لا تنظف يديك من بقايا دهن الخمزير، بدلكهما بدهن الكلب (!!)
بقلم: غريق في البحر الميت
مرَّ الأستراليون بتجربة زراعية غريبة علمتهم الكثير..
كان هناك نوع من "الغربان" يغزو مزارع القمح الأسترالية بعد نضج السنابل وامتلائها بالحَبِّ، فيتغذى على ربع السنابل قبل حصادها، وبالتالي فقد كان الأستراليون يخسرون ربع محصولهم المفترض من القمح سنويا..
فكروا في الأمر مطولا ليجدوا له حلا..
فلم يجدوا من طريقة أفضل من ملأ مزارع القمح بالفزاعات "أخيلة المقاتة"، التي تفزع الطيور من السنابل، فلا تقترب منها، فتتم حماية القمح منها..
وبالفعل وجدوا من خلال المراقبة أن "الغربان" لم تغزُ مزارعَهم في ذلك العام بسبب الفزاعات..
لكن ثلاثة أرباع سنابل القمح ذبلت وماتت قبل موسم الحصاد، فكانت الخسائر مدمرة وكارثية..
كان الأمر مثيرا للدهشة والاستهجان..
لكنهم عندما دققوا في الأمر وجدوا أن "الغربان" التي كانت تأكل ربع محصول القمح، كانت تأكل معه نوعا من الديدان لا يغتذي إلا على سنابل القمح، فتحمي منه الأرباع الثلاثة المتبقية..
فعندما تمت حماية تلك الديدان من "الغربان" انفردت بالقمح وأجهزت على ثلاثة أرباعه..
فعادوا ليخلعوا كلِّ الفزاعات، معتبرين أن فقدان ربع المحصول هو الضريبة التي يجب دفعها لتلك الأسراب من "الغربان" كي تتكفلَ بحماية باقي المحصول..
أدرك الأستراليون من خلال هذه التجربة أن من يريد التخلص في بيته من النمل، برشه بمادة تميته لتجعله غذاءً للصراصير التي سيستفحلُ أمرها وأمر قذارتها في بيته، فهو لم ينظف بيته، بل زاده تلوثا، لأن النظافة لها قاعدة أساسية تقوم عليها ألا وهي..
"لا تنظف يديك من بقايا دهن الخنزير، بدلكها بدهن الكلب"..