شعب القناة
***

شعر
صبري الصبري
***
شعب البطولة معقل الأبطالِ
أُسْدُ القناة على مدى الأجيالِ
أنتم رجال الحق أشرق عزمكم
بالعز دوما يا أعز رجالِ
يا من صمدتم والصمود علامة
فيكم بحق مضرب الأمثالِ
في (بورسعيد) وب(السويس) وبلدة
(المانجو) اللذيذ جميعهم بجمالِ
أشتاق فيهم طيبات خمائل
بنسيمها الساري بعذب نوالِ
وأحبهم حبا تخلل مهجتي
منذ الطفولة بارتياح البالِ
وأنا صغير بابتدائي كم حلت
لى بالرسوم مراتعا بخيالي
في يوم دحر للطغاة تجبروا
جهرا بزحف خاسئ الأغلالِ
في بورسعيد تألقت بنضالها
أنعم بها في وثبة بنضالِ
صدت ثلاثي الشر ظنوا أنها
لهم غنيمة نزهة التجوالِ
فغدا جنود (الإنجليز) بخيبة
وغدت (فرنسا) باندحار وبالِ
وغدا اليهود المجرمون بنكسة
وبنكبة بمساوئ الأعطالِ
وغدت مدينتنا الأبية رمزنا
بالفخر نهتف أنها بمعالي
إيه رجال المجد حصحص حقكم
ليكون عدلا سابغ المنوالِ
في كل شبر من حبيبتنا له
ركن حصين صادق الأقوالِ
وبكل ربع من ربوع حضارة
في مصر صاروا سلسبيل زلالِ
واذكر (سويس) العز يوم قيامها
بحصار جيش الغدر والأنذالِ
(رمضان) يشهد أنهم كانوا به
فرسان نصر باهر الأرتالِ
جعلوا اليهود بجوف آلات لهم
جرذان ثغرة خسة وضلالِ
فتكوا بهم حتى استغاثوا وانظروا
أفلام توثيق من استبسالِ
وتحقق النصر الكبير بقدرة
لله ربي الواحد المتعالِ
وتألقت بقناتنا أمجادها
تزهو بنصر حاسم بقتالِ
مدن القناة بصبرها كم أغدقت
صبرا جميلا زاهر الأحمالِ
عنا تحملت الأمانة وانبرت
تعطي العطاء بعزمها الهطالِ
ما بين تهجير وبين مواقف
ظلت تبوح بأصدق الأفعالِ
وسل الذين تفرقوا بين القرى
في مصر حين الهمِّ والبلبالِ
وسل السجلات التي في طيها
أسماء من رحلوا مع الترحالِ
وسل الكماة الواثقين بربهم
حين الإجابة عن عصيب سؤالِ
سنعود ! عادوا كلهم لمدائن
تروي لنا أسطورة الأبطالِ
وبدت بحسن شمائل وفضائل
تحثو علينا حبها بوصالِ
فيها القناة بمائها فلك جرى
بالخير شدت قلعها بحبالِ
وقوافل الدنيا تمر بمصرنا
بيمين سير آمن وشمالِ
وعوائد الخير الوفير تدفقت
بمزيد بسط طيب وغلالِ
ب(السمسمية) كم شدوا شدوا لنا
ببديع صوت باهر (الموَّالِ)
ماذا جرى ؟! ألأجل لهو نرتئي
فينا انقساما مطبق الأهوالِ ؟!
ونشاهد الأحداث عمت مصرنا
بخصام شر طاعن بجدالِ
ونرى التلاحي بالمراء وبالدما
بين الأحبة في أتون خبالِ
فيكم مفاخرنا بماضينا كما
هو حاضر فيكم بفخر مآلِ
لا لن تهون أواصر ووشائج
فيكم وفينا في رسوخ جبالِ
هي فتنة الأهواء دبت بيننا
إبليس حركها بجنح ليالِ
وبخبث مقصدهم تولى كبرها
فينا جميعا معشرُ الْجُهَّالِ
حتى استحالت بالتدابر حالة
للحزن يطعن قلبنا بنصالِ
كونوا جميع بالسلامة والصفا
يا شعب مصر بصالح الأعمالِ
ودعوا التنافر والتعصب .. كلنا
نفدي الحبيبة بالنفيس الغالي
يا مصر طيبي بالشريعة واسلمي
بكتاب ربي المستعان الوالِي
صلى الإله على النبي وآله
ما لاح روض وارف الإظلالِ !