المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين
الحمداني;

الإعجاز القرآني في بيان المستوطنات وجدارهم العازل

بقلم: عطيه مرجان


:


الإعجاز القرآني في بيان المستوطنات وجدارهم العازل
الباحث: عطية مرجان أبوزر
جاء في الإعجاز القرآني العظيم من باب الإعجاز الإخباري الغيبي عن ما سيكون من شأن ( اليهود) في زمننا هذا, فأخبرنا القرآن بأنه سيكون لهم جدران و أسلحة وسبل قتال أخبر عنها القرآن إعجاز غيبي إخباري ,فقال رب العزة في آية واحدة من سورة الحشر كل ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
:"(لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ), (الحشر14)
.وسنبين بعون الله تفاصيل هذه الوقائع بما يلزم من الدليل .
ثبت للعالم أجمع أن اليهود هم أجبن خلق الله من الناس, ذلك لثبوت مكرهم لأسلوب حياتهم ونهج علاقاتهم بالآخر وتأذي المجتمعات البشرية منهم,ولنهجهم الغدر بالغير دون ذنب لهذا الغير اقترفه بحقهم , لان صراعهم مع البشرية صراع عقائدي قوامه أنهم الأسمى والأفضل وأن ما سواهم من الناس وجب أن يكون لهم عبدا,ولأن هذا السامي كان ضعيف قليل العدد فقد أتخذ من المكر والغدر وإعداد العدة وتبنى نظرية الأمن الشديد سياسة لنظام وجوده ومسببا لها,ولأن الله تعالى هو خالقهم والأعلم بهم فقد أكثر من وصفهم وتعريتهم في القرآن, وقد أكد الله تعالى أن قوم يهود جبناء بلغ جبنهم حد الخوف من المسلمين أكثر من خوفهم الله ذاته, بدليل قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم " (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّه" أما سبب هذه الرهبة فكان لكونهم:ِ"قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ) الحشر13,
ولو كنا نتدبر القرآن جيدا كمسلمين لما كان عكس الحال هو الحال أي لما كنا نحن الخائفون منهم, ولكنا هجرنا تدبر القرآن , حتى شكانا نبينا لربنا:
" وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا" [الفرقان : 30].

صدق الله فيما أخبر وبتدبر يسير لكلمات الآية التي هي موضوع بحثنا نجد عدة استدلالات متتالية متكاملة أولها :"لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ" و دليل الواقع على الأرض لهذا القول القرآني هو ما نجده اليوم من بناء المستوطنات بكثافة وصلابة كجدار إسمنتي عريض حول المدن والقرى الفلسطينية في كل مكان.وفي الكلمات التالية من ذات الآية نقرأ قول رب العزة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(("أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ"))
ونعود لنستشهد بالواقع على صدق ما أخبرنا القرآن ومن هذه الوقائع الواقعة :-

1. بناء الجدار العازل على أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة بارتفاع زاد على ست أمتار.

2. بناء الجدار العازل على أراضي شمال قطاع غزة

3. بناء الجدار البشري من عملائهم على حدود جنوب غزة ( ما عرف بقرية الدهينية).

4. بناء الجدار الحديدي النفقي جنوب غزه.


و شدة الرهبة عند اليهود من المسلمين يستدل عليه من الآية بجلاء هذه الوقائع كما بينها وفصلها القرآن "قُرًى مُّحَصَّنَة" و "جُدُر" أي جمع جدار, و إذ لا أدعي على آيات القرآن ما شئت فأقتص وأقتبس الكلمة التي تخدم ما أريد فأعود لاخذ الجملة القرآنية كما كانت "
أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُر"

لان في هذه الجملة القرآنية دليل آخر على سلاح قتال لان الآية بدأت بالحديث عن قتال وليس عن بناء لقولها:

" (لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قرى أو :- ) (في) حرف أو كلمة تشير إلى (مكان القتال) وهي القرى المحصنة وهي في واقعهم اليوم ما يعرف بالمستوطنات
, أما قوله تعالى:"أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ"

فاشارة الى مكان وسلاح في آن, ذلك ما هو في واقعهم باختراعهم للاسلحة المقاتلة من خلف الجدران , ما يسمى بسلاح طلقة الزاوية" وهو سلاح صنع في إسرائيل وجاري تطويره خاص بالتصويب من زاوية يكون الرامي - حامل السلاح- مختفي خلف جدار لا يظهر للخصم يحمل بندقية تنكسر بزاوية 90 درجة لليمين أو اليسار - يبقى نصف البندقية الخلفي بيد الرامي وتستند الى كتفه بينما ينكر نصف البندقية الأمامي ( الفوهة والذخيرة) بموازاة الجدار الزاوية.

