ثقافة تقبيل الأيدي
***
بقلم عاطف الجندي
أتساءل و معي الكثيرون لماذا لم تصل الثورة إلى مثقفي مصر و لم يتغير شيء من طباعهم و عاداتهم و درجات تفكيرهم و حتى مسألة تغيير الوجوه فى بعض المناطق لم تأت بجديد على المستوى الاختياري أو الفرضي بمعنى أننا لا نختار وزير ثقافتنا و لا نختار رئيس هيئة الكتاب أو رئيس هيئة قصور الثقافة و حتى الذين يختارهم البعض بالانتخاب مثلا فى اتحاد الكتاب أو الأماكن الثقافية الأخرى التى بها انتخابات لم تتغير ، فرغم أن شخصيات عامة مثل الدكتور عماد أبو غازي و د أحمد مجاهد و الأستاذ سعد عبد الرحمن من الشخصيات المحترمة جدا و أحبها في العموم و لكننا لا نشعر بتغيير في التفكير الثقافي و الخدمي للمهمومين بالثقافة إلا نادرا و لم يتغير سوى المقابلة الشخصية - ربما - ستجد الترحيب و بعد الترحيب لا شيء ستلقاه من شكواك أو من طلبك فمازالت وزارة الثقافة تتعامل بنفس المنطق و مازال الجالسون على الكراسي الوثيرة يتضخمون ذاتيا و تتعاظم الأنا لديهم بطريقة مرضية .
لقد تقدمت بشكوى للسيد الوزير بسبب عدم نشر ديواني ( العيون السود ) و هو بالعامية المصرية في هيئة الكتاب بالرغم من مرور عشر سنوات عليه و على إجازته للنشر حتى أنه دخل إلى لجنتين فى خلال هذه المدة و كتب ( كلك ) و تمت مراجعته بواسطتي .. يصدر أمر بعدم نشره ! ، فالسيد الوزير حول شكوتي إلى د أحمد مجاهد و الذى بدوره لم يفعل شيئا - و كنت قد تقدمت له بشكوى سابقة - لأن بعد مرور كل هذه المدة تفتق ذهن رئيس الهيئة السابق بعمل لجنة ثلاثية لإجازة الأعمال مرة أخرى بل ثالثة لعملي و هي تختار عناوينا بعينها ! و لست الوحيد فى ذلك بل هناك الكثير ممن يشبهون حالتي فهل هذه سياسة تليق بالمبدعين و لماذا كل هذه اللجان و أليس هذا إهدار للمال العام و لجهد و تعب و وقت المبدعين ؟!
أما الفاضل سعد عبد الرحمن فقد تقدمت له بشكوى رسمية ضد القائمين على ( أصوات أدبية ) بالاسم و لم يفعل شيئا فى شكواي أو فى نشر ديواني ( سفر التحريض ) رغم مرور أكثر من خمس سنوات من إجازته و تعنت القائمين على السلسة بعدم نشره لأننى لست صديقا ـ و دمي ليس خفيفا على لقب الدال اللعين الذى يسبق بعض الأسماء المنقرضة من عصر الديناصورات و حتى الآن مشكلة مائة و سبعين عملا مجازا فى هذه السلسلة متوقفة لسبب أو لآخر و المشكلة الأكثر سخافة أن من سيمسك سلسلة أصوات أدبية سيبدأ من جديد و لن ينشر هذه الأعمال لأنها كانت فى عصر غيره و السلسة هي إقطاعية أو وسية لرئيسها يفعل بها ما يشاء حتى أن الأستاذ سعد و هو رئيس الهيئة لا يقدر على إصدار أمر بنشر ديوان فى هذه السلسة و بهذا نعود لنقطة الصفر من جديد !
أما المجلس الأعمى للثقافة و جوائزه المشبوهة فحدث و لا حرج فلن يصعد لمنصة الجوائز و خاصة التشجيعية منها سوى الدائرين فى فلك اللجنة و المنافقين و أصحاب الطبلة و المزمار فمن يكتب عن رئيس لجنة الشعر مقالا أو دراسة سيفوز بالتشجيعية أو من يحفظ قصيدة تافهة له يرددها فى كل ندوة سيحصل على التشجيعية و من يقبل الأيادي سيحصل عليها أيضا و الغريب أن ندوات المجلس التى هي بمكافأة مادية فهي أيضا للدائرين فى فلك اللجنة فقط سيصيبهم الدور حتى أن بيت مثل ( بيت الست وسيلة ) بالأزهر أيضا له نفس السياسة اللعينة فالقائمين عليه هم نفس الوجوه فى لجنة الشعر و سعيد الحظ الذى سيوضع اسمه فى ليلة من ليالى الشعر ببيت الست وسيلة سيحصل على مائتين و خمسين جنيها ! مما جعل قزما من أقزام الثقافة ( شكلا و مضمونا و لكنه من المرضي عنهم ) يتحكم فى الندوات بطاووسية غريبة كرئيسه الطاووس !
و عن نفسي أقول فلتذهب ندوات المجلس الأعمى للثقافة و بيت الست وسيلة للجحيم هي و القائمين عليها و يكفي لكل مبدع يحترم عقله و نفسه أن تكون كرامته هي المحك دائما الذي يستند عليه في التعامل مع المتلونين و اللاعبين على كل الحبال 0