حقائق ودراسات
أجريت في كثير من بلدان العالم العديد من الدراسات والأبحاث التي اتضح منها أن التلوث الكهرومغناطيسي المنبعث من أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي يسبب أمراضا خطيرة على السكان القريبين منها، من أهمها دراسة مشتركة أعدها معهد بحوث السرطان البريطاني، والمعهد القومي الأمريكي للسرطان، ومعهد كارولينسكاي السويدي، وقد خلصت الدراسة إلى وجود خطـورة كبيرة على الإنسان إذا ما تعرض أو سكن بالقرب من أسلاك الكهربـاء، أو أبراج الاتصالات، أو محولات الطاقة الكهربائية.
وأثبتت الدراسة وجود علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بتكسير حمض Dna؛ وهو ما ينتج عنه تدمير خلايا الجسم؛ وهو ما يعتبر سببًا كافيا للإصابة بالسرطان، وبالأخص سرطان الدم. وأكدت أيضا الدراسة أن التعرض للتيار الكهرومغناطيسي العالي يضاعف من إمكانية حدوث سرطان الدم، وأشارت إلى أنه يجب ترك 50 مترًا حول خطوط الضغط الكهربائي العالي كمنطقة أمان خالية.
وفي معهد بحوث أمراض العيون بالقاهرة انتهى باحثون مؤخرًا إلى أن خطوط الضغط العالي للكهرباء تؤثر على المواد البروتينية الموجودة في عدسة العين؛ فتسهم في حدوث التهابات مزمنة، ويتفق العلماء الذين انتدبوا لدراسة وبحث هذه المسألة على أنه ليس من شك في أن الأشعة الكهرومغناطيسية تؤثر على الإنسان جسديا وعقليا ونفسيا.
كما خلصوا إلى رصد جملة من الأمراض الناتجة عن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسي، وهي: أمراض القلب، والتأثير على صحة الأجنة وتشوههم، وسرطان الثدي، وتدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، والإصابة بالسرطان، وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات في الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان.
وقد عقّب الدكتور أحمد سليم فؤاد أستاذ علاج الأورام بمستشفي القصر العيني بمصر: "أعتقد أن إثبات أن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسي هو السبب في الإصابة بالأورام أمر لم يحسم بعد؛ وذلك نظرًا لقلة عدد المصابين بالأورام نسبة لعدد المتعرضين لنفس الظروف".
الحرم الصحي
"لكل كيلو كهرباء مسافة أمان 1 سم" هذا ما أشار إليه إيهاب زكريا المهندس بمحطة كهرباء النوبارية بالإسكندرية، وأوضح أنه لو أخذنا برجا كهربائيا ذا جهد 500 فولت كمثال، إذن فيلزم له مساحة 500 سم كحرم صحي أو مسافة أمان، وقد قسّم الجهود الكهربائية إلى:
*
جهود منخفضة: حتى 300 فولت.
*
جهود متوسطة: حتى 66 كيلو فولت.
*
جهود عالية: حتى 500 كيلو فولت.
*
جهود فائقة" إكسترا فولتج": ما هو أعلى من 500 كيلو فولت.
وحذر زكريا من خطورة الصيد المغناطيسي الذي يهدد صحة الإنسان، والذي يحيط بالكبلات الكهربائية ذات الجهد العالي، مشيرًا إلى أن العاملين في هذا المجال يستخدمون بعض سبل الأمان، ومنها الخوذة والقفازات والأحذية المعدة خصيصا إلى هذا الأمر، وكذلك مظلات مصنعة من مواد خاصة تستخدم كعازل بين العاملين ومجال الصيد المغناطيسي.
ونستنتج مما أشار إليه زكريا أن شركات الكهرباء لديها بعض سبل الأمان التي قد تحد من وصول المجال المغناطيسي الضار للإنسان، ولكنها لا تفعل ذلك لتكلفته العالية.
واستطرد زكريا إلى أنه من الصعب على الشخص العادي التفريق بين شكل البرج ذي الجهد المتوسط أو العالي أو الفائق الجهد؛ فهي متشابهة أو تكاد تكون متماثلة، ولا يوجد غير درجة الطنين الصادر عن الأبراج هي التي يمكن أن يفرق بها الشخص العادي بالملاحظة بين الأبراج وبعضها؛ فالطنين الصادر عن الأبراج ذات الجهد العالي والفائق الجهد تكون أكبر بكثير من المتوسط الجهد.
وأكد العربي أزمير المسئول بمصلحة عدادات الكهرباء بشركة القنيطرة بالمغرب، أنه لا توجد قوانين بالمغرب تمنع إقامة مثل هذه الأبراج ذات الجهد العالي بالقرب من التجمعات السكنية، وكذلك لا يوجد التزام من الشركات بالحرم الصحي عند بناء هذه الأبراج. وهذا ما صدق عليه زكريا، وأضاف أنه لا توجد حتى لوحات إرشادية أو وسائل تحذيرية توضع حول هذه الأبراج ليراعي الناس عدم القرب من الصيد المغناطيسي الضار الذي يحيط بأبراج الضغط العالي.
وعلى الصعيد الآخر تفرض بعض الدول مواصفات دقيقة حماية لسكانها؛ فمثلا: المواصفات الألمانية تحدد الحرم الصحي بـ 1275 مترًا، والمواصفات الروسية تحدده بـ 20 مترًا، وفي الكويت تحدده المواصفات بـ 50 مترًا، و25 مترًا .