قصص من النرويج
من مجموعة
THE NORWEGIAN FEELING FOR REAL
Published by Harvill Press 2005

كلاب ثيسالونيكي
بقلم شل آسكلدسن
نشر الكاتب شل آسكلدسن المولودعام 1929 اول مجموعة قصصية لة عام1953ويعتبرابو القصة القصيرة في النرويج اليوم . لة خمس مجاميع قصصية. ومثلت اعمالة في المسرح والسينما

Kjell Askildsen
كلاب ثيسالونيكي
تناولنا قهوة الصباح في الحديقة ، دون كلام تقريباً. ثم نهضت بياتا ووضعت الأكواب في الصينية وقالت هل ترغب بنقل الكراسي الى الشرفة . سألتها: لماذا ؟ . قالت ، قد تمطر . سألتها مندهشاً ، كيف تمطر ولاتوجد غيمة واحدة في السماء . قالت ثمة قرصة برد في الهواء ، اليس كذلك ؟ قلت، كلا ، هذا غير صحيح . قالت ، قد أكون مخطئة أذن . ثم صعدت سلم الشرفة ودخلت غرفة المعيشة . ظللت جالساً في مكاني لربع ساعة تقريباً بعد ذهابها ؛ ثم حملت أحد الكراسي وصعدت به الى الشرفة . ووقفت هناك برهة أنظر عبر سياج الحديقة الخشبي الى الغابة الممتدة على الجانب الآخر من المنزل . كانت الغابة خالية من أي شيء يمكن النظر اليه . ومن خلال باب الشرفه المفتوح سمعت بياتا تدندن . وفكرت أنها سمعت النشرة الجوية بالطبع . نزلت عائداً الى الحديقة وأستدرت نحو واجهة المنزل ، متوجهاً الى صندوق البريد الموجود بجانب بوابة المنزل الحديدية السوداء. كان الصندوق فارغاً . اغلقت البوابه لأنها كانت مفتوحة لسبب ما ؛ ثم رأيت أن أحدهم كان
قد تقيأ امامها مباشرة. شعرت بالضيق قليلاً ، وقمت بربط خرطوم الحديقه بالصنبور القريب من مدخل القبو وفتحت الماء على أشدة ؛ ثم سحبت الخرطوم خلفي الى البوابة . أخطأت نافورة الماء المندفع الهدف قليلاً ، وتطاير شيء من القيء على الحديقة ؛ وأنتشرت بقيتة على اسفلت الشارع . لم تكن هناك فتحة تصريف قريبة ، فكان كل ماقمت بة هو أبعاد تلك القذارة الصفراء عن البوابة مسافة أربعة أو خمسة أمتار. مع ذلك شعرت بالأرتياح لتخلصي منها ودفعها بعيداً.
بعد أن أقفلت الصنبور وأعدت خرطوم المياة الى مكانة ، شعرت بحيرة ولم اكن ادري ماذا افعل . فعدت الى مكاني في الشرفة وجلست . وبعد دقيقه سمعت بياتا تدندن من جديد . وبدا لي أنها كانت تفكر بشيء تحب ان تفكر فيه ؛ أوربما كانت تظن أنني لم أكن اسمعها. سعلتُ ، فتوقفت بياتا عن الدندنة وران صمت ثقيل. ثم حضرت الى الشرفة وقالت : أنت جالس هنا ؟ كانت قد وضعت بعض المكياج على وجهها. فقلت ، هل أنت ذاهبة الى مكان ما ؟ قالت ، كلا . أدرت رأسي نحوالحديقة وقلت: لقد تقيأ أحد الأغبياء امام البوابة . قالت ، أوف. قلت ، أنة شيء مقرف حقاً . لكنها لم تجب . نهضتُ فسألتني : هل لديك سيجارة؟ ناولتها واحدة وأرثتها لها . قالت ، شكرا ً. هبطت سلم الشرفة وجلست أمام الطاولة في الحديقة. ظلت بياتا واقفه تدخن لوحدها في الشرفة . ثم رمت سيجارتها بعد تدخين نصفها على الحصى الناعم المفروش أمام سلم الشرفة . قلت لها : ماالحكمة من ذلك ؟ . قالت ، سوف تحترق ثم دخلت غرفة المعيشة . حدقتُ بذيل الدخان الرفيع المتصاعد من السيجارة بشكل مستقيم تقريباً . وتمنيتُ أن لاتحترق . بعد فترة نهضتُ ؛ و قد اجتاحني شعور بالضياع . نزلت الى بوابة السياج الخلفية ، وسرت فوق شريط العشب الضيق المؤدي الى الغابة . وتوقفت خلف حافة الغابة تماماً وجلست على جذع مقطوع ، تكاد تخفيني أحدى الأجمات عن الأنظار . خرجت بياتا الى الشرفة . ونظرت الى حيث كنت جالساً ونادت علي . وفكرت أنها لا يمكن أن تراني . هبطت الى الحديقة ودارت حول البيت . ثم صعدت الى الشرفة ثانية . ونظرت مرة ثانية الى حيث كنت أجلس . وفكرتُ : لايمكن لها أن تراني . ثم أستدارت ودخلت الى غرفة المعيشة . فنهضت وتوغلت داخل الغابة .
