كُل قسمةٍ لمْ تَصلك ؛ فإنّما هي فتنة .. والله ُحـِماك ..
فلا تتّهم مَولاك في حُكمه ؛ فَيخذلك ..
إنْ أخّرك ؛ فما تَركك ..
ولكنْ للغنَائم أجّـلك !
يَرميك في غيابةِ الجـُبِّ ؛ ويَسعى بالعَـزيز نحوَك ..
يُقايضونك بالسَّجن ؛ فَيُرسل الله لكَ حُلماً يُطلق أسْـرك ..
يَبنيكَ ؛ وأنتَ تَظُـنّ أنَه يَهدمك ..
تَجُفّ السُّبل ؛ وما تدري أنّه يجري لكَ زَمزمك !
تراهُ في الحيـَاة يَهزمك ؛ وقد كـان يَعصِمك ..
يؤخـّركَ ؛ فيَحفظكَ ..
ولو قدّمك ؛ لأهلكك !
تَلـحّ فـي استِجدائـه ؛ وما تسمع جَواباً ..
ولو تنبّهتَ ؛ لرأيتَ تدبيـره يُكلّمك !
رُبما جمـعَ عليكَ الهُموم ؛ لِيُخلّصك ..
رُبما شَددْتَ القوسَ ترمي أسْهُمك ؛ فحالَ بينكَ وبينها حتى لا تُصيب أضْلُعك !
هو المُقـَدّم لما يحفظ عُمرك ..
وهو المؤخـّر لكلّ مـا يغتالُ جَـذرك ..
إنْ رعاكَ ؛ هيهاتَ هيهات أنْ يَشُـقّ غُـبارك ..
وعلى أعتابه ؛ لازِمْ ولا تتحرّك !
زاحـِم بَين الزّحام ..
حاشـا المُقـَدّم أن يؤخـِّرك !
هو المُقـَدّم والمُؤخـّر ..
يُؤخـّر لك أمراً ؛ لأنّ أحلاماً قد حانَ مَولدها ..
تشاءُ أنتَ القَطْـر ؛ ويشـاءُ لك المَطـر !
لِمَـا القلقُ ..
واللهُ تكفّل بما خَلـق !
فتأدّب مع الله ؛ وانتظر مواسِم الكَشف ..
إنّ الإجابةَ مرهونةٌ بأوقاتها ..
و بالدُعـاء ؛ تُساق الأقـْدارُ إلى مَواقيتها !