المصدر : روز سليمان
11/11/2009
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي«حين أريد أن أبهج روحي, لا أبحث عن التكريمات، بل عن الحرية».. هذا ما قاله مرة، وفي ذلك العصر الجميل للفن, الفنان التشكيلي رامبرانت... نعم، تستحقّ أرواحنا أن نبهجها بالفن، ويستحقّ الفن أن نقدّر قيمته وأن ننظر إليه بكل حواسنا، لندخل من خلاله إلى أعماق أرواحنا وأحاسيسنا...
باتخاذ الإنسان محوراً أساسياً في جميع أعماله, واعتماده على اللون كوسيلة وتقنية أساسية, من الأصفر إلى الأزرق والرمادي وغيرها, أقيم معرض الفنان التشكيلي الياس أيوب في صالة «قزح» للفنون، حيث حاول في معرضه وضع أكثر من طريقة للعمل

, وفي أشياء لم يكن يراها مقنعة في الواقع، فعمل عليها من أجل أن تصبح مقنعة. حاول أن يجد طرقاً للتأليف والتلوين.. عن فكرة المعرض والنساء, ولِمَ النساء العاريات في المعرض؟ أوضح، أنَّ الجسد الأنثوي وُجد في كلِّ الفنون العالمية, والجسد عند أيوب وجد كونه أخذ حيّزاً من تفكيره في اللوحة, وعندما أراد أن يعمل على شيء جديد كفكرة معرض: «كنت بحاجة إلى العمل على شيء من مخزوني ورصيدي، فوضعت هذا الجسد وعملت عليه, وبدأت أضع مع هذا الجسد أشياء أخرى من طبيعة صامتة إلى جوٍّ داخلي من الأثاث المنزلي مثلا, أي بحثت عن شيء يتآلف مع هذا الجسد ضمن اللوحة، أوصله أنا بتقنية فنية لدرجة التآلف تلك».. فالهدف كان بالدرجة الأولى، عملية التصوير, حتى لو استخدم في بعض اللوحات لوناً واحداً أو ألواناً غير مألوفة لهذا الجسد الشكل, فهو حاول خلق حياة فيه من أفكاره الخاصّة.. وعن سؤال «بلدنا» عن الضبابية التي طغت على معظم اللوحات، أوضح لنا الفنان أنَّ السبب هو العمل على اللون بطريقة انطباعيّة، باعتبار المدرسة الانطباعية- كما ذكر الياس- هي التي أثارته وجذبته، فهنا حتى اللون عندما يوضع على اللوحة تكون له كلمته وحضوره وتعبيره الخاص وخياره المستقل عن خيار الفنان وإرادته ربما.. على الرغم أن «بلدنا» رأت اللوحات في فسحة فاصلة بين اثنين؛ لم تكن انطباعية ولم تكن واقعية. فالضبابية الموجودة في اللوحات, لا ترتبط إطلاقاً بفكرة الانطباعية التي عبَّر عنها أيوب بحديثه مع «بلدنا». وأضاف الفنان: «إنَّ الحالة التي يريد الرسّام أن يخلقها لا يمكن لها أن تصنع إلّا من خلال تقنية وأدوات معينة, والأكثر تميزاً أن يمتلك كل فنان تقنيته الخاصّة به. فالتقنية هي الوسيلة للإيضاحات التي يريد الرسام إظهارها .».. الفن يأخذنا لتشغيل كل حواسنا من أجل أن نتفاعل معه, فيمكن أن نسمع موسيقا مثلا ونحن نشاهد عملا فنياً أو نتذوّق أو نشمّ أو نستنشق هواء ما من اللوحة... وعن سؤال «بلدنا» له: هل يمتلك الياس تقنية خاصة به، أم أنَّ موضوع اللوحة هو الذي يفرض عليه استخدام تقنية ما؟ أجاب: «أنا أحبُّ التعامل مع الألوان الزيتية, فاللون الزيتي ببطء جفافه على القماش يعطيني خيارات كثيرة, فالتقنية تأتي بمشروع اللوحة بحد ذاته, فيمكن أن أغيِّر وأكوّن حلولا جديدة بوسيلة هي التقنية، لكن النتيجة في النهاية هي الشكل الذي أريده أنا دائماً»... وعن إبراز الشخصية الرئيسية أو البطل في اللوحة على حساب صغر الشخصيات الثانوية وتحجيم أشكالها، أوضح أيوب أنَّ هدف ذلك كان هو أن يصل التعبير, وإبراز شكل الجسد بوضوح.. إذ يوجد شخص كبير وشخص صغير، فهذا نوع من الإيقاع, وربما له ربط بالموسيقا التي لا أرسم من دونها, فلا شعورياً كان يحصل الاندماج بين علاقات الشخصيات على اللوحة مع الإيقاعات الموسيقية التي أستمع إليها... ومتأثِّراً بمقولة الفنان سيزان «لا تشكيل من دون تنغيم»...