من موقع التصوير
«لوحات 113 »دراما توعوية تفتح الباب لأعمال جديدة
انطلق المخرج محمد نصر الله من المسرح إلى عالم التلفزيون الواسع، فبدأ مساره الفني كمخرج مساعد مع المخرج حاتم علي في مسلسل صلاح الدين، ثم رافق المخرج سيف الدين سبيعي بسلسلة أعمال البيئة، ابتداءً من الحصرم الشامي بأجزائه إلى أهل الراية انتهاء بطالع الفضة، الذي كان قفزة نوعية بعالم الدراما السورية عامة والبيئة خاصة، وقد ذكر أثناء حديثه بأنه تأثر كثيراً بذهنية المخرج سيف الدين سبيعي وبطريقة تعامله مع الكاميرا .
في الآونة الأخيرة ساهم نصر الله بتعاون فني مشترك في عدة أفلام قصيرة وسهرات تلفزيونية، وحالياً تدور كاميرته الخاصة بإخراج عمل جديد و مختلف عن الأعمال المتعارف عليها، ينضوي تحت معالم الدراما التوعوية من خلال «لوحات 113»، وهو عمل ديغودرامي يعتمد على مشاهد تمثيلية تحكي قصة واقعية لنشوب حريق أو حادثة غرق، يقسم إلى ثلاثة أقسام: عرض المشكلة التي سببت الحادث، ثم كيفية الإنقاذ، ثم الجانب التوعوي وحماية أنفسنا بأبسط الأساليب .
العمل فكرة سيناريو وإخراج محمد نصر الله، وقد بدأنا الحديث معه حول فكرة العمل: راودتني فكرة العمل بصورة مباشرة حينما شاهدت بنفسي حادثة حريق في محل (الحمصاني ) في سوق شعبي نشب إثر اشتعال الزيت المغلي على الغاز، ورأيت كيف انسحبت النار إلى الخارج، إثر هذه الحادثة التقيت مع مدير فوج إطفاء دمشق عدة مرات، واطلعت على الملفات الموجودة في الأرشيف، ومن هنا كتبت السيناريو الأولي وتطرقت فيه إلى حوادث واقعية تحدث بسبب أشياء صغيرة لا ننتبه إليها، تكون نتائجها وخيمة يذهب ضحيتها الصغار والكبار، فصوّرت لوحة لأم تشعل الشمعة وتضعها فوق التلفاز بعد أن انقطع التيار الكهربائي ثم تذهب إلى منزل جارتها لاحتساء القهوة فيحدث احتراق بعد عودة التيار الكهربائي ويموت الأطفال من استنشاق دخان الحريق، وهم نائمون، ولوحة أخرى تعرض انفجار سيارة إثر مغادرتها الكازية بعد أن تسلل رذاذ البنزين إلى داخلها من خلال النافذة، وبمجرد إشعال السائق عود الثقاب ليدخن السيجارة انفجرت السيارة بمن فيها، وأضاف المخرج : العمل لم يقتصر على الحرائق المشتعلة داخل المنزل، وإنما توسعتُ لأدرج لوحات تعرضت لحرائق داخل السوق والمكاتب، واتجهت أيضاً نحو الطبيعة فصوّرت مشاهد لاحتراق الغابات التي تنشب من وجود عبوات الكولا الفارغة والأكياس البلاستيكية المتعرضة لأشعة الشمس. وفي منحى آخر، نقلت اللوحات صوراً مختلفة لحوادث الغرق وكيفية إنقاذ الغريق بطرق عشوائية تؤدي إلى غرق المنقذ أيضاً، وتُنقل الصورة لعرض الأساليب المتبعة لحماية الغريق في المياه الحلوة والمالحة. وجسد العمل أيضاً لوحات للسقوط في البئر.
الجدير بالذكر أن العمل أيضاً تعرض في بعض اللوحات للبلاغ الكاذب عن حادثة حريق وهمية وضياع فرصة إنقاذ منزل يشتعل، وقد يتبادر إلى الذهن ما سبب تسمية العمل بـ 113، فيقول نصر الله : رقم هاتف فوج إطفاء دمشق وقت فوجئتُ بأن الكثير من المواطنين لا يعرفون هذا الرقم.
تطلّب تنفيذ العمل خطة إنتاجية ذات إمكانيات معينة، وقد استعان المخرج بخبراء من رجال الإطفاء الذين يتميزون بالقوة والجسارة أثناء تنفيذ العمل وبالاعتماد على الغرافيك والخدع في بعض المشاهد، فأوضح نصر الله: اعتمدتُ مع فريق العمل على الغرافيك في تنفيذ مشاهد انفجار المنزل أو السيارة واقتراب الممثل من النار، وعملت على توخي الحذر واتباع أساليب حماية الممثل من اشتعال النار، إلا أن أغلب المشاهد كانت حقيقية، والجدير بالذكر أنني تعاملت مع الممثل بسيناريو ارتجالي وتركت له مساحة كبيرة من الحرية لتجسيد الجانب الدرامي باستثناء الجانب الثاني والثالث، إذ اعتمدنا على السيناريو بدقة. أما من حيث التقنية, فصرّح المخرج بأنه أراد إظهار حالة عادية بكل أبعادها، لذلك كان الديكور واقعياً جداً ، اهتم بالدرجة الأولى بالإضاءة وحرية الكاميرا، وهذا تطلب جهداً من مدير الإضاءة والتصوير محمود دياب والمونتير حسام حمد، وتابع : استخدمت كاميرات حديثة توضع تحت الماء ذات إمكانات عالية لتصوير حوادث الغرق وتفاصيل البيئة المائية، يتألف العمل من 35 لوحة مدة كل لوحة 15 دقيقة تعرض 70 حادثة، وهو من إنتاج شركة الزين وبمشاركة الممثلين الشباب، صُوّر في دمشق وريفها وبعض المحافظات.وفي نهاية حديثنا تطرّق المخرج إلى إمكانات الإنقاذ الموجودة في بلدنا والتي تفوق الدول المجاورة والدول الأوروبية، والمفاجأة المنتظرة أنه بعد الانتهاء من التصوير، سيكون محمد نصر الله المخرج المنفذ لمسلسل خوابي الشام، إخراج تامر اسحق .


مِلده شويكاني


http://www.albaath.news.sy/user/?id=1304&a=116142