سهُدتُ اللّيل,مشغوفاً ب(ليلى)
وليلى لا ترقُّ ولا تروقُ
وما ذنبي,وقد أبدتْ صِراماً؟
فكفّي عن ملامكِ,يا حروقُ
بعثتُ لها رسولاً,منذ عامٍ
وحمّلهُ لواعجيَ الخفوقُ
وها الأعوامُ قد مرّتْ,وكبدي
من الآهاتِ,أمستْ لا تطيقُ
فلا معنىً لطيرٍ حين غنّى
ولا طعمٌ إذا أزفَ الشّروقُ
ولا مطرٌ يروّي قاع روحي
ولا نفسي يعزّيها صديقُ
بعزلةِ راهبٍ أمسي وأضحي
وزهدي ليس يغريهِ العقيقُ
أحاولُ أن أخون لها عهوداً
فيرعبني ,ويزجرني العقوقُ
فكم جفني دعاني ذات غمْضٍ
فيوكلني إلى الصّحوِ الغموضُ
فهِي رئتي,هوائي,ثمّ مائي
تسوقُ الحيَّ في روحي ,تسوقُ
فلو أُدخِلتُ جنّاتٍ و(ليلى)
بنأيٍ,قلتُ:ما خُتمَ الرّحيقُ
فخذني نحو عينيها فإنّي
إليها اليوم,يا حادٍ مشوقُ
فقدأقوى ليومٍ,بعض يومٍ
ولا أُخفيك,صاح بيَ الحريقُ
وغمّ الكونُ,حتّى خلتُ شمسي
عجوزاً,والشّحوبُ لها شقيقُ
على عكّاز خيبتها تهاوتْ
وتاهتْ ضلّها عنّي الطريقُ
فيا ربّ القلوب إليك قلبي
ينادي,والقلوبُ لها حقوقُ
بأن أحظى ب(ليلى) ذات وصلٍ
ولو في الموت,كي تحيا العروقُ