لماذا لا نعبر عن الغضب كما ينبغي؟
لماذا لا نثور وننفث عن الغضب ؟! قبل أن يتحول الغضب لبركان يدمر كل كيان،هل نخشي التعبير عن الغضب؟أم أننا فطرنا علي كظم الغضب وارتشاف قيظ الكظم؟!
فحينما يتعرض رجل للقهر من رئيسه في العمل ،لا ينفث عن غضبه بل ليس لديه حق الاعتراض ولو بتقاسيم وجهه ! ولكنه حينما يخرج رئيس العمل ينفس عن غضبه بعدة طرق.
منها أن يطلب من الساعي قهوة ويصرخ في وجهه أنها لا تعجبه ،ربما كسر الفنجان..
وحينما يصل لبيته ويجد صغاره يلعبون يصرخ فيهم مطالبا الصمت التام،وما إن تعترض زوجته إلا وينالها قسطا من بركان الغضب وقس علي ذلك أمورا كثيرة....
الزوجة حينما تختلف مع زوجها لا تنفس عن غضبها إلا في صغارها ،أو الخادمة..
هل اعتدنا أن نكذب علي أنفسنا ،ولا نترجم مشاعرنا في وقتها فلا يغضب ولا يثور الناس إلا في الوقت الضائع
فلا يثور المواطنون علي غلاء الأسعار إلا بعد احتدام الأزمة ،فكان من الأولي قتل الأزمة في مهدها ، ومقاطعة السلع حتي تستقر الأسعار،فالناس تحيا بسلبية تامة ولا تنتبه ولا تثور إلا بعد أن تنفذ الأموال ويصعب تدبير قوت الأطفال،حينئذ تجد الناس تقف وقفات احتجاجية وتطالب بمحاربة الغلاء وتخرج وتتمخض عن هذه الوقفات الاحتجاجية جمعيات محاربة الغلاء وقس علي ذلك الكثير من أمور الحياة..
وحينما نشاهد في الفضائيات مشاهد الدمار والصواريخ والحروب لا نثور إلا بعد تحول مدن بأكملها إلي أشلاء مدن،لماذا لا نثور علي الظلم وهو في مهده قبل أن يستفحل الأمر؟؟
من السبب في كبت الغضب والثورات؟؟
من وجهة نظري أننا منذ النشأة الأولي نتعرض للقهر ،فحينما يبكي الطفل الصغير تعبيرا عن غضبه ،نطالبه
بالصمت ،بل نهدده وننهره ،وحينما يرتفع صوته طالبا غرضا ما نطالبه بخفض صوته أو نتجاهله ،
كيف نطلب من الأطفال تغيير طريقة تعبيرهم عن مطالبهم بحجة ازعاجنا ...
وننتظر منهم أن يحملوا مسئولية أمة .