الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب القرآن فى القرآن وهو يتحدث عن كل ما ورد عن القرآن فى آياته من
أسماء وتقسيمات وغير هذا.
القرآن :
هو كتاب الله بمعنى إرادة الله للناس وهو كتاب شامل مع الذكر وهو وحى
الله المبين المفسر للقرآن المنزل على النبى (ص) بدليل أن الله لم يفرط
والمراد لم يترك أى لم ينسى فيه حكم قضية ما وفى هذا قال تعالى بسورة
الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "وهو بألفاظ أخرى كتاب كامل تام
بدليل قوله تعالى بسورة المائدة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "ففى هذا اليوم انتهى نزول الوحى ولم ينزل
بعدها لأن الناس لم يعودوا فى حاجة لأحكام غير ما ذكر فى القرآن والحديث
وهو بيان الله المنزل على النبى(ص)
معلم القرآن :
إن معلم القرآن هو الله فقد علمه لجبريل(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة
الرحمن "الرحمن علم القرآن "وقد قام جبريل (ص)بتعليم النبى(ص) القرآن
بدليل قوله تعالى بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو
مرة فاستوى "والمراد بالتعليم الإنزال فقد أنزله الله رب العالمين على
جبريل (ص)الروح الأمين الذى نزل به على قلب النبى(ص)وفى هذا قال تعالى
بسورة الشعراء "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك
".
القرآن قول من ؟
إن القرآن هو قول الله بمعنى إرادة أى حكم الله لأن الله ليس له صوت
كخلقه وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ومن أحسن من الله قيلا"الذى فسره
بقوله بسورة المائدة "ومن أحسن من الله حكما "وهو قول جبريل (ص)القوى
المكين المطاع الأمين عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "إنه
لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين "وأصل المسألة أن
القائل وهو المريد للقرآن هو الله وأما ناقل القرآن كأصوات فهو جبريل
(ص).
بما نزل القرآن ؟
أنزل الله القرآن وهو الكتاب بالحق أى بالميزان وهو العدل الذى يجب الحكم
به فى كل القضايا وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "والله الذى أنزل
الكتاب بالحق والميزان "وقال بسورة الإسراء "وبالحق أنزلناه وبالحق نزل
".
زمن نزول القرآن:
نزل القرآن جملة واحدة فى شهر رمضان على جبريل(ص) مصداق لقوله تعالى
بسورة البقرة "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن "وتحديدا نزل فى ليلة
القدر التى هى خير من ألف شهر مصداق لقوله تعالى بسورة القدر "إنا
أنزلناه فى ليلة القدر "وهى الليلة المباركة مصداق لقوله بسورة الدخان
"إنا أنزلناه فى ليلة مباركة ".
تقسيم القرآن :
ينقسم القرآن لقسمين :
1- القرآن المذكور وهو الموجود فى الكعبة مع تفسيره وهو البيان الإلهى
المسمى الذكر.
2- القرآن المنسى وهو الذى أنساه الله لنبيه (ص)والناس .
والأدلة هى قوله بسورة البقرة "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو
مثلها ".
تقسيم آيات القرآن :
تنقسم آيات القرآن لنوعين :
1-الآيات المحكمات وهى الأحكام الثابتات وهى أصل الكتاب والمراد أساس
الحكم الإلهى فى دولة المسلمين .
2-الآيات المتشابهات وهى الأحكام المنسوخات التى هى شبه الأحكام الناسخات
فى الموضوع وهى
أحكام يتبعها أصحاب القلوب التى بها زيغ ابتغاء الفتنة وهى الخلاف بين
المسلمين حول حكم الله فى الموضوع الذى به الناسخ والمنسوخ وابتغاء تأويل
الآيات والمراد طلبا لتفسير الأحكام الصحيح من أجل تحريفه وفى هذا قال
تعالى بسورة آل عمران "وهو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم
الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ".
المحكم والمتشابه:
ورد المتشابه فى القرآن بمعنيين 1- المنسوخ من الأحكام كما قلنا فى
الجزئية السابقة 2-المتطابق أى المتماثل الذى يصدق بعضه بعضا حيث لا يوجد
فيه اختلاف يثبت أنه من عند غير الله وفى هذا المعنى قال تعالى بسورة
الزمر "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى "وقال فى تفسيره بسورة
النساء "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا "وورد المحكم أى الحكيم بمعنيين 1- الأحكام الثابتة ومنها النواسخ
وهو ما قلناه سابقا 2- الواضح البين وفيه قال تعالى بسورة هود"الر كتاب
أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير "وقال بسورة يس"يس والقرآن الحكيم
"ومن ثم فالقرآن واضح المعنى لا لبس فيه ولا غموض فيه إلا على من أضل
الله.
لماذا نزل القرآن مفرقا؟
لما وجد الكفار القرآن ينزل مفرقا على النبى(ص)على مرات عديدة كثيرة
قالوا :لولا نزل عليه القرآن مرة واحدة ؟وهو قول أريد به فى نفوسهم الشر
فقد أرادوا من خلال نزول القرآن مرة واحدة أن يسألوا الرسول(ص)عما ليس
فيه –كما ظنوا- وساعتها لن يقدر على إجابتهم ومن ثم يثبت للعامة كذبه
وتناسوا قدرة الله على إنزاله مرة واحدة دون أن يجدوا فيه ثغرة لإثبات
كذب النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وقال الذين كفروا لولا
نزل عليه القرآن جملة واحدة "وقد بين الله لنا أسباب نزول القرآن مفرقا
وهى :
-تثبيت فؤاد أى قلب النبى (ص)على الإسلام وفى هذا قال فى نفس آية الفرقان
"كذلك لنثبت به فؤادك "
-أن يقرأ النبى (ص)القرآن على الناس على مكث أى تمهل وتريث وفى هذا قال
تعالى بسورة الإسراء "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ".
اللوح المحفوظ والقرآن:
يوجد القرآن فى اللوح المحفوظ لقوله تعالى بسورة البروج"بل هو قرآن مجيد
فى لوح محفوظ"واللوح المحفوظ هو الرق المنشور الذى فيه القرآن لقوله
تعالى بسورة الطور "وكتاب مسطور فى رق منشور "والرق هو الكتاب المكنون
لقوله بسورة الواقعة "إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون "وهذا الكتاب
المكنون الذى فيه القرآن هو الصحف المطهرة المكرمة المرفوعة فى قوله
بسورة عبس "فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة
"وهى موجودة فى الكعبة الحقيقية.
اللوح المحفوظ ومسه :
من الأخطاء الشائعة حرمة مس مصحف القرآن من غير الطاهرين بالماء والحق أن
القرآن لا يحرم مسه على الإنسان مسلما أو كافرا لأن المحرم مسه على غير
المطهرين هو الكتاب المكنون وهو اللوح المحفوظ فى الكعبة وفى هذا قال
تعالى بسورة الواقعة "وإنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا
المطهرون "ولذا وصف الله القرآن فى أم الكتاب بأنه مكرم مرفوع مطهر فى
أيدى المصلين فى الكعبة فى سورة عبس "فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى
سفرة كرام بررة "والقرآن فى أيدى البشر ليس مرفوعا بل يوضع على الأرض
وعلى الأرفف ومن ثم فالوصف لا ينطبق على مصحف القرآن .
أسباب نزول القرآن :
أنزل الله على رسوله (ص)القرآن للأسباب التالية :
-إنذار أهل أم القرى والبلاد التى حولها وهى الأرض كلها وبألفاظ أخرى
إنذار من كان حيا وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك
قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها "وقال بسورة يس"إن هو إلا ذكر
وقرآن مبين لتنذر من كان حيا"
-أن يحق الله القول على الكافرين والمراد أن يصدق حكم الله بعقاب الكفار
وفى هذا قال تعالى بسورة يس "لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين
".
-تبشير المؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فإنما يسرناه بلسانك
لتبشر به المتقين "
-بيان الذى اختلف الناس فيه من الأحكام وفى هذا قال تعالى بسورة النحل
"وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه ".
-تثبيت المؤمنين على الحق وهو هدايتهم ورحمتهم ووعظهم فكلها ألفاظ تعنى
معنى واحد وفيها قال تعالى بسورة النحل "قل نزله روح القدس من ربك بالحق
ليثبت الذين أمنوا "وقال فى نفس الآية "وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" ومن
الألفاظ الأخرى التى لها نفس المعنى تذكرة من يخشى كما بقوله بسورة طه
"طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى "والإخراج من
الظلمات للنور كما بقوله بسورة الحديد "هو الذى ينزل على عبده آيات بينات
ليخرجكم من الظلمات إلى النور " .
تنزلات القرآن :
نزل القرآن تنزلين 1- من اللوح المحفوظ لجبريل (ص)جملة واحدة وذلك فى
ليلة القدر فى شهر رمضان وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "شهر رمضان الذى
أنزل فيه القرآن "وقال بسورة القدر "إنا أنزلناه فى ليلة القدر "2-من قلب
جبريل (ص)بلسانه على قلب محمد(ص) مفرقا على عشرات السنوات وفى هذا قال
تعالى بسورة الشعراء "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين
"وقال بسورة الإسراء "وقرآنا فرقناه "
جمع القرآن :
فرض الله على نفسه جمع القرآن وهو حفظه فى الصحف فى صورة أجزاء هى السور،
وقراءة القرآن وهو ترتيب الآيات والسور ،وبيان القرآن وهو تفسيره الذى
أنزله على النبى (ص)ليبين به القرآن للناس وسماه الذكر وفى هذا قال تعالى
بسورة القيامة "لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرءانه فإذا
قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه "وهذا يعنى أن القرآن كان فى أخر
عهد النبى (ص)بالدنيا مجموعا مرتبا فى الصحف والدليل إكمال الله للدين أى
إتمامه للنعمة أى رضاه بالإسلام دينا للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة
المائدة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام
دينا ".
حفظ القرآن :
أنزل الله القرآن وهو الذكر فتكفل بحفظه أى حمايته من تحريف الكفار
لألفاظه عبر العصور فقال بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون "وقد بين الله لنا أن الباطل وهو التحريف لا يدخل القرآن من بين
يديه أو من خلفه فقال بسورة فصلت "وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "وهذا هو الكتاب المحفوظ فى
الكعبة.
تحريك اللسان بالقرآن :
إن النبى (ص)من حبه للقرآن كان عندما ينزل عليه جبريل (ص)بآيات منه يحرك
لسانه والمراد يقرأ خلفه قبل أن ينتهى جبريل(ص)من قراءته والسبب أن يعجل
به أى أن يحفظه بسرعة وقد نهى الله نبيه (ص)عن هذا الفعل فقال بسورة
القيامة "لا تحرك به لسانك لتعجل به "وقال بسورة طه "ولا تعجل بالقرآن من
قبل أن يقضى إليك وحيه"
أقوال الكفار عن القرآن :
قال الكفار عن القرآن أقوال عدة وردت فى القرآن وهذا التعدد دليل على
حيرتهم وكذبهم وتناقضهم وهذه الأقوال هى :
-أن الرسول (ص)افتراه أى تقوله والمراد اخترعه من نفسه بمفرده وفى هذا
قال تعالى بسورة يونس "أم يقولون افتراه "وبسورة الطور "أم يقولون تقوله
".
-أن القرآن إفك افتراه والمراد حديث ألفه النبى (ص)وعاونه فى التأليف قوم
أخرون وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك
افتراه وأعانه عليه قوم أخرون " .
-أن القرآن سحر أى خداع وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "قال الذين
كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين ".
-أن القرآن أضغاث أحلام أى تخاريف منامات مصداق لقوله تعالى بسورة
الأنبياء "بل قالوا أضغاث أحلام "
-أن القرآن أساطير الأولين وهى أكاذيب السابقين نقلها محمد(ص)ممن
يملونها عليه وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وقالوا أساطير الأولين
اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا" .
-أن القرآن قول البشر مصداق لقوله بسورة المدثر "إن هذا إلا قول البشر ".
موقف الناس من القرآن :
انقسم الناس فى القرآن فريقين1-المؤمنون به وهم الراسخون فى العلم وهم
الذين يعلمون تأويله وهو تفسيره مع الله ويقولون أمنا به كل من عند ربنا
وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون
فى العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا "2-الكافرون به وهم يقولون لن
نصدق بالقرآن مصداق لقوله تعالى بسورة سبأ"وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا
القرآن "فهم قد جعلوا القرآن مهجورا أى مخالفا متروكا وفى هذا قال تعالى
بسورة الفرقان "وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا " .
الأدلة القرآنية على أن القرآن إلهى المصدر :
ذكر الله فى القرآن عددا من الأدلة على كون القرآن من عنده هو وتتمثل
فيما يلى :
-أن القرآن لا يوجد به اختلاف أى تناقض كثير إلا ما نص الله على وجوده
وهو الناسخ والمنسوخ مصداق لقوله بسورة النساء "أفلا يتدبرون القرآن ولو
كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".
-أن النبى (ص)لم يكن يتلوا أى يقرأ قبل القرآن أى كتاب ولم يكن يخط أى
يكتب بيده فى أى شىء وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من
قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ".
-أن القرآن صادق فى تعبيره عن الآيات وهى مخلوقات الله فى الآفاق وفى
الأنفس وسيعرف الإنسان من خلال دراسته للآيات وهى المخلوقات أن القرآن هو
الحق مصداق لقوله بسورة فصلت "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى
يتبين لهم أنه الحق ".
-أن النبى (ص)لو كان مؤلف القرآن ما عاتب نفسه بذكره لذنوبه فى كتابه
ولكن القرآن فيه عتاب له فى العديد من السور منها قوله تعالى بسورة
محمد"واستغفر لذنبك "وقوله بسورة الفتح "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ".
الروح والقرآن :
سأل الكفار النبى (ص)فقالوا ما الروح؟فطلب الله منه أن يقول لهم الروح
وهى الوحى من أمر ربى وهو اختصاص إلهى وما أعطيتم من المعرفة إلا قليلا
وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " والدليل على هذا هو أن الروح توحى مصداق
لقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا "والمعنى وهكذا
ألقينا لك وحيا من عندنا وكان غرض الكفار من السؤال هو معرفة كيفية
الحصول على وحى يشبه القرآن ومن ثم يبطلوا حجة محمد (ص)حسب ظنهم الباطل
فى الحصول على وحى يشبه القرآن ومن ثم يبطلوا حجة محمد(ص)فى أنهم لا
يستطيعون الإتيان بمثله .
ماذا فى القرآن ؟
ضرب أى صرف أى قال الله فى القرآن من كل مثل أى قال كل حكم فى قضايا
الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ولقد صرفنا فى هذا القرآن للناس
من كل مثل "وقال بسورة الروم "ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل
".
ما نفاه الله عن القرآن :
نفى الله عن القرآن ما يلى :
-أن يكون قول شيطان رجيم من الجن أو الإنس وفى هذا قال تعالى بسورة
التكوير "وما هو بقول شيطان رجيم ".
-أن يكون قول شاعر وفى هذا قال بسورة الحاقة "وما هو بقول شاعر "فهو ليس
شعرا .
-أن يكون قول كاهن وفى هذا قال بسورة الحاقة "وما هو بقول كاهن ".
-أن تكون الشياطين وهم الجن الكافر قد جاءوا به وفى هذا قال بسورة
الشعراء "وما تنزلت به الشياطين وما ينبغى لهم وما يستطيعون ".
-أن يكون قول هزل أى باطل وفى هذا قال بسورة الطارق "إنه لقول فصل وما هو
بالهزل ".
