدٍ بعيدٍ بحثًا عن رزقه، وأصبحت زوجته وحيدة في منزل كبير يحمل من الأثاث الرثَّ والباليَ.
بعد فترة رنَّ جرس الهاتف.
الزوجه: آلوو.
المتصل: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعة الآن الثامنة، سآتي بالتاسعة مساءً.
وانقطع الخط
اعتبرت الزوجة أنها معاكسة فقط، لم تَعِ الخطورة ولا الجدية في حديث هذا الغامض.
ثم رنَّ جرس الهاتف
الزوجة: آلو، من معي؟
المتصل: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعة الآن التاسعة، سآتي بالتاسعة مساءً.
بدأ القلق يدبُّ في أطراف الزوجة التي بدأت تستشعر بوجود خطر ما، فاستدعت جارتها لتكون بجوارها.
وبعد قليل، رن الجرس
الزوجة: آلوو .. مَن؟
المتصل: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعة الآن العاشرة، سآتي في التاسعة مساءً.
فقالت الجارة: لا أعتقد أن ذلك مجرد مزحة، لا بد أن نستعين برجل كي يكون معنا.
اتصلت الزوجة بأخيها الذي أتى مسرعًا وكله تحفز للتصدي لهذا الشخص الذي يعاكس!
وبعد حضور الأخ، رن جرس الهاتف.
الأخ: آلوو .. من؟
المتصل بسرعة: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعةالآن 11، سآتي في التاسعة مساءً.
ثم أغلق الخط قبل أن يتمكن الأخ من أن يكلمه أو يسبه، لكنه شعر بالخوف من صوت هذا الرجل، وبدا القلق عل وجه هذا الأخ.
رنَّ التليفون الساعة 12، وتكرر الأمر نفسه وتكرَّر.
بلغ القلق بالأخ مبلغه؛ فاستدعى رجال الشرطة وأخبرهم بالأمر، فجاء ضابط وجلس بجانب الهاتف .. وبعد قليل رنَّ الجرس، رفع الضابط الهاتف:
- آلوو .. من معي؟
المتصل: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعة الآن السادسة، سآتي بالتاسعة.
وأغلق المكالمة قبل أن يتمكَّن الضابط من تحديد مكان المكالمة، شعر الضابط بالحنق الشديد خاصة أن المتصل لم يعطه الوقت الكافي لتحديد مكانه.
رن الهاتف
المتصل: أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة، الساعة الآن السابعة سآتي بالتاسعة.
ورن الهاتف في الثامنة وحدث الشيء نفسه.
قال الضابط:
لم يتبقَّ سوى ساعة، ربما أتى وربما كان فقط شخص يعبث.
كان الضابط يفكر بينما تسلل إلى نفسه خوف عجيب.
وفي الثامنة والنصف رن الهاتف.
المتصل: ألوو أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة الساعة الآن الثامنة والنصف سآتي بالتاسعة.
وهكذا ظلَّ يعيد الاتصال كل 5 دقائق، إلى أن أصبحت الساعة التاسعة تمامًا.
فرنَّ جرس الباب
عيون معلقة واضطراب وخوف، بل رعب متجسد، وبحذر شديد، وبعد أن نشر الضابط رجاله في كل مكان مصوِّبين أسلحتهم ناحية الباب، فتحت الزوجة الباب ببطء وخوف شديدين، فوجدت رجلًا بالباب وقال:
- مرحبًا، أنا الرجل ذو الأيدي المتسخة .. ممكن أغسل يدي؟
همسة:
معظم مخاوفنا من نسيج أفكارنا نحن، وليست من الواقع.