تعد قضية انتشار العامية قضية قديمة حديثة بذات الوقت وهامة بقدر ماهي تحاول إبعاد الفصيح عن الاستعمال بدعوة السهولة والسرعة, وهذا ليس بأمر صحيح رغم عالميته لأنه يبعد عن الأصول ويضعف من قوام اللغة الأصل واقتصارها على لغة علمية أدبية صرفة ,بقدر ما يجب ان تكون متداولة بقوة في كل المجالات ,فبقد ماهي لغة القرآن بقدر ماهي الأساس في والتراث وداعم لأهمية ابعادها عن الضعف وغلبة الغربية عليها استعمالا.
ويجب ألا يغيب عنا, أمر انتشار العامية بقوة حولنا منذ مدة غير قليلة, حيث كان يمكن استثمار ذلك بطريقة إيجابية لو كانت النوايا سليمة ,وقد صدرت كتب وموسوعات أمسكت العصا من منتصفها بحيث قدمت تاريخ العامية وكيف وصلتنا
وكيف كانت جذورها تاريخيا, وقد أتت من طرفين أساسيين حسب رؤيانا:
1- الأصول اللغوية قديما وقبل أن تتبلور العربية التي وصلتنا ,ونعني بتبلورها لغة القران, وتتمثل في اللغات القديمة مثل
الآرامية واللاتينية والهنود واليونانية والفارسية وغيرها ,[1]والتي وصلت للمغرب بعد زمن عن طريق البرايرة العرب الذين يسمون بالأمازيغ(فهل نعني العامية هنا في المغرب الأمازيغية أم العامية الحديثة؟),هذا أولا.[2]
2- والطرف الثاني هو فن الزجل أو الموشح والشعر الإباحي الذي انتشر في الاندلس وسبب انتشار تجاوزات لغوية فادحة,
( أظنه القنبري ومن بعده ابن قزمان) [3]ونعود لعلاج الموضوع, يكون بوضع قواسم مشتركة ما بين العامية وتواصلها بالفصيح وهذا يجعلنا نتفوه بكلمات ظاهرا عامية وباطنا ذات أصول فصيحة ,
وأكرر لو كانت النوايا سليمة ,ومن هذه الكتب الهامة
(موسوعة العامية السورية)لياسين عبد الرحيم وهو 4 مجالدات [4],ويبين في مقدمته تفريق العرب في الجزيرة العربية بين لهجاتهم بين نجدية أصيلة وغيرها من اللهجات, ويخص بالذكر :عمرو بن العلاء" الذي مرر الانزياح اللغوي فيما صدر عنه,
والانزياح العامي الآخر دخول من غير العرب لعالم لغتنا, وهو بحث تاريخي طويل قمت ببعض جهود متواضعة فيه وفي جمعه ولم تتم بعد,
ويعد كتاب "احمد رضا" في رد العامي للفصيح كتاب مهم. [5] يمكننا تحميله من الرابط:
ويبقى السؤال: بعدما استشرت العامية في الزجل والغناء ووو ...هل ما قدمناه من مفاتيح مع جهود مؤسساتية تكفي؟
********
وقد ورد في موسوعة الأستاذ ياسين أن سيبويه كان يستشهد بكل من التزم العربية النجدية وغيرها ,كشعر أمية بن أبي الصلت ,فقد كان يحكي شعره قصص الأنبياء ويقرأ الكتب المتقدمة واتى بألفاظ كثيرة لا تعرفها العرب ,كتسمية السماء :صاقورة وحاقورة والقمر ساهورا ...
وقد أباح ابن جني الاحتجاج بالمولدين في المعاني دون الألفاظ ,وقد استشهد ببيت للمتنبي .
أما الأصمعي فلم يجيز ذلك أبدا. وكانت حجة البقية امثال ابن جني هي: أن المعاني التي كان يتناقلها المولدون المتقدمون ,وكان أبو العباس ,قد احتج من شعر حبيب بن أوس الطائي في كتبه الاشتقاق.
فأنشد بمعنى دون اللفظ:
لو رأينا التوكيد خطة عجز=ما شفعنا الأذان بالتثويب.
فهل دخول الفاظ غريبة عن العربية في القرآن مسوغ؟ أم ماذا يعني هذا هنا؟[6]
وبالنسبة للقدماء يبقى العربي القح الصريح من شوائب الدم والاختلاط بالأعاجم محل ثقة واحتكام ,حتى لقد أخذوا من العراب دون اشتراط العدالة والبلوغ, فهل من هنا بدأ الانزياح و التفلت؟.
يتبع.
ريمه الخاني 18-11-2013
[1] للمزيد:
http://www.al-najaf.org/resalah/6/11-dakhil.htm
[2] روابط داعمة:
http://www.omferas.com/vb/t45568/
http://www.omferas.com/vb/t46506/
[3] يمكن مراجعة الروابط السابقة.
[4] للتحميل: http://www.omferas.com/vb/showthread...142#post193142
[5] للتحميل:
http://www.omferas.com/vb/t47826/
[6] راجع الرابط:
http://www.omferas.com/vb/t44490-2/
اما عن الدخيل في القرآن:
http://www.maqalaty.com/%D8%A7%D9%84...%8A%D9%85-2768
وهذا رابط آخر داعم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227146