منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562

    لاجديد لمن لاخلق له

    يعتقد الكثير منا أن الثروة في جمع المال وتكدسه ولكن المال مهما كثر فمصيره إلى النفاد والزوال ولا تبقى إلا المبادىء والقيم .. وأذكر في هذا المقام ما كتبه الفاروق عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) إلى ابنه عبد الله في غيبة غابها :
    ( أما بعد .. فإن من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن شكره زاده ومن اقترضه جزاه فاجعل التقوى عمار قلبك وجلاء بصرك فإنه لا عمل لمن لا نية له ولا خير لمن لا خشية له ولا جديد لمن لا خلق له ) .
    وهذه القصة التي سأسوقها لك عزيزي القارىء وقعت فعلاً في الحياة حيث كان الحاج ( خليل ) العامل المتقاعد العجوز الذي جاوز سن المعاش القانوني عائداً إلى بيته فأحس بإحدى قدميه تصطدم بحقيبة ثقيلة على جانب الطريق وتوقف الحاج ( خليل) وانحنى يفتح الحقيبة فإذا به يفاجأ بما لم يكن على بال .. فقد كانت الحقيبة الأنيقة تحوى ثروة من المال .
    أعاد الحاج ( خليل) غطاء الحقيبة إلى مكانه وحملها وراح يبحث عن اقصر طريق يوصله إلى قسم الشرطة الذي لم يدخله مرة واحدة في حياته .. وهناك سلم الثروة التي عثر عليها وعندما أحصوها وجدوا أنها تزيد على المائة ألف جنيه .
    أنصرف الحاج (خليل) في هدوء عائداً إلى بيته بعد أن ترك أسمه وعنوانه .
    فى الشقة التي يعيش فيها مع زوجته وابنه الوحيد جلس يروى قصته مع الحقيبة وقال لأسرته :
    لم يخطر ببالي للحظة واحدة أن أحتفظ بهذا المال الكثير .. كان همى كله أن أعيده لصاحبه ولم يكن أمامي إلا الذهاب لقسم الشرطة .
    استطاعت الشرطة أن تصل إلى صاحب الحقيبة .. انه أحد البنوك حيث كانت سيارة البنك تحملها مع ست حقائب أخرى تحوى مبالغ كبيرة وعندما فتح الباب الخلفي الذي أهمل الحرس إغلاقه سقطت الحقيبة فى الشارع .
    فى مساء ذلك اليوم كان الحاج ( خليل) يشاهد أحد برامج التليفزيون وفجأة سمع اسمه يتردد على لسان رجل وقور يجلس إلى مكتبه .. انه مدير البنك الذى أعادت إليه الشرطة المبلغ الضائع وراح مدير البنك يشيد بأمانة الحاج (خليل) ويتوجه إليه بالشكر بينما كان الحاج (خليل) يستمع إلى كلماته وهو يشعر بين أهله ومعارفه بالسعادة والأمان .
    وقالوا له بعد أن انتهى البرنامج التليفزيوني : ألم تحصل على مكافأة ؟
    قال الحاج خليل : بل حصلت عليها وأكثر .. يكفى أننى أعيش اليوم مكرماً وسط أسرتي وأهلي وجيراني .. أنني فخور بما فعلت .. هذه هى ثروتي الحقيقية .
    _________
    من كتاب حديث القلم
    للأديب الصحفى إبراهيم خليل إبراهيم

  2. #2

    رد: لاجديد لمن لاخلق له

    معك الحق معلمى الأديب الصحفى إبراهيم خليل إبراهيم .. فالثروة الحقيقة فى الأمانة كما ذكرت والتاريخ سوف يخلد كتاباتك الجميلة أما تجار الأدب فنطالب بضرورة بترهم من الوسط الأدبى لانهم كما تجار المخدرات .. نريد الوصول إلى الأفضل والأكرم
    الجدير بالذكر أننى قد قرأت ماتم نشره هنا فى كتابك الجميل ( حديث القلب )
    حفظك الله تعالى من كل سوء ومن مكايد تجار الأدب وآكلة السحت وعشاق الكذب


    دولة الظلم ساعة .. ودولة الحق حتى تقوم الساعة


  3. #3
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562

    رد: لاجديد لمن لاخلق له

    اللهم تقبل
    وأعلم أيها الحامد الجميل أن الأكذوبة تموت وحدها كما تموت السمكة فى الصحراء وأن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور فهنيئا للصالحين وتوبى للصادقين والويل كل الويل للكذابين وأكلة السحت

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •