قبض كفه، ضرب به الهواء ضربات متتالية .. ركل الفراغ بقدمه .. وقف يستكنه تلك اللحظة التي دخلته بطاقة يحسها ولا يعرفها .. نظر نظرا طويلا إلى الحقول الممتدة .. ضرب صدره، شق صوته الفضاء صارخا بحروف تحاول استلال ما بنفسه .. أوقف ذلك تحية مار، رد التحية .. قعد على تراب الطريق، مكن قعدته غير عابئ بملابسه البيضاء .. أحس هدوءا يتسلل من فور خروج طاقة اللحظة .. استحضر صورته، استحيا مما فعلته أطرافه .. مضى مرددا " ما أجمل أن تعرف نفسك في غربة لا يعرفك فيها أحد!"