خصوصية التراث وخصوصية الهوية. إن التراث العربي بشقيه القديم والحديث رأى النورفي ظل ظروف متغايرة الى حد ما رغم الشبه الكبير في أنماط العيش والطبيعة الجغرافية لإقاليم العرب. وأكثر العوامل التي مهدت للتباين التراثي في أصقاع العرب المختلفة هي طبيعة الكيانات السياسية أو طريقة تنظيم الإدارة السياسية أو حتى رموزها. وبعد هذه التوطئة المقتضبة فإن في مقدور القول أن فرقة العرب تكمن في تراث العرب وأن عوامل تفرقة العرب تطفح الى السطح بمجرد إشخاص البصر في أو تملي تراث العرب بإمعان. إنك إن لم تك على علم بالتراث فمصيبة وإن تك على علم فالمصيبة أعظم. وويل لعالم أمر من جاهله. إن بذور الفرقة بين العرب بذرت في سحيق وغابر الأيام. ورأت الفرقة النور حتى قبل البعث المحمدي. إن من نافلة القول أن العراق وبلاد الشام وجزيرة العرب ميزت نفسها وعلت الى الشمس بتراث متميز. و لعمري فإن عنصر التميز هذا ثبت وتوطد بمرور الأزمان.