النيل في الدلتا يغادر شطه فجرا
ليحكي عن جذور المسألة
سارت مياه النيل في سكك الضياء
تجوب أنحاء البلاد الذاهلة
والسابلة
الرائحون
الذاهبون
الذاهلون
تجاهلوا غصص الكلام الهائلة
لم تلتفت نحو المياه وجوههم
ساروا فرادى يرقبون الحافلة
يا أيها الـ.. أنتم.. أنتم.. نعم
قف إن ماء النيل يحكي
يرتجي فهم الأمور الحاصلة
من ذا ينادي يا فتى..
من ذا يقص المسألة
من ذا يحل المشكلة
وقفوا كأن الحزن فوق رؤوسهم
حيرى
وفوق الوجه شمس ذابلة
إني أعاني مثلكم
أنتم أنا.. أنتم أنا..
وأنا أعاني المشكلة
الصمت..
صمت الحق..
صوت الحق يغفو..
يحتضر
فتح السؤال وزلزله
هل أنتمو أبناء نهر ثائر؟
أم جئتمو من بطن أم سافلةْ
لا تغضبوا.. لا تغضبوا.. لا تغضبوا..
هذي العيون ذليلة
أبناء شطي دائما
ثلل الإباء الثائرة
لو قلت أن وراءكم
جيشا يريد فناءكم
خلف الجبال الهائلة
أو قلت أن أمامكم نارا..
وخلف النار أفعى
هل أقص المشكلة
قل لا تخف
نحن ارتوينا من مياهك
واحتمينا بالشطوط العاقلة
نحن الذين ترعرعوا
فوق الشطوط
وفي الجداول
في الدروب الفاضلة
أنت الصدوق ومؤتمن
أم.. أب..
جد رؤوف
نعم رب العائلة
(أفعى وراءكم
والسم في العسل المصفى
والقذى سكن البصر
هذي جيوش الروم
واقفة
على شط الفرات
ونيلنا غدا المقر
والقرد في سيناء
يرقص..
يرتجي ليلا ننام
فلا نقوم وينتصر
النار تحت رؤوسكم
والبحر خلف ظهوركم
وأنا الملاذ ولا مفر..)