قالت بياتا عندما جلسنا نتناول الطعام : هاهو هناك مرة أخرى . قلت، من ؟ . قالت ، ذلك الرجل ،عند حافة الغابة ، قريباً من الصنوبرة ال ... لا عليك ، لقد ذهب الآن . نهضت وذهبت الى النافذة . قلت: أين ؟ . قالت ، قرب شجرة الصنوبر الكبيرة . قلت ، هل أنت متأكدة أنة نفس الرجل ؟ قالت، أعتقد ذلك . قلت ، لا أحد هناك الآن . قالت ، كلا لقد ذهب . عدت الى الطاولة وقلت لا يمكن أن تكوني متأكدة أنك رأيت نفس الرجل من هذة المسافة . لم تجب بياتا رأساً ، ثم قالت ، لوكنت أنت مكانة لعرفتك . فقلت ، هذا يختلف ، أنت تعرفين مسبقاً من أنا . بعد ذلك واصلنا الاكل دون كلام لبعض الوقت. ثم قالت ، بالمناسبة ، لماذا لم تجب عندما ناديت عليك ؟ قلت ، ناديت علي ؟ قالت ، لقد رأيتك ، ولم تجب. ولم أحر جواباً على ماقالت . قالت لقد رأيتك . سألتها ، لماذا درت حول البيت أذن ؟ قالت ، أنت لاتدرك أني رايتك أذن . قلت ، لم يدر ذلك بخلدي. قالت، لماذا لم تجبني؟ قلت، لم أجد داعياً لذلك ، لاني لم أكن اعتقد أنك كنت قادره على رؤيتي، وربما كنت في مكان آخر مختلف تماماً . قالت ، إن كنت لم ترني ، أو إن كنت تتظاهر بذلك ، فليس هناك مشكلة ، ياآلهي ، هل هناك مشكلة ؟
لبثنا صامتين لبعض الوقت . وكانت بياتا تدير رأسها باستمرار وتنظر من النافذة . قلت لها : لم تمطر . قالت : كلا ، لقد أحتبست السماء . وضعت شوكتي وسكيني على الطاولة وأتكئت بظهري على كرسيي وقلت : أتعلمين ، أنك تثيرين حنقي احياناً . قالت ، أوه . قلت ، أنك لاتعترفين باخطائك ابداً ، أليس كذلك ؟ قالت : بالتأكيد أعترف ، غالباً ماأخطيء ، الكل يخطيء . الكل دون استثناء. نظرت اليها ورأيت أنها ادركت تماديها . ثم نهضت ورفعت صحن الصلصة الكبير وصحن الخضروات الفارغ وذهبت بهما الى المطبخ . ولم تعد مرة ثانية . نهضت أنا ايضاً و ارتديت سترتي ، ثم توقفت لبرهة متنصتاً ، لكن الصمت كان مطبقاً . ذهبت الى الحديقة ، وأستدرت نحو واجهة البيت وتوجهت الى الشارع . سرت الى اليمين باتجاة ضواحي البلدة . كنت حقاً أشعر بالضيق. كانت الحدائق المحيطه بالفلل الموجودة على جانبي الشارع خالية، وكان الصوت الوحيد الذي كنت أسمعة هو الطنين الرتيب لحركة المرور القادمة من الخط السريع . خلفت البيوت ورائي وعبرت قطعة الأرض الكبيرة المستوية التي تنتهي مباشرة بالفيورد . ووصلت الى مقهى صغير من مقاهي الهواء الطلق المطلة على الفيورد مباشرة ، و هناك وجدت مقعداً خالياً عند حافة الماء . أبتعت كاساً من البيرة ، ودخنت سجارة . كان الجو حاراً، لكني احتفظت بسترتي لأني حسبت أن قميصي كان مغطى ببقع