"نساء"الثورات العربية ..المرأة العربية الجديدة (7 – 7)
في ختام الحلقة الماضية أشرت إلى الكلمة التي نشرتها تحت عنوان (العمل المختلط زمالة أم صداقة .. أم؟!!)،وأبدأ هذه الحلقة .. بجزء من مقالة للأستاذة إيمان القدوسي،تحدثت فيها عن قصة دكتورة اسمها "هدى"،وجدت الدكتورة (الشغالة) قد كتبت هذه الرسالة (حبيبي حازم متى تشعر بي؟ولماذا لا تراني وأنا أمامك؟هذا البيت الذي تحبه هو بيتي وبيتك،أنت رجل البيت وأنا وحدي ست البيت،الطعام الذي تأكله من صنع يدي،ملابسك وكتبك وكل ما يخصك أرتبه وأجهزه من أجل عيونك،أما هدى فهي مجرد ضيفة في هذا البيت حتى الأطفال لا تعرف عنهم شيئا (..) لم تنم هدى ليلتها كانت تردد لنفسها البنت عندها حق (..) استقالت من المستشفى واكتفت بعيادتها الخاصة،وافقت على مشاركة زميلتها الدكتورة وفاء فصار عملها ثلاثة أيام في الأسبوع،وبدأت تعيد دمج نفسها في نسيج أسرتها،لم تكن عودتها للمطبخ سهلة ولكنها ممتعة){جريدة المصريون، العدد الصادر في 12/6/2009م}.
أما الأستاذة صافيناز كاظم،فإنها تقول في كