!(التنويم الذاتي)!

--------------------------------------------------------------------------------



طرق الإيحاء الذاتي الثلاثة :
1- طريقة ليفي .
2- طريقة بيرفالد .
3- طريقة كوئة
وقد طغت طريقة كوئة على الطريقتين السالفتين وأصبحت وحدها السائدة والمستعملة في ممارسة الإيحاء الذاتي ..
طريقة كوئة للإيحاء الذاتي :
بنيت هذه الطريقة على ثلاث ركائز تعتبر حقائق نفسية وهي :
1- أن قوة التخيل تكون الحافز لكل تصرفات الإنسان وليس الإرادة .
2- إذا وقعت قوة التخيل والإرادة في تناقض تغلب التخيل واندحرت الإرادة .
3- القانون المسمى بقانون المقاومة المقلوبة وهذا القانون يقول : (( إن الإرادة ليست عاجزة أمام الإيحاء المنبثق عن قوة التخيل فحسب بل إن مقاومتها تزيد الإيحاء قوة ومتانة في حين أنها تستهدف القضاء عليه ))
وكنتيجة لذلك يجب أن تلغي الإرادة وأن تتصاعد قوة التخيل ليتحقق فعلاً ما يتخيله المريض المعالج .
ويقول كوئة إن التخيل عنده القوة اللازمة لتحقيق ما يتخيله وهذا ما سماه بودوين بقانون الغرض المجهول = الغير مدرك وفسره بالآتي : عندما يقرر الهدف يقدم اللاوعي في كل إيحاء الوسائل اللازمة لتحقيقه . فإذا أراد إنسان مثلاً التخلص من صداعه آلام في رأسه يكفي أن يتخيل ( بتركيز أي بشدة ) أن الآلام قد زالت عندئذ يعمل اللاوعي كل ما يلزم لتحقيق زوالها فعلاً .
تطبيق طريقة كوئة للإيحاء الذاتي :
1- إجراءات ممهدة :
تبدأ المعالجة بإعطاء إيضاحات وإرشادات تشرح العلاقات الكائنة بين الجسم وبين النفس ( الروح ) وتفسر كيف أن الإنسان كائن ( جثماني – روحاني ) في وحدة لا تنفصم وللروح دور هام في كل خلل يظهر في الجسم ونصيب الروح في هذا الخلل لايمكن التأثير عليه إلا بوسائل ( روحية = نفسية ) والمهم هنا ليس الإرشاد بل استيعاب الإيحاء وتصنعيه وعلى المريض أن يتمرن على تحويل الإيحاء الدخيل إلى إيحاء ذاتي لأنه يوجد عند كل إنسان قدر من قوى ذاتية إيحائية ، وعلى المريض أن يتعلم كيف يضع هذه القوى في خدمة المعالجة الذاتية وكان كوئة يدلل على ما للنفس من تأثير على الظواهر الجثمانية بإجراء التجارب الثلاثة التالية :
1- تجربة الرقاص: وفيها ترسم فوق قطعة كبيرة من الورق دائرة كبيرة تقطع بخطوط تمر كلها بمركز الدائرة ثم يؤتى بقوس يعلق عند منتصفه رقاص ثم يطلب إلى أحد المرضى أن يمسك القوس بيده من جانبية على أن يتدلى الرقاص نحو مركز الدائرة وأن تظل اليدين غير مسنودتين حتى ولا بالجسم نفسه ، ثم يطلب إلى ماسك القوس أن يتخيل ( بتركيز = بشدة ) أن الرقاص يتحرك ذهاباً وإياباً في اتجاه معين وبعد برهة من الزمن يبدأ الرقاص فعلاً بالحركة في الاتجاه المطلوب وإذا استبدل الاتجاه في المخيلة بدل الرقاص اتجاه حركته معاً والرقاص في تحركاته يتجه دائماً وفقاً لما تفرضه التخيلات حتى لو فرضت اتجاهات صعبة متداخلة كرسم رقم (8 ) الإفرنجي مثلاً . وبهذه التجربة يقيم كوئة الدليل على أن التخيلات المركزة بمفردها تستطيع تحقيق الحركة المطلوبة دون أن يكون للإرادة الواعية أي تأثير في إجراء الحركة وسيرها .
2- تجربة السقوط :
وفيها يطلب من المريض أن يقف منتصباً ويجمد جسمه ثم يقف كوئة وراء المريض على مسافة صغيرة ويطلب إليه أن يقع متصلباً إلى الخلف فيقع المريض ويتلقاه كوئة بيديه وبعد ذلك يطلب إلى المريض أن يقف وظهره نحو الجدار وعلى مسافة قريبة منه ثم يتخيل بتركيز شديد أنه يقع على الحائط كما وقع من قبل على كوئة وبعد برهة يبدأ جسم المريض بالميل إلى الوراء حتى يقع فعلاً على الجدار وتتحقق تخيلات الوقوع .
3- تجربة الأيدي :
وفيها يقف المريض منتصباً ويمد يديه نحو الخلف ثم يمر بنظره فوق الذراع واليد إلى أن يصل به إلى نقطة فوق الأرض تقع باستقامة اليد الممدودة دون أن يظل النظر مثبتاً على هذه النقطة فوق الأرض ، ثم يطلب من المريض أن يتخيل بتركيز وشدة أن يديه ترتفعان إلى الأعلى وبعد قليل تبدأ اليدان بالتحرك نحو الأعلى حتى تصلا إلى المستوى الأفقي أو إلى الأعلى من ذلك .
ويشترط أن تجري التجارب في حالة التركيز كما أسلفنا ولتسهيل عملية التركيز يعبر المريض عن تخيلاته بصياغة بعض الكلمات التي يرددها بسرعة بصوت منخفض همساً وبذلك لايترك مجالاً لظهور تخيلات معاكسة والكلمات التي يصوغها ويرددها المريض يجب أن تتناسب مع التخيلات وأن تزيد في قوتها .