العرق تحت أبطي . كان جميع زبائن المقهى يجلسون خلفي؛ و أمامي كان الخليج والمنحدرات البعيدة المغطاة بالغابات . جعلني طنين الأصوات الخفيضة وخرير الماء الخافت بين صخور الساحل أحس بحالة من الخواء الذهني الناعس . وراحت خواطري تنساب ، كما يبدو ، على طريقتها الخاصة لتوهمني بأحساس زائف بالراحة . ووجدت نفسي ، دون مقدمات، مستسلماً لشعور مؤلم بالهرب ، لم أجد له تعليلاً . كان ثمة شيء شمولي وكلي في ذلك الشعور بالألم و الرغبه بالهرب معاً جعلت الأحساس بالزمن يتوقف بشكل ما ، لكن هذا الخاطر لم يلبث سوى لحظات قليلة أستيقظت بعدة حواسي وأعادتني الى أرض الواقع .
عدت الى البيت من نفس الطريق ، عبر قطعة الأرض المنبسطة . وكانت الشمس تقترب رويداً من الجبال في الغرب ؛ وكان ثمة وهجاً ضبابياً خفيفاً يخيم على المدينة الصغيرة ، وكان الهواء ساكناً تماماً . كنت متردداً في العودة الى البيت ، وأنتابني خاطر مفاجيء ، واضح ومحدد : تمنيت لوأنها ميتة . لكني واصلت المسير الى البيت ودخلت عبر البوابه ودرت حول البيت من الخلف . كانت بياتا تجلس الى طاولة الحديقة وامامها مباشرة كان يجلس شقيقها الاكبر . أتجهت اليهما، وكنت أشعر بهدوء تام . تبادلنا بعض التحايا التافهة . ولم تسألني بياتا أين كنت ، ولم تبدر منهما أية بادرة تدعوني لمشاركتهما الجلوس ، الأمر الذي كنت سأرفضة في كل الأحوال ، بتقديم عذر معقول .
صعدت الى غرفة النوم ، وعلقت سترتي ونزعت قميصي . كان الجانب الذي تنام علية بياتا من السرير غير مرتب . وعلى الطاولة الصغيرة الموجودة بجانب السرير كانت ثمة منفضة فيها عقبي سجائر ، وبجانب المنفضة كان ثمة كتاب مفتوح ، غلافة الى الأعلى . اغلقت الكتاب ؛ وحملت المنفضة معي الى الحمام ورميت محتوياتها في التواليت وفتحت الماء عليها . ثم تعريت وبدأت أستحم تحت الدوش ، لكن الماء كان فاتراً ، بل اقرب الى البرودة ، لذا كان زمن بقائي في الحمام مختلفاً هذة المرة وأقصر مما كنت أنتوي .
وبينما كنت أقف أمام نافذة غرفة نومي لأرتداء ثيابي ، سمعت بياتا تضحك . أكملت أرتداء ثيابي بسرعة ونزلت الى غرفة المنفعة الموجودة في القبو ؛ ومن خلال النافذة الموجودة هناك كان باستطاعتي رؤيتها دون أن تشعر بي . كانت تجلس وقد مالت بجسدها الى الخلف على ظهر الكرسي ، ولملمت فستانها الى آخر ماتستطيع لتكشف عن فخذيها المنفرجتين وشبكت يديها خلف رأسها بحيث بدا قماش الفستان الشفاف منضغطاً بشدة على نهديها . كان ثمة شيء فاحش في جلستها أثار فحولتي ، وأحسست باثارتي تتفاقم لرؤيتها تجلس مكشوفة بهذا الشكل أمام رجل ، حتى لوكان اخيها .