أما كيف يرى الراي هدفه فذلك لوجود شاشة رؤية أمام ناظري الرامي مثبتة أعلى مؤخرة البندقية الذي هو بيد الرامي , هذه الشاشة تنقل صورة الهدف عن طريق عدسات مكبرة مثبته على القسم الأمامي المنكسر للبندقية .يمكنك مشاهدة نموذجين من صور هذه البندقية المرفقين بالبحث.فانظر إلى الجندي المدجج بسلاحه ينظر الى الشاشة الصغيرة أمامه بينما تحيط به الجدران من كل جهة , انه يرى هدفه الغير ظاهر لنا نحن لان الخصم يقبع خلف الجدار يمينا حيث تتجه فوهة البندقية.
وكذا في الصورة المرفقة الثانية أنه حقا قول الله تعالى

"مِن وَرَاءِ جُدُرٍ".

صدق ربنا رب العزة , وسبق إخبار القرآن كل إخبار فكان معجز حق الإعجاز, فحين علم النبي الأمي بهذا العلم لم يكن في أيدي اليهود ولا في عقولهم ولا في أمنياهم هذا السلاح بعد.
في الصورة الثانية يبدو لنا الجزء المنكسر ( الفوهة المصوبة) بوضوح.
نعود إلى الآية الكريمة نتدبر ما فيها كما أمرنا أن نتدبر القرآن بدليل
قول الله تعالى:"
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]

فأعود بالقاري الكريم للكلمة الثانية من الآية فذلك ما وجب علينا إذا ما تدبرنا القرآن لان كل كلمة لها بنيانها ومعناها وليس ككلام البشر فانظر الكلمة "جَمِيعاً" أي أن اليهود جبناء جدا بدليل أنهم لا يقاتلون فرادى ولا يمكن لهم دخول أي مواجهة حتى لو كانت مع الأطفال في فلسطين إلا جماعه , فذلك
قول الله "لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً"

والأدهى والأنكى أنهم لا يقاتلون إلا جماعة ومن وراء جدر فتلك هي حقيقة اليهود شهدناها نحن هنا في فلسطين وفي كل الميادين, شهدها أطفال الحجارة , وشهدتها نساء فلسطين, قبل رجالها ومناضليها,أو ليس هم من تبرؤا من نبيهم جبنا

" قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة : 24]

نعود لسرد الاية الكريمة لنتدبر فنجد الكلمات الثلاث التالية تأتينا بخبر جديد قوامه :" بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ" وفي ذلك استكمال للبيان القرآن المعجز,أنهم لا يقاتلون فرادى, لان عداوتهم فيما بينهم شديدة, تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة, ولكن قلوبهم متفرقة, فهم يخشون خديعة بعضم للبعض, الغدر من أشهر شيمهم والخديعة سبيلهم حتى فيما بينهم البين وليس ضد خصمهم فقط وقد اشتهر عند اليهود ما عرفناه عنهم نحن الفلسطينيين أن أحدا منهم لا يمكن أن يساعد أحد للوصول الى آخر فلو سألت موسى عن عنوان موشي الذي يسكن في الشقة المجاورة لأقسم لك أنه لا يعرفه, ذلك من الخوف والفرقة كما قال فيهم ربهم"

بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى"
والله أصدق من كل مدعي يدعي غير ذلك.
فلعل هذه الآية الكريمة تكشف عن الطبيعة النفسية لليهود,‏ فقد برع اليهود في التعصب الأعمى ضد كل من سواهم‏,‏ بل ضد الإنسانية بصفة عامة‏,‏ كما برعوا في تدبير المؤامرات‏,‏ ونقض المعاهدات‏,‏ وتزييف التاريخ‏,‏ وتحريف الدين‏,‏ والافتراء على الله,‏ وعلى كتبه، وأنبيائه ورسله‏,‏ وفي سلب الأراضي من أهلها, وفي تربية ناشئتهم على الاستعلاء الكاذب فوق الخلق‏.‏ ولذلك كان خوفهم من الأمم المحيطة بهم شعوراً مسيطراً دوماً عليهم، فعاشوا عبر التاريخ وراء المستوطنات " القرى المحصنة" ‏,‏ والجُدران المرتفعة‏,‏ والموانع والعوائق المتعددة‏,‏ أو في أحياء مغلقة‏‏.ومن الادله عليهم أنهم يعيشون في بلاد المسلمين داخل قرى مسورة مغلقه فانظرهم فيما يسمى بحارة اليهود في أي من الدول الاسلامية حيث هم آمنين بتسامح الاسلام والمسلمين معهم ولكنهم لا يأمنون جانبا ولا يؤمنون بسلم أو سلام.
‏ تاريخ اليهود يؤكد صدق القرآن الكريم بهذه الإشارة الربانية

(لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُر),
و قد أفاض أهل العلم في بيان طبيعة القرى المحصنة لليهود عبر التاريخ, و التي كان من أحدثها خط بارليف الذي أقامته إسرائيل بعد انتصارها في حرب 1967, و الجدار العازل الذي شرعت في إقامته سنة 2003 بعد أن سيطرت على أغلب الأراضي الفلسطينية, و امتلكت من السلاح و العتاد ما لا يعلمه إلا الله, فكان ذلك أكبر دليل على الخوف المسيطر على نفوس اليهود و الذي لا ينفك عنهم حتى و لو انتصروا على عدوهم. و
ينبغي أن نلتفت إلى أن الآية الكريمة لم تنفي أن يكون اليهود من المقاتلين أو أن يمتلكوا القوة التي تمكنهم من مهاجمة غيرهم من الأمم أو أن يكونوا ذوي مكر و دهاء, فقول الله (لا يقاتلونكم) فيه دلالة على ذلك, بل إن الله يبين في موضع آخر أن اليهود سيتفوقون على المسلمين و يكونون أكثر نفيرا
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } الإسراء6,

و عليه فهذه الآية ما نزلت لتتهم اليهود بأنهم ليسوا أهل قتال و لكن لتبين الطبيعة النفسية لهم في أثناء قتالهم, و أنها طبيعة واهية تخاف الموت و تحرص علي الحياة, فلا ينبغي للمسلم أن يهابها في اثناء القتال حتى لو كانت الغلبة في العدة و العتاد لصالحهم.
و من " الجدر" التي جاءت في الآية الكريمة, الحصون الحديدية من دبابات وآليات وجرافات هذا ما رأيناه واضحاً جلياً في حربهم ضد حزب الله في لبنان و في حربهم ضد أهل غزة, فطالما أنهم وراء دباباتهم و غواصاتهم و سفنهم و طائرتهم فهم يهاجمون بضراوة, أما أن ينزلوا من خلف الجُدُر ليقاتلوا وجها لوجه و ليستولوا على الأرض, فهذا هو مالم يستطيعوا فعله لفرط جبنهم, و لفرط حرصهم على الحياة,
و الجُدُر جمع جدار, و هي أبلغ من كلمة جُدران, قال د.عامر مهدي صالح العلواني, في مقالة بعنوان العدول في التعبير القرآني (اختيرت لفظة ( جُدُر ) جمع ( جدار ) دون ( جدران ) ، لتدل على أقصى الكثرة مع أن (جدران) هي الأكثر في الاستخدام ، إلا أنها علي صيغة ( فعلان ) التي تدل على القلة النسبية دائماً, في حين كان السياق يصور شدة خوف اليهود وحرصهم على الحياة ، فما كانـت (جدران) لتناسب سياق الخوف والجبن ، لذلك عُدل إلى ( جُدر ) علي وزن (فُعل) التي تدل علي أكثر العدد, لتصوير خوفهم وشدته ، وكأنهم لهذا الخوف على حياتهم لا يقاتلونكم حتى يضعوا أكبر عددٍ ممكنٍ من الجدران ليقاتلوكم من خلفها ، وهذا مصداق
قوله تعالى
( ولتجدنهم أحرص الناسِ على حياةٍ) البقرة 96,

و التنكير في حياة يدل على أي أية حياة مهما كانت تافهة.
h


منقول