النص المؤمم ماذا نعني بهذا المصطلح الجديد؟
هو نص عقيم معلب مبستر النتائج ضبابي الملامح البناءة ,هدفه غرض ذاتي غالبا,ينقل الفكرة ويكررها , يجمع ويقص ويقدم وجبات شبه مألوفة مبنى ومعنى,مبني ٌغالبا على الاستعراض , بينما الأدب الإبداعي الحقيقي يبنى على التجديد شكلا ومضمونا يطور الأدوات المتاحة بنظرة ناقدة بصيرة.
**************

لقد قفز لخاطري لما طالعت كما من المجلات المحلية والعربية ,فوجدت أن معظم مانقرأ خالي الدسم ..
ماذا نعني كذلك بخالي الدسم؟..
ذلك أن ما نجد بداية من العنوان لآخر النصوص اجترار للتراث والماضي والأفكار القديمة بطريقة جمعية لاإبداعية..
نحن نعيد قرأءة الماضي لنقدمه بطريقه أخرى هذا كل شيئ ..أما ماظهر من تقارير عن مهرجانات أو مسابقات الله أعلم ماوراءها من محسوبية أو ربما إنصاف فما لدينا لا يكفي لمعرفة الحقائق الخافية وراءها , وقد مللنا الأسماء المشهورة حولنا فهل مابقي غيرها في الساحة؟ أم بات عملا تجاريا صرفا؟...
قد يقول القارئ ليس مهما..وأنا أقول بل هذا هو المهم , ذلك أن الحياة الصحفية والأدبية لم تعد تقدم لنا إبداعا حقيقيا بمعنى إبداع... فالأقلام والوجوه تتجدد بتجدد الحياة ولا نجدد واجهاتنا التي نراها كل يوم!!.مع حفاظنا على مالدينا من ثمين طبعا.
فالأدب إن لم يكن له هدف بناء فهو اجترار وتكرار!!...
ينطوي تحت هذا البند كل أنماط الأدب معظم الأساليب الأدبية...ولانكاد نبرئ منها أحدا..فهل للرقابة دور في ذلك؟ أم هو الكاتب نفسه الذي لايملك من ناصية الكتابة سوى لغته التي لم تتطور ولم تتحول ولم تجدد؟
**************

فشعرا: ودون أن نضطر لعرض أبيات شعرية ينقسم معظم مانقرأ إلى قسمين: غزلي ووطني..وهما لم يتطورا بحال لا أسلوب عرض ٍ ولا فكر موضوعي يجمع كل ماحوله ليقدمه بنظرة قوية مقنعة..
فلو قلنا أن الفكر الوطني خلا من الموضوعية منحازا بطبعه عاطفي بأغلبه ,لم يبث الحلول البناءة أبدا, نجده يتحسر ويبكي ويلطم فقط...
أما عن الغزل فحدث ولاحرج ,فهو مازال يبني برجه العاجي الكبير على أجساد النساء...يمننها بعواطفه وهي أحوج للصدق والاحتواء منه للغزل المبتذل غالبا وهو الحسي...
لذا فنحن نجتر ونبني قصورنا على أطلال القديم...بل قصورا في الهواء الملوث حولنا..
أما كمقالات فنحن نرى النمط ذاته من مقدمة تمهيدية عرض للفكرة نتيجة أو خاتمة..ولو سلمنا بأسلوبه المعروف فهو لم يبن كذلك نمطه التقريري على مواضيع صميمية هامة جدا تنفع وترفد تجرية مجتمع كامل يرزح تحت نير الركض وراء لقمته التي باتت كجزرة يركض نحوها ولايبلغها بحال , فماذا سيقدم هذا المسحوق.


أما القصص فهي أقرب للمحاولات الهامة لما تعرضه من أغراض تمس الواقع بطريقة أكثر قربا للمواطن العربي, ولو أنها تلمس آلمه بحيادية أو محاولة من الكاتب نفسه لكي يكون بمنأى عن الأذى السلطوي.
روائيا يتوزاى هذا الشان مع القصة في الدوران والتحلق حول الغرض دون الدخول في حميميته ودهاليزه الحقيقية وقد قالها أديب لم يرد الإفصاح عن اسمه ومثاله كثير:
"لاأستطيع طباعة روايتي حاليا لأنها تفضح عيوب مانحن فيه بحذافيره."
ومن هنا يتبين لنا مدى الظلم الذي ينوء تحته حتى الأدب..فمن أين سيتسنى له الصياح إلا بعض أصوات متفرقه لم تغني ولم تسمن من جوع؟ خاصة لو كانت تهذي كثيرا أو غير موضوعية وواسعة النظرة البانورامية.

وحتى الدراسات الأدبية لم تسلم من ذلك فهي جمع لم يقدم جديدا أبدا وإن لم يؤد لدفع حقيقي لعملية الإبداع وإضافة جديد فلا فائدة من هذا الجهد الكبير.


حالة الإبداع الحقيقي , تحتاج إلى انطلاقه حقيقية في سماء البوح, روح موضوعية تعم الوسط الذي تعيش فيه, قلب عامر بالإيمان نحو تحقيق الهدف من خلال أدوات متاحة .
فهل كل هذا متوفر لدى أديب اليوم؟ لذا فهو فعلا أدب خالي الدسم تماما, لم يحقق مانصبو إليه بحال سوى محورين هامين إلى حد ما:
بوح سطحي ذاتي , وتعليمي وتقريري, وكل تلك الأغراض لاتكفي لكي تقدم تطويرا ولا تجديدا بحال.
مانجده حولنا من نشاط أدبي هو نشاط كاذب وليس حقيقي, ذلك لأنه مازال كما هو يرابط في مكانه يبتلع ويتقيأ ولا يقدم عسلا حقيقيا بل مغشوشا..أغلبه نفاقا , أو ممزوجا بروح غير قويمة هدامة للمجتمع لابناءة له.
ورغم هذا نتساءل بألم:
لماذا تحملوا الأدب مالا يستطيع حمله ويقال عنه أنه:عقيم لم ينجب جيلا بناء ومفيدا؟
هل هذا فعلا الحاصل؟ أم هناك ماسات ظللتها غمامات الأنا التي أبعدتها عن الأضواء؟
ريمه الخاني 29 -4-2012