بقيت على وقفتي تلك أراقبها لفترة ؛ وكانت تجلس على مسافة لاتبعد أكثر من سبعة أو ثمانية أمتار عني ، لكني تيقنت انها لم تكن قادرة على رؤيتي بسبب النباتات الدائمة الخضرة الموجودة في حوض الزهور خارج شباك القبو مباشرة . حاولت التنصت على مايقولان ، لكنهما كانا يتحدثان بصوت خفيض ، خفيض بشكل لافت ، كما أظن . ثم نهضت ونهض اخوها أيضاً ، فما كان مني ألاّ ان صعدت سلم القبو على عجل ودخلت المطبخ . فتحت الماء البارد وجلبت قدحاً ، لكنها لم تدخل ، فاقفلت صنبور الماء وأعدت القدح الى مكانة .
عندما استعدت هدوئي ثانية ، ذهبت الى غرفة المعيشة وجلست أتصفح مجلة عن الميكانيك . و كانت الشمس قد غربت ، لكن لم يكن الضروري بعد أنارة الاضوية . تصفحت المجلة من الغلاف الى الغلاف وبالعكس . كان باب الشرفة مفتوحاً . أشعلت سيجارة . وتناهى الي صوت طائرة قادم من بعيد ؛ بعد ذلك أطبق السكون. شعرت بالقلق من جديد فنهضت وذهبت الى الحديقة . لم أجد أحداً هناك . كانت بوابة الحديقة مفتوحة جزئياً . ذهبت اليها وأغلقتها . ورحت أفكر : قد تكون الآن تراقبني خلف الأجمة . عدت الى طاولة الحديقة ، حركت أحد الكراسي من مكانة قليلاً بحيث جعلت ظهرة يواجة الغابة ، وجلست . أقنعت نفسي بأن لو أحداً كان يراقبني الآن من شباك غرفة المنفعة الموجودة في القبو فلن يتسنى لي معرفة ذلك من مجلسي هذا . دخنت سيجارتين . بدأ الظلام يهبط ، لكن الهواء كان ساكناً ورائقاً وقريباً الى الدفء . ثم ظهر هلال شاحب فوق التلال الى جهة الشرق ، وبلغت الساعة العاشرة . دخنت سيجارة أخرى . ثم سمعت صريراً خافتاً يصدر عن البوابة الموجودة في سور المنزل ، لكني لم التفت . قالت وهي تجلس وتضع باقة صغيرة من الزهور البرية على طاولة الحديقة . يالة من مساء جميل ، . فقلت ، نعم . قالت هل لديك سيجارة ؟ . ناولتها واحدة وأعطيتها القداحة . ثم أردفت متسائلة بصوتها المفعم بحماسة طفولية طالما وجدت فيها سحر لايقاوم : هل تحب أن أحضر زجاجة نبيذ ؟ - وقبل أن أقرر بماذا أجيب ، نهضت ، وأمسكت بباقة الورد وهرعت تسير فوق العشب ثم صعدت درجات سلم الشرفة . فكرت : ستتظاهر الآن بعدم حدوث شيء . ثم فكرت : لم يحدث شيء ، أليس كذلك ؟ أنها لاتعرف عن اي شيء . وعندما عادت تحمل زجاجة النبيذ وكأسين وحتى سفرة مخططة بخطوط زرقاء ، كنت قد أستعدت هدوئي بالكامل تقريباً . كانت قد أضائت النور الموجود فوق باب الشرفة ، فأدرت كرسيي بحيث صرت أجلس بمواجهة الغابة . ملئت بياتا كاسينا ، وبدأنا نشرب . تمطقت قائلة أنة نبيذ لذيذ . كانت الغابة تبدو مثل ستارة سوداء أزاء زرقة السماء الشاحبة . قالت ، ماأجمل الهدوء . قلت ، نعم ، ورفعت لها علبة السجائر ، لكنها لم تكن ترغب في التدخين . تناولت أنا سيجارة . قالت أنظر الى الهلال . قلت ، نعم . قالت ، ماأشد نحولة . قلت ، نعم ؛ وتناولتُ رشفة من النبيذ . قالت ، في القارة يكون الهلال مائلاً قليلاً . لم أجب . قالت ، هل تتذكر الكلاب في ثيسالونيكي التي تعاصّت بعد السفاد ؟ قلت ، في كافالا . قالت جميع الشيوخ خارج المقهى كانوا يصيحون بمرح و كانت الكلاب تنبح وتحاول جاهدة الانفكاك من بعضها البعض . وعندما غادرنا البلدة ، كان ثمة هلال نحيل مثل هذا يميل قليلاً الى الوراء ، عندها شعرنا بدبيب الرغبة يسري في أوصالنا ، هل تذكر ؟ قلت ، نعم . صبت بياتا المزيد من النبيذ في كأسينا . ثم جلسنا صامتين لفترة من الزمن ،وكانت فترة طويلة جداً . جعلتني حديثها أشعر بالضيق ، وزاد الصمت الذي استطال بيننا فيما بعد من أحساسي بعدم الأرتياح . بدأت أبحث عن شيء اقولة ، شيء عادي جداً ينتشلني مما أنا فية . نهضت بياتا . ودارت حول طاولة الحديقة ووقفت خلف ظهري . فشعرت بالخوف ، وفكرت : ستقوم الآن بعمل شيء لي . وعندما شعرت بيديها على حنجرتي ، أنتزعت نفسي بقوة بعيداً عنها ، دافعاً برأسي وكتفاي الى الأمام . لكني أدركت في نفس اللحظة تقريباً مافعلت وأندفعت أقول دون أن ألتفت اليها: لقد أفزعتني . لم تجب . أتكئت على ظهر الكرسي . وسمعتها تتنفس . ثم ذهبت .
بعد قليل نهضت وهرعت الى الداخل . كان الظلام قد أصبح حالكاً تماماً . وكنت قد أنتهيت من شرب النبيذ وفكرت بشيء ما أقولة ؛وتطلب مني ذلك بعض الوقت . تناولت الكؤوس والزجاجة الفارغة معي ، لكن بعد لحظة من التردد تركت قماشة الطاولة المخططة بالأزرق في مكانها . كانت غرفة المعيشة خالية . ذهبت الى المطبخ ووضعت الزجاجة والكؤوس في حوض المغسلة . كانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة ليلاً . أغلقت باب الشرفة وأطفئت النور ؛ ثم صعدت الى غرفة النوم . كان المصباح الموجود بجانب السرير مضاءاً . كانت بياتا مضطجعة وقد أدارت وجهها الى الناحية الأخرى . كانت نائمة أو تتظاهر بالنوم . كان لحافي مسحوباً الى الأسفل وعلى الملاءة كانت عكازتي التي كنت أستخدمها بعد الحادث الذي تعرضت لة في عام زواجنا . التقطت العكاز وكنت على وشك دسه تحت السرير لكني غيرت رأيي . وقفت ممسكاً به في يدي ورحت احدق في قوس مؤخرتها المغطاة بلحاف صيفي خفيف وأعترتني فجأءة رغبة جنسية عارمة . ثم غادرت الغرفة على عجل وتوجهت الى غرفة المعيشة ، والعكاز في يدي ودون أن أدري في الواقع لماذا ، نزلت به على فخذي وكسرته نصفين . آلمتني الضربة لكنها جعلتني أقل أهتياجاً . دخلت المكتب وأنرت المصباح المعلق فوق لوحة الرسم . أطفئتة ثانية وتمددت على الأريكة ، غطيت نفسي ببطانية وأغمضت عيني . رأيت بياتا بوضوح بعين خيالي . فتحت عيني ثانية لكني مع ذلك رأيتها هناك أيضاً .
أستيقظت عدة مرات خلال الليل ونهضت من النوم مبكراً . ذهبت الى غرفة المعيشة لأزالة شظايا العكاز ؛ لم أكن اريد بياتا ان تعلم أني كسرته. كانت تجلس على الأريكة . نظرت لي . وقالت ، صباح الخير . هززت رأسي . لكنها واصلت النظر ألي . ثم قالت ، هل أنتهى مابيننا ؟ قلت ، لا . نظرت الي نظرة حادة لم أفهم مغزاها . قلت ، لقد اسأت فهمي ، لم ألاحظ قيامك ، كنتُ غارقاً في التفكير وعندما شعرتُ فجأءة بيديك على رقبتي أدركتُ مع ذلك أنك قد ... لكني لم أكن أعلم أنك كنت تقفين هناك . لم تتفوة هي بشيء . نظرتُ اليها ، وجابهتني بنفس تلك النظرة العميقة الغامضة . قلت لها ، يجب أن تصدقيني . كفت عن التحديق بي وقالت ، نعم ، أصدقك
أليس كذلك ؟
*********
عن
علي سالم
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي