لم يا أخية تزرفين الدمع مدرارا

بوجه الفجر في هذا البراح ؟

الليل عات والجراح

غاب الغريب ولم يعد

والذئب يا ويلاه صاح

ما ضرني طول انتظار إنما

الخيل فارقها الضباح

شجر هناك على الحدود

وقبله سحب السواد وجوقة الوطن المباح

شجر تسربل بالنواح

والجند في سكك الموات تشرذموا

والبؤس في الآفاق فاح

إني أرى خلف التخوم نهايتي

ما عاد يجدي في الفيافي ذا الصياح

إني هنا ما زلت أحذر صمتكم

والخوف في عين الصغار

الصمت عار

لا وقت عندك للسكوت أو اختيار

الرمل عرضك والعيون ووجه سلمى

هل تراها ؟

أم أصابك زيف ذلك بالعوار ؟

لا شيء يبقى إن تهن ..

فنساؤك الحبلى غدا ترمي الصغار إلى الضياع

وصغيرك المحفوظ تحت خمارها

الشمس تحرق وجهه بسقيفة

ليست تحن على الرعاع

والنخل ..

لا تمر هنالك

أو بأرضك شيد الجند القلاع

أنت الذي يمتاح صمتا من عميق الروح هل .. ؟

أخجلتك البيد في فرش المتاع ؟

لا شيء عندك أو وراءك غير رمل

يرقب العرض المباع

النيل باع

و المجد أنت على الدروب بلا ثمن

فجر القبيلة مرتهن

والليل ..؟

ما ليل الجبان سوى الظنون

أو الوساوس والفتن

نجمان أو بعض السنون وسنبلاتك والجفاف

وشياهك الظمأى إلى عشب يدر الضرع

أو يكفي النعاج

لا ترتجى من ماء نيلك دفقة

أو بعض طمي أو سياج

هل جف ماء المجد في سهل العريش

فبعت فجرك للظنون وخنت تاج ؟

تاج القبيلة والرمال ومصرنا

مصر التي تسقي بنيها الذل في ماء أجاج

أنت الذي ..

فاشرب خنوعك أو أعدها عزة

أو فارتمي مثل النعاج