بسم الله الرحمن الرحيم
أمُّ المؤمنين
أمُّ حَبيبَة رضي الله عنها
د, ضياء الدين الجماس
أهديكِ أمَّ حَبيبةٍ شِعْرَ الوفا = فلربّـَما أحظى بأجنحةِ الصفا
هاجرتِ بالإيمان هجرةَ مُخبتٍ= فربحت قصراً عامراً ومُزَخْرفا
والسابقون تسابقوا بجيادهم = ولأنت ممنْ بالطيور ترادفا
فطيورُ طهرك حلّقتْ بسمائها = صدَحت تغردُ والجوانح رفرفا
في غربةٍ جادَ القرينُ بنفسه = ولجنةٍ موعودةٍ قد أسلفا
نعمَ النجاشيُّ الذي في قصره = عَقَدَ القرآن لأحمدٍ وقد احتفى
فرجعتِ للغالي الحبيبِ عروسةً = طوبى لِمن ثَمِل الطهارة واكتفى
والوحي زيَّنها بتاج عشيرة = فعسى المودة تُسْتَطَبُّ لمن جفا
لما أتاك أبوك بالشرْكِ ارتدى = وبحقِّ دينٍ خالصٍ قد أجحفا
فَطَويتِ عنه فراش طهرٍ كي يرى = عينَ الطهارة بالحبيب المصطفى
دارُ الشهامة كالمنارة شامخٌ = أضحى بتيجان النبوَّة مُتْحَفا
أكرم بأمِّ المؤمنين ودارها = أمسى المديح لها رداءً مُرْهَفا
وإزارها آي الكتاب مزخرفٌ = وحجابها نور السماء تهفهفا
صلى الإله على النبي محمدٍ = والآلِ والأزواجِ ممنْ شُرّفا

====
هي رملة (هند) بنت أبي سفيان بن أمية القرشية وأخواها معاوية كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف . وهي بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأقرب نسباً إليه من باقي أزواجه ، تكنى أم حبيبة ، نسبة إلى ابنتها من زوجها الأول وكانت مع زوجها من السابقين المهاجرين إلى الحبشة. وتوفي زوجها هناك ، وبعد عدتها خطبها النجاشي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعد لها حفلاً في قصره ثم أرسلها للنبي صلى الله عليه وسلم. وكان لها مع والدها أبي سفيان وقفة براءٍ من الشرك وأهله ، فإنه لمّا قدم المدينة راغباً في تمديد الهدنة ، دخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه ، فاستنكر والدها ذلك وقال : " يا بنيّة ، أرغبتِ بهذا الفراش عنّي؟ ، أم أم رغبتِ بي عنه ؟ "، فأجابته إجابة المعتزّ بدينه المفتخر بإيمانه : "بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت امرؤ مشرك " . ولقد روت عدداً من الأحاديث النبوية ، منها ما جاء في "الصحيحين" وماتت رضي الله عنها سنة 44 للهجرة بالمدينة ، وعمرها 72 سنة ، فرضي الله عنها وأرضاها وجعل الجنة مأواها.