اقتسام القرآن :
قسم الكفار القرآن قسمين 1- يؤمنون به 2- يكفرون به وبهذا جعلوا القرآن
عضين أى قسمين وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "كما أنزلنا على المقتسمين
الذين جعلوا القرآن عضين ".
سماع الكفر بالقرآن :
إن المسلمين إذا سمعوا آيات الله وهى أحكام القرآن يكفر بها أى يستهزأ أى
يكذب بها فالواجب عليهم عدم القعود مع الكفار حتى يتحدثوا فى غير تكذيب
القرآن ومن قعد معهم فى التكذيب فقد كفر مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة
النساء "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها
ويستهزأ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم "
لو نزل القرآن على جبل :
إن القرآن لو نزل أى أوحى لجبل لشاهدة الإنسان خاشعا متصدعا أى مطيعا
متبعا للقرآن من خشية الله والمراد خوفا من عذاب الله وفى هذا قال تعالى
بسورة الحشر "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية
الله ".
ماذا يحدث للنبى (ص)لو افترى على الله قولا ؟
إن النبى (ص)لو تقول على الله بعض الأقاويل والمراد لو نسب لله بعض
الأحكام التى لم يشرعها الله لأخذ منه باليمين والمراد لشل منه اللسان
وقطع عنه الوتين والمراد ومنع عنه نزول الوحى وعند تعذيبه لن يقدر أحد من
الكفار على منه تعذيبه وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "ولو تقول علينا
بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد
عنه حاجزين ".
ذكر القرآن فى الكتب السابقة :
إن القرآن مذكور فى زبر الأولين وهى الكتب المنزلة على الرسل السابقين
وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "وإنه لفى زبر الأولين "والدليل هو أن
علماء بنى إسرائيل كانوا يعلمون به وكذلك من أتاهم الله الكتاب سابقا وفى
هذا قال تعالى بسورة الشعراء "أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى
إسرائيل "وقال بسورة البقرة "الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون
أبناءهم "
ماذا لو نزل القرآن على بعض الأعجمين ؟
إن القرآن لو نزل على بعض الأعجمين وهم الصم البكم فسيقرئه النبى (ص)لهم
ولكنهم لن يؤمنوا به لأنهم لن يفهموه أى لن يعرفوا حقيقته لعدم سماعهم
وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه
عليهم ما كانوا به مؤمنين"
هل معلم القرآن أعجمى ؟
زعم الكفار أن الذى يعلم النبى (ص)القرآن بشر لسانه أعجمى أى غريب أجنبى
غير مفهوم لهم مع أن لسان محمد(ص)عربى مبين أى مفهوم وفى هذا قال تعالى
بسورة النحل "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون
إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين ".
تبديل بعض آيات القرآن :
بين الله لنا أنه إذا بدل آية مكان آية والمراد أنه إذا غير حكم مكان حكم
فى القرآن يكون رد الكفار على التبديل قولهم للنبى (ص)إنما أنت مفتر أى
كاذب وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم
بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر "
طلب الكفار تبديل القرآن :
إن الكفار إذا تتلى والمراد تبلغ لهم آيات الله قالوا للنبى (ص)ائت بقرآن
غير هذا أى بدله والمراد هات خلاف القرآن وفى هذا قال بسورة يونس
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير
هذا أو بدله "فطلب الله منه أن يقول لهم :لا يحق لى أن أغيره من عند نفسى
إن أطيع إلا الذى يوحى لى وفى هذا قال "قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء
نفسى إن اتبع إلا ما يوحى إلى "
تدبر القرآن :
إن الواجب على المسلمين هو تدبر أى فهم القرآن ومن ثم طاعته وفى هذا قال
تعالى بسورة محمد "أفلا يدبرون القرآن ".
لو كان القرآن أعجميا :
إن الله لو جعل القرآن أعجميا أى غامضا غريبا لكان رد الكفار هو أن
يقولوا :لولا أتت آياته أعجمى أى غامضة تفسر على كذا تفسير و عربى أى
ومفهومة وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت"ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا
لولا فصلت آياته أعجمى وعربى"وذلك حتى يأخذ كل واحد التفسير حسب هواه
قيام الليل بالقرآن :
إن قيام الليل نصفه أو أقل أو أكثر أساسه هو ترتيل أى قراءة القرآن لفهمه
وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل
"قم الليل إلا قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "وكان المسلمون بعضهم
يقومون مع النبى (ص)فى الليل للقراءة فكانوا لا يقدرون على قراءة القرآن
كاملا لذا طلب منهم أن يقرئوا ما تيسر عليهم أى ما قدروا على قراءته
لأنهم لا يقدرون على إحصائه وهو قراءته كاملا وفى هذا قال تعالى بسورة
المزمل "علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن ".
تحدى الله الكفار بالقرآن :
طلب الله من الناس إذا كانوا يشكون فى الوحى المنزل على عبده محمد(ص)أن
يجيئوا بسورة من مثل وهو مصدر القرآن وأن يدعو شهداءهم من غير الله وهم
آلهتهم المزعومة حتى يجيئوا بالسورة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن
كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من
دون الله إن كنتم صادقين "وبين الله لهم أنهم لم ولن يفعلوا وهذا يعنى
أنهم لن يأتوا بالسورة الآن وفى المستقبل وفى هذا قال "فإن لم تفعلوا ولن
تفعلوا "وكرر الله نفس الطلب بسورة يونس فقال "فأتوا بسورة من مثله "وكرر
الله الطلب ولكنه زاد عدد السور لعشر فقال بسورة هود"قل فأتوا بعشر سور
مثله مفتريات "وكرر الطلب ولكنه زاد المقدار لحديث مثل القرآن كله فقال
بسورة الطور "فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "وبين الله لنبيه (ص)أن
الإنس والجن لو اجتمعوا حتى يجيئوا بمثل القرآن فلن يستطيعوا حتى ولو
ساعد بعضهم بعضا وفى هذا قال بسورة الإسراء "قل لئن اجتمعت الإنس والجن
على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
"والسؤال ما هو رد الكفار على هذا الطلب المتكرر ؟إن ردهم هو أنهم
قالوا :لو نريد قلنا مثل هذا وفى هذا قال بسورة الأنفال "وإذا تتلى عليهم
آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا "ولم يقولوا شيئا وذكر الله
قول أحدهم وهو سأوحى مثل ما أوحى الله وفى هذا قال تعالى بسورة
الأنعام"سأنزل مثل ما أنزل الله "والسؤال الآن ما السبب فى اكتفاء الناس
بهذا الرد دون إتيان بمثل السورة أو العشر أو القرآن كله ؟والجواب السبب
هو أن الله هو مصدر الوحى لن يعطيهم الوحى المشابه ومن ثم فإن المأتى به
سيكون باطل أى كذب ولمعرفة الكفار بأن كذبهم لو ألفوه من عندهم سيظهر على
حقيقته امتنعوا عن تأليف سورة أو عشر أو القرآن كله .
التصديق بالقرآن :
إن واجب المسلم هو التصديق بأن كل ما جاء فى القرآن هو من عند الله مصداق
لقوله بسورة آل عمران "والراسخون فى العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا
"ولكن ليس على المسلم التصديق بكل ما جاء فى القرآن من الأقوال لأن الله
حكى فيه بعض أقوال الكفرة مثل أن لله ولدا وأن عيسى (ص)ثالث ثلاثة وهذه
الأقوال واجب على المسلم تكذيبها والواجب على المسلم هو تصديق أحكام
القرآن وقصصه ما لم ينص على وقوع قول خاطىء فيها من مخلوق سواء كافر أو
مسلم ومن ثم فالتصديق بالقرآن على نوعين 1- التصديق بأن كلامه كل من عند
الله وحده 2- التصديق بالحق الوارد فيه من أحكام وقصص والتكذيب بما
ألزمنا الله بتكذيبه فيه من أقوال باطلة قالها الخلق .
الصدق معجزة القرآن :
إن الإعجاز هو الإتيان بشىء لا يقدر الأخرون على الإتيان به ومعجزة
القرآن هى الصدق مصداق لقوله بسورة النساء "ومن أصدق من الله قيلا
"وبدليل أننا ننهى قراءة القرآن – حاليا حتى يظهر حكم أخر فى الكعبة
الحقيقية -بقولنا صدق الله العظيم والصدق معناه الحكم أى القول العدل
بدليل أن قوله "ومن أصدق من الله قيلا "فسره الله بقوله بسورة الأنعام
"ومن أحسن من الله حكما "وهذا العدل لا يمكن لأحد الإتيان به والسبب هو
أن مصدر العدل هو الله والله لن يعطى الخلق وحيا أخرا حتى يكذب به القرآن
أو حتى يكون شبيه له أى مثيل له لأنه لو فعل هذا فسيكذب كلامه فى القرآن
بأنه لن يعطى أحدا بعد النبى (ص)وحيا أخرا وقد طلب الله من الكفار
الإتيان بسورة أو بحديث أو بعشر سور أو بمثل القرآن إن كانوا مكذبين به
وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فأتوا بسورة من مثله "وقال بسورة
النجم "فليأتوا بحديث مثله "وقال بسورة هود"قل فأتوا بعشر سور مثله
مفتريات"وقد بين الله لهم أنهم لن ولم يقدروا على الإتيان بأى شىء مثل
القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا "وقال
بسورة الإسراء "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "والسبب فى عدم قدرة الناس على
الإتيان بالقرآن أو بشىء منه هو أن مثل أى شبه القرآن لابد أن يأتى من
مصدر القرآن وهو الله ولذا أكد الله النفى بقوله "فإن لم تفعلوا ولن
تفعلوا "وقوله "لا يأتون بمثله "ومن ثم فلن يعطيهم الله المثل حتى ولو
استعانوا بآلهتهم المزعومة فى التوسط لدى الله ليعطيهم المثل ،إذن السبب
هو أن مصدر المثل أى مصدر الوحى سواء القرآن أو غيره هو الله ولو أعطاهم
الله المثل لكذب نفسه فى القرآن بأنه الوحى الأخير
رد الكفار على طلب الإتيان بالقرآن :
قال الكفار قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا وفى هذا قال تعالى بسورة
الأنفال "وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا
"وقال بعضهم أوحى إلى وهو لم يوح إليه بشىء وقال سأنزل مثل ما أنزل الله
وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا وقال
أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله "ولكنهم لم
يقولوا شىء واكتفوا بردهم هذا لعلمهم أن الله لن يعطيهم المثل زد على هذا
أن القائل بإنزال مثل ما أنزل الله مجنون والسبب هو أن المطلوب الإتيان
بمثل القرآن وهذا معناه الإتيان به من عند الله وليس من عند غيره لأن أى
إنسان من الممكن أن يؤلف أى كلام ويقول أنه مثل القرآن وفى قدرة أى إنسان
أن يفعل ذلك والتاريخ الكاذب حكى لنا أن هناك من عارضوا القرآن ومنهم
مسيلمة الكذاب وطليحة والمتنبى والمعرى فى الفصول والغايات وابن المقفع
فى الدرة اليتيمة وهذه المعارضات ليست إتيان بمثل القرآن لسبب بسيط –فيما
لو صح أنهم عارضوا القرآن – هو أن الكلام الذى قالوه مصدره هو هم وليس
الله وأما من ناحية المعارضات فى الحق فهى كثيرة جدا فكل دستور أو قانون
أو دين أو مذهب أو فلسفة أو أى لفظ أخر يطلق على أى مجموعة من الأحكام هو
معارضة للوحى الإلهى لأنه يخالفه
التوقيف :
يقصد به نقل لفظ القرآن بالسماع من المعلم لتلميذه ثم تسميع التلميذ
اللفظ لمعلمه وقد قال بعض الجهلة أن لا توقيف فى القرآن والحق هو أن
ألفاظ القرآن سمعها النبى من معلمه جبريل (ص)فنقلها إلينا كما سمعها وفى
هذا قال تعالى بسورة النجم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه
شديد القوى "فالنطق هو نطق الوحى أى كلام جبريل (ص)وليس غيره والخلافات
فى نطق ألفاظ القرآن هى نفسها الخلافات فى نطق الألفاظ الأخرى فهناك مثلا
من ينطق الجيم ج بنقطة واحدة وهناك من ينطقها بثلاث نقط وهى خلافات بسيطة
لا تغير المعنى وقد زعم الجهلة أن القرآن منقول بمعناه وليس بلفظه بمعنى
أن النبى (ص) كان يؤديه حسب المعنى فهو قد يغير لفظ أو أخر إذا تلاه ما
دام المعنى واحدا وهو تخريف للتالى :
-أن النبى (ص) لا ينطق عن الهوى أى لا يتحدث بما يعجبه ويحبه وإنما هو
ينطق بالوحى كما سمعه من جبريل (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة النجم"وما
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى "
-أن الله أعطى نبيه (ص) بيان القرآن فى الكتاب الشامل وهو الذكر للقرآن
وهو تفسير القرآن حتى لا يدع لأحد أن يفسره من عنده وفى هذا قال تعالى
بسورة النحل "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه
"وقال "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "
-أن الله توعد نبيه (ص)أن يأخذ منه يمينه ويقطع عنه الوتين وهو الوحى إذا
قال شىء لم يقله الله وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "ولو تقول علينا
بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين "ومن ثم سيخاف أن
ينسب إلى الله شىء لم يقله الله على لسان جبريل (ص)
-أن تغيير اللفظ هو خيانة للأمانة فى النقل وليس معقولا أن يكون النبى
(ص)خائنا ؟
-أن النبى (ص)كان يريد حفظ القرآن عند نزوله متعجلا وهذا التسرع فى الحفظ
يعنى أنه يريد أن لا ينسى حرف من لفظ فيه ولو كان الأمر مداره على المعنى
لصمت حتى يفهم ثم يؤديه بأى لفظ يريد ولذا قال تعالى بسورة القيامة "لا
تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه "
-أن الله تعهد بحفظ الوحى فقال بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون "وحفظ الوحى يعنى أنه شىء واحد لأنه لو كان صاحب نطوقات متعددة
لم يكن شيئا واحدا وإنما أشياء متعددة وهنا التعبير فى الآية عن شىء
واحد
ترجمة القرآن :
تعنى ترجمة القرآن نقله من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وإطلاق لفظ
ترجمة على النقل أمر خاطىء لأن الفعل المفعول سيكون تفسير فالمترجم وهو
الناقل مفسر للقرآن ومن ثم فالجائز هو تفسير القرآن باللغات الأخرى وأما
الترجمة السليمة فمستحيلة من قبل الخلق للتالى :
-عدم وجود نفس الحروف وهى الأصوات المقطعة فى اللغات الأخرى فبعضها موجود
والبعض الأخر معدوم فمثلا الألف ستكتب فى الإنجليزية إيه a واللام ستكتب
إلl والميم ستكتب إم m وهذا تخريف واضح .
-أننا لو قلنا على الترجمة كما فى القرآن "نزل به الروح الأمين على قلبك
"لكنا كاذبين لأن المترجم وهو المنقول لم يتحدث به جبريل (ص)كلفظ .
-أن من المستحيل أن نقول "إن هو إلا وحى يوحى "على الترجمة فليست الترجمة
المنقولة وحيا ومن ثم فهذه الآية فى الترجمة ستكون كذب وكذلك ما ماثلها
من الآيات
الإقتباس من القرآن :
يعنى استعمال جملة أو أكثر فى الحديث دون إشارة إلى أنها قرآن والإقتباس
مباح ما دام الحديث ليس فيه خطأ من الأخطاء والأدلة هى أن سليمان
(ص)استعمل فى رسائله البسملة وهى من الوحى وهذا اقتباس وقد أورد الله لنا
رسالته لملكة سبأ حيث قال تعالى بسورة النمل "إنه من سليمان وإنه بسم
الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتونى مسلمين "واستعمل نوح(ص)نصف
البسملة عند ركوب السفينة فقال كما ورد بسورة هود "وقال اركبوا فيها بسم
الله مجريها ومرسيها ".
القصص فى القرآن :
يقصد بها ما حكاه الله لنا من أحداث وقعت للناس فى الماضى أو ستقع فى
المستقبل والهدف من قص القصص فى القرآن هو أن يعتبر أى يتعظ أهل الألباب
وهى العقول بها وفى هذا قال بسورة يوسف "لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى
الألباب "والقصص عن الرسل (ص)لم تأت كلها فى القرآن وإنما قص الله علينا
بعضها ولم يقصص عن رسل منهم وفى هذا قال بسورة النساء "ورسلا قد قصصناهم
عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك "والقصص القرآنى هو قصص حقيقى وليس
كحكاياتنا التى منها الخيالى ومنها الممتزجة فيه الحقيقة بالخيال وله
قواعد فى المصحف الحالى هى :عدم تتابع الأحداث باستمرار ،عدم الاحتفال
بذكر الأزمنة ،عدم ذكر المكان إلا فى أماكن معينة يفيد فيها ذكر
المكان ،ذكر أى شىء حتى ولو كان قبيحا فى نظر البعض ،تكرار المعنى بألفاظ
مختلفة إذا حكيت الحادثة الواحدة فى أكثر من مرة .
الحروف المقطعة :
هى طريقة من طرق الكناية فى اللغة العربية والملاحظ عليها فى القرآن هو :
كل الحروف وردت بعد البسملة،عدد الحروف غير المكررة 14حرفا ومكررة 86حرفا
وكل الآيات عدا قلة متبوعة بذكر الآيات والكتاب والقرآن والوحى والذكر
وكلها ألفاظ ذات معنى واحد والآن لذكرها وتفسيرها تفسيرا موجزا :
قوله بسورة البقرة "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه "أى العدل هو القرآن لا
ظلم فيه .
قوله بسورة آل عمران "ألم الله لا إله إلا هو الحى القيوم نزل عليك
الكتاب بالحق "أى آيات أى أحكام عادلة الرب لا رب سواه هو الباقى الحافظ
أوحى لك القرآن بالعدل
قوله بسورة هود"الر كتاب أحكمت آياته "أى العدل قرآن فصلت أحكامه .
قوله بسورة يونس "الر تلك آيات الكتاب الحكيم "أى العدل هو أحكام القرآن
القاضى.
قوله بسورة يوسف "الر تلك آيات الكتاب المبين "أى العدل هو أحكام القرآن
العظيم
قوله بسورة الرعد "المر تلك آيات الكتاب "أى العدل هو أحكام القرآن.
قوله بسورة إبراهيم "الر كتاب أنزلناه إليك"أى العدل قرآن أوحيناه لك .
قوله بسورة الحجر "الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين "أى العدل هو أحكام
القرآن أى كتاب عظيم .
قوله بسورة مريم "كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا "أى يا محمد ذكر نفع
إلهك مملوكه زكريا (ص).
قوله بسورة طه "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "أى يا محمد ما أوحينا لك
الكتاب لتتعب .
قوله بسور غافر والجاثية والأحقاف "حم تنزيل الكتاب من الله "أى آيات أى
أحكام إيحاء القرآن من الله فالقرآن نزل آيات مفرقات ليقرأ على مكث على
الناس .
قوله بسورتى الزخرف والدخان "حم والكتاب المبين "أى العدل أى القرآن
العظيم .
قوله بسورتى القصص والشعراء"طسم تلك آيات الكتاب الحكيم "أى العدل هو
أحكام القرآن القاضى .
قوله بسورة لقمان "ألم تلك آيات الكتاب الحكيم "أى العدل هو أحكام القرآن
القاضى
قوله بسورة النمل "طس تلك آيات القرآن "أى العدل هو أحكام الكتاب .
قوله بسورة الأعراف "المص كتاب أنزل إليك "أى العدل قرآن أوحى إليك .
قوله بسورة السجدة "ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه "أى آيات هى القرآن لا
ظلم فيها
قوله بسورة فصلت "حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته "أى آيات
إيحاء من النافع المفيد قرآن فسرت أحكامه .
قوله بسورة الشورى "حم عسق كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك "أى العدل
هكذا يلقى لك وللذين من قبلك .
قوله بسورة ق"ق والقرآن المجيد "أى يا محمد والكتاب العظيم .
قوله بسورة ص"ص والقرآن ذى الذكر"أى يا محمد والكتاب صاحب الحكم .
قوله بسورة الروم "ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم
سيغلبون "أى العدل الواقع فى أقرب الأرض وهم من بعد انتصارهم سيهزمون .
قوله بسورة العنكبوت "بسم الله الرحمن الرحيم ألم "معناه بحكم الرب
النافع المفيد العدل هو القرآن .
قوله بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "أى الناس والقلم وما يكتبون .
ترتيب السور :
إن الله هو الذى رتب القرآن من حيث آياته وسوره حيث طلب الله من نبيه
(ص)أن يتبع قرآنه وبيانه وفى هذا قال تعالى بسورة القيامة "إنا علينا
جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إنا علينا بيانه " .
أسماء القرآن :
سمى الله القرآن كثيرا من الأسماء فيه وهى حسب ما قدرنا على تتبعه :
هدى الله "قل إن هدى الله هو الهدى "البقرة ،العلم "بعد الذى جاءك من
العلم "،الكتاب "الذين أتيناهم الكتاب "،الحكمة "وما أنزل عليكم من
الكتاب والحكمة" البقرة ،الفرقان "وأنزل الفرقان "البيان "هذا بيان
للناس"آل عمران ،المصدق "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه
"،المهيمن "ومهيمنا عليه "الشرعة والمنهاج "لكل جعلنا شرعة ومنهاجا
"الرسالة "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته "المائدة ،المبارك "وهذا كتاب
أنزلناه مبارك "الحكم والنبوة "أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم
والنبوة " الأنعام ،دين الحق "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق "نور
الله "يريدون أن يطفئوا نور الله "التوبة ،الحكيم "الر تلك آيات الكتاب
الحكيم " الآيات البينات "وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات "،التصديق "ولكن
تصديق الذى بين يديه "تفصيل الكتاب "وتفصيل الكتاب لا ريب فيه
"يونس ،الذكر "إنا نحن نزلنا الذكر "الحجر ،الحكم العربى "وكذلك أنزلناه
حكما عربيا "الحق "إنما أنزل إليك من ربك بالحق "الرعد ،القول
الثابت"يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت "البلاغ "هذا بلاغ للناس
"إبراهيم ،القرآن المبين "وقرآن مبين "السبع المثانى "ولقد أتيناك سبعا
من المثانى "القرآن العظيم "والقرآن العظيم "الحجر ،البينات والزبر
"بالبينات والزبر "التبيان "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "الرحمة
والبشرى "ورحمة وبشرى للمسلمين "آيات الله "إن الذين لا يؤمنون بآيات
الله "النحل ،قرآن الفجر "إن قرآن الفجر كان مشهودا "الإسراء ،القيم
"قيما "الكهف ،التذكرة "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة
"القرآن العربى "وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا "طه ،ذكر الرحمن "وهم بذكر
الرحمن هم كافرون "تنزيل رب العالمين "وإنه لتنزيل رب العالمين
"الشعراء ،الكتاب المبين "تلك آيات الكتاب المبين "القول "ولقد وصلنا لهم
القول "القصص ،كتاب الله "إن الذين يتلون كتاب الله "فاطر ،القرآن ذى
الذكر "ص والقرآن ذى الذكر "ص،أحسن الحديث "الله نزل أحسن الحديث
"المتشابه المثانى "كتابا متشابها مثانى "غير ذى العوج "قرآنا عربيا غير
ذى عوج"الصدق "والذى جاء بالصدق "الزمر ،البشير والنذير "كتاب فصلت
آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا "الكتاب العزيز "وإنه لكتاب
عزيز "فصلت ،العلى "وإنه لدينا فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم
"الزخرف ،الروح "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا "النور "ولكن جعلناه
نورا "الإيمان "ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان "الشورى ،البصائر "هذا
بصائر للناس "الشريعة "ثم جعلناك على شريعة من الأمر "الجاثية ،داعى الله
"يا قومنا أجيبوا داعى الله "الأحقاف ،القرآن المجيد "ق والقرآن المجيد
"ق ،الكتاب المسطور "والطور وكتاب مسطور "الطور ،الوحى "إن هو إلا وحى
يوحى "الحديث "أفمن هذا الحديث تعجبون "النجم ،القرآن الكريم "إنه لقرآن
كريم "الواقعة ،حكم الرب :فاصبر لحكم ربك "القلم ،الحسرة "وإنه لحسرة على
الكافرين "الحاقة ،حق اليقين "وإنه لحق اليقين "الحاقة ،القرآن العجب
"إنا سمعنا قرآنا عجبا "الجن، القول الثقيل "إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا
"المزمل ،اسم الرب "واذكر اسم ربك "الدهر ،الصحف المكرمة "فمن شاء ذكره
فى صحف المكرمة المرفوعة المطهرة "فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة
مطهرة "عبس ،الحسنى "وصدق بالحسنى "الليل ،نعمة الرب"وأما بنعمة ربك فحدث
"الضحى ،الشفاء "وشفاء لما فى الصدور "يونس،البرهان "قد جاءكم برهان من
ربكم "النساء ،النور المبين "وأنزلنا إليكم نورا مبينا "النساء ،القول
الفصل "إنه لقول فصل "الطارق ،المفصل "وهو الذى أنزل إليكم مفصلا
"،المنزل "يعلمون أنه منزل من ربك بالحق "البينة "قد جاءكم بينة من ربكم
"الأنعام ،النبأ العظيم "قل هو نبأ عظيم "ص ،كلام الله "حتى يسمع كلام
الله "التوبة ،كلمة الرب "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا "الأنعام والقيل "ومن
أصدق من الله قيلا "النساء ،حبل الله "واعتصموا بحبل الله "آل
عمران ،الخير "ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا "،الذكرى "وذكرى للمؤمنين
"الأعراف ،الرزق "وينزل لكم من السماء رزقا "غافر ومن الجدير بالذكر أن
كثير من الأسماء تشمل القرآن وتفسيره وليس القرآن فقط .
والحمد لله أولا وأخرا.