إنْ كنتَ تجرؤُ
أيها المأفونُ
فلتقربْ حِماها
فلسوف تكويكَ
بجمرٍ من لَظاها
تسقيكَ غسليناً
حميماً من حميمٍ
مِزَقاً به تَفري حَشاكا
تَقريكَ من زقُّومِها
تستلُّ روحَكَ
ينتِنُ العودُ
بِنتْنٍ من دماكا

* * *
في قِحفِ جمجمةٍ
قضت تحت ركامكْ
بهولِ صاروخٍ ذكيٍّ
قد تدلَّى من حزامكْ
ثملاً تخبَّطَ
في غياباتِ ظلامكْ
من غلِّ يَهوه
سخطِ آلهةِ انتقامِكْ

* * *
لا تخدعنَّكَ في السُرى
هذي القصورُ
فحديثها إفكٌ
وبسمتُها رياءُ
كمثلِ شأنيكَ
وكفرٌ وافتراءُ
والمخبرُ المنهومُ
في خوفٍ عليكَ
من بعضِ أفضالكَ
جزارٌ وفاجرْ
هذي القصورُ
قبورُهم هذي القصورُ
وكلُّ ما جمعوا هباءُ
أتظنُ يا مأفونُ
أنَّا سوف نبقى إلى الأبدْ ؟!!!
في نوحِ ساقيةٍ ندورُ
نتقبلُ الطعناتِ
في وجلٍ نَخورُ
إلى الأبدْ ؟!!!

* * *
اخرجْ من الجُحرِ
الذي يحميك منَّا
هيا ابتعدْ
عن ذيلكَ العبدِ الأجيرِ
نقتصُّ من هُبلٍ ومنكا
ونُريكَ من كرمِ الضيافةِ
ما رأيتَ بأمِّ عينكَ
ما سمعتَ

* * *
أمويةٌ لها ما تشاءُ
ولكَ الخليلاتُ العواصمُ
والحظيَّاتُ الإماءُ
وبركبكَ الغلمانُ والخصيانُ
والنُخَبُ الحِذاءُ

* * *
عربيةٌ
ولئن تخفَّى
بالعباءةِ والعقالِ
بركبكَ الميمونِ
أرباعُ الرجالِ
بدويةٌ
في صلبِها البركانُ
ثاراتُ القبيله
في دوحِها الأرواحُ
والأشباحُ تهدرُ
والنسورُ مهجَّره
شررُ العيونِ
القادحاتِ الثائره
وطوائرُ الهاماتِ تنعبُ
والخيولُ الصاهله
قتيلةً تلقاك شِلواً
في غدٍ أو قاتله
وتُريكَ في المرآةِ
يا مغرورُ وجهَكْ
بشوامخِ التاريخِ حجمَكْ
حذارِ يلهمْكَ الغباءُ المُحكمُ
فجهنمٌ هذي الخميله

* * *
أشربتنا الإرهابَ
من كفَّيكَ
من أشلائنا
حتى انتشينا
فكم سقينا
من دموعِ العينِ
في الصحراءِ نخله
وكم وقينا من لظى
الرمضاءِ نمله
لسوف نسقيكَ
فلا تعتب عليكَ
أو علينا
العفو منكَ
سنزرعُ العبواتِ
في ركبِ العلوجِ
نهوى البروجَ
وما تهاوى
فوق هاماتِ البروجِ
نهتزُّ في طربٍ أصيلِ
لآهةِ الجندي
للموتِ الزؤامِ
في كفِّ قناصٍ
تمترسَ بالظلامِ
ونفصِّلُ الراياتِ
أكفاناً جميله
ونعشقُ النزهاتِ
والسيرَ الطويلا
بحدائقِ الصلبانِ
غاباتِ النعوشِ
يا للعروشِ وما اقترفتم
من عروشِ

* * *
أمويةٌ كانت هنا
تروِّي من ظمأٍ هنا
عطشَ الحسينِ
من صنَّفَ الأحرارَ غِلاً
عن يمينٍ عن شمالِ ؟!!!
من هجَّن الصلبانَ
في عينِ الهلالِ ؟!!!
سدىً ... سدىْ
سيَّانَ في هذا المدى
بيضُ العمائمِ سودُها
إن يستحرَّ الذبحُ
في نحرِ الليالي

* * *
لم نعتدلْ
نحن العصاةَ الجامحينَ
لا نطلبُ الإحسانَ
من إحسانِكم
فليجثُ كافورٌ
على الأذقانِ
يستجديكَ صفحَكْ
فنحنُ لا نروى بكولاكَ
ولا نقتاتُ قمحكْ

* * *
للنفطِ ذاكرةُ البغايا
وللقصورِ
نحنُ السجلُّ
ونحنُ ذاكرةُ السماءِ
إن ضيَّعَ الأزلامُ
دمَّ الأبرياءِ
من نزفهِ ستزدهي
سجادةٌ حمراءُ
باعتْكَ حياها
في عارِها
في وطئها تتبخترُ
كالبطةِ العرجاءِ
في أوحالِها تتعثرُ
فامشِ الهوينا
واقتصد ...

* * *
هنا ... هنا
في ميسلونَ
بقاسيونَ
بهامِهِ
بسفحِهِ
بصخرِهِ
برملِهِ
في المنحنى
أسماءُ مَن:
أجزرتَ
من عرَّيتَ
من غيَّبتَ
في ظُلَمِ السجونِ
ما قد نهبتَ
من المتاحفِ
والمصاحفِ
ما فقأتَ من العيونِ
أقبل فقد يئن الحسابُ

* * *
تقبلوا شِلوَ المصاحفِ
من هباتكْ !!!!!
وعويلَ مئذنةٍ تهاوت
تحت بسطارِ رُماتكْ !!!!!
خَصَفوا عن العوراتِ
دونكَ ما سترْ !!!!!
وتَكوَّموا طوعاً
كأهرامِ عُراتكْ !!!!!
فلْتنتشِ .....
بعريهمْ يا أيها الساديُّ
ولْتزهُ بذاتِكْ

***
حَرِّقْ بتبغكَ أنفهم
ولْتَسِمِ الجلدَ بنارِكْ
ولْتسحلِ الصنمَ الكبيرَ
بحبلِ دلوٍ من شنارِكْ
كقلوبِ راعيها السيوفُ
رعشاءُ تجفلُ
من هزيمكَ
سُبةٌ في كفِّ عارِكْ

***
زَفَّتكَ أسرابُ السبايا
قد تهادتْ من خِبائكْ
أرشاءُ ظبيٍ
من كناسِكَ أسفرتْ
من زُغْبِ فيئِكَ
من إمائكْ
ما أروعَ الرقصَ الخليجيَّ
على قرعِ حذائكْ

***
يا أيها الغارقُ
في مستنقعِ الإجرامِ
في أوحالِ دائكْ
مزابلُ التاريخِ
أولى باحتوائكْ
لا ..لا تحاورْنا
فلا أملٌ يرجى
من شفائك


(نائلة الإمام – دمشق)