تاريخٌ ومسامير..
علّقني أينَ تشاءْ.!
وضبابُ الحلمِ
يموتُ على عتباتِ الليلْ..
في غربِ سكونِ الجبهاتِ المعروقةِ
يتناوبُ أسري
وحفيفُ القيدِ شفيفُ وصالِ الروحْ
ينتزعُ البسمةَ قَسراً من شفةٍ قرصتها عاقصةُ الأيامِ
تركتها ومضت متوهّجةً حمراء
تركض في برٍّ.! في زحمة عمرٍ
ما طَبَعتْهُ الصورُ ولا الأشياءْ
فالموكبُ غصَّ عميقاً حدَّ الشرقِ من الأنهارِ الأمويّةِ
عجَّ بعقبان سوداء
أبعدْني..
علّقني أينَ تشاءْ.!
أبعدْني عن قاطعِ سيفٍ
ما زالَ يطاردُني!
يسبقُني!
يجتثُ رقاباً..
ينفجرُ نزيفُ الدمِّ ليُغطي
كل الصفحاتِ السوداءْ
و كلّ مناديل العشقِ البيضاءْ
يرتفعُ ويسقطُ
يحملُني بين حطامِ اليأسِ، ويلقيني
ريشةَ نسرْ.!
وقرأتُ على ذروةِ حدِّ المنقارِالباترِ
لا فارسَ غيري يمتلكُ الأجواءْ
لا نسراً غيري سيدُ هذا الرَبعِ الغائرِ
بين ضجيجِ الموجْ..
يطحنُ بين جناحيهِ الموجةَ والأنواءْ
والمخلبُ هذا الذابحُ حتى لبِّ العظمِ
يقطَعُ ما امتدّتْ أجنحةَ نوارسَ
من ركنِ الأرضِ وحتى أعماقي
ففقدتُ إلى جانبِ ذاتي
فُسحاتٍ كنتُ أزيّنُها بلهاثِ أبي..
ببكاءِ القاطرةِ الأولى.! أمّي..
ما عدتُ أرى بين عشوشِ البوماتْ
أعسافَ نخيلْ
ولا عاصفةً تذرو رملَ الصحراءْ
ويضيعُ الحبُ..
يستافُ الوجعَ العذريْ
يتسلّقُ كلّ تضاريسِ الأحلامِ
ولا تخترقُ الأحلامُ فضاءْ
ضِعتُ.. وضاعتْ من بينِ ذراعيَّ حبيبةُ عمري فاختنقتْ
حَمَلَتْها أجنحةُ الريحِ على مركبِ سفرٍ قدريٍّ
حَطّت جُثْتها..
يا ويلي.!
ما عادتْ أجنحتى تتعشّقُ سفراً لسماءْ
حَمَلَتْها.. حَمَلتْني فوقَ هزيعِ الجرحِ
وفوقَ الحلمِ الطافحِ بالجمراتِ أكفُ المخدوعينَ
المتبقّين
حَمَلَتْ دَمَها.. ودَمي
يطفحُ منّا عسلٌ دافئُ تقطرُ منه زهورٌ تتفتْقُ عِطراً
في كل صباحْ
تترافقُ مع رحلةِ عصفورٍ غادرَ منذ ُقليلْ
صحبةَ عشّاقٍ كانت تأوي في قلبِ الريح
راحَ يفتّشُ عن أنثى!
لا يعرفُ في هذا الأفقِ المهزومْ غير حنينِ الأنثى..
يَحمِلُ ما حَمَلَتْ كل المكلومات.. وأمّي..
جرحاً ينزفُ من قلبِ وليدٍ كان أخي
وتناثرَ مثلَ قطيعِ قَطا
فأنارَ وأشرقَ وهْجاً قمريّاً
صارَ على البعدِ المسكونِ بريشاتِ النسرِ ضياءْ..
ونسيجُ شراييني الحائرِ
يبحثُ عن قطرةِ نورٍ
أين النورْ.؟
أتراهُ يغوصُ قليلاً في أعماق الجبّْ.؟
أم "يتنفّسُ تحت الماء..!"
هذا الأحمرُ يتخللُ مسمارَ الآلامْ
ينقلبُ بياضُ الماءِ إلى لونٍ قانٍ..
لونُ كلّتْ عيناهُ عليه..
فأطبقَ باباً قيّدهُ في حبسينْ بينهما نهرُ دماءْ
علّقني أين تشاءْ
لا نورٌ ينبضُ من وجهِ الصورةِ.!
هذا جدّي يلعنُنا.؟ ويقولُ
على هذا المسمارِ معلّقةٌ
كل حكاياتِ التاريخْ
كل مساميرِ الجدرانِ
على قدِّ الجدرانِ سواءْ..
كل التاريخِ على قدِّ حكايات التاريخِ
هباءْ..
ع.ك
% % %