ثماني خسات...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
*********
قرر والدي يوما أن نذهب رحلة ً قصيرة من يوم العطلة ، ويترك أشغاله التي لاتنتهي.
خاصة أننا اليوم مكتملي العدد، وجميعنا أنهينا واجباتنا المدرسية.
مذ انطلاقتنا الأولى ونحن نتشوق لرؤية الريف بكل تفاصيله...برائحة نباتاته الجميلة الألوان، لصوت الطبيعية الحقيقي..
كنا مررنا بعدة ضواحي مدينة دمشق .. كنا مثل:
جدَيدةْ عرطوز ...سعسع.. و غيرها ماحفظت اسمها بسرعة .. كنت اشتقت لرؤيتها..
-هنا ياوالدي استضافنا أبو نظمي في مزرعته..أتذكر؟
-لم يعد هنا ، لقد ..سافر بعيدا عن الوطن..
-أين هو ؟
-لاأدري..
- أتذكر ياوالدي قرب نهر الأعوج السوري؟...
نعم أذكر جيدا عندما أحضرنا سجادتنا المخصصة لذلك، وكنا مع عمتي وعائلتها نقشر الفول الأخضر الطازج للمؤونة..
-سأشتري لكم فولا من جديد تقشروه للمؤونة..وتتسلوا وننتهي من طلباتكم الكثيرة..
-لااااااا يكفي أيدينا تعبت ..كانت كمية كبيرة .
ضحكنا كما لم نضحك من قبل ،وتناولنا فروجاً مشويا على الفحم .. لاندري كيف التهمناه بسرعة.
وعندما قررنا العودة قبل مغرب الشمس بقليل ،سبقتنا سيارة كبيرة محملة بالخس الأخضر الطازج.
قال والدي:
-رحمك الله ياوالدتي..كانت تشتري خسا كثيراً تشبعنا سلطات وتغسله جيداً بالماء والملح .. لنتناوله مع الجبن والخبز أو مع الدبس الطازج...
مررنا عبر عدة حواجز للشرطة ..فقد ابتعدنا عن الحدود القريبة من القنيطرة..
ولاأدري إن كان أحدهم اشترى منه خسا أم أخذه حياء!...
سقط من حمله كيسا مليئا بالخس...يبدو أنه متعجل يريد بيعه في المدينة..كيف حدث هذا على غفلة منه؟!
-بابا شاهد ماسقط من هذه الشاحنة!.
-حسنا سنأخذه ونلحق به هذا المسكين .. كان الله في عونه، ربما خسر حمله كله بسبب انحلال الحبل المحيط بالبضاعة..
سارعنا للحاق به...
فتح والدي الشباك وكذا أمي لما لحقوا به:
-وقع منك كيس خس ياأخي توقف لأعطيكه او أشتريه منك
وأشارت والدتي بأصابعها كي تبين له موافقة الشراء..
-أنا متعجل من أمري ..لا عليكم....عادي
-ماذا؟عادي؟
وسارع فسبقنا واختفى....
ووقعنا في حيرة حقيقية من أمرنا !.
ماذا نفعل بـ 8 خسات لعائلة قليلة العدد؟؟
لكن والدي فهم من اختفائه أنه أهدانا إياها عن طيب خاطر ، كان طعمها لذيذا جدا.
ريمه الخاني 25-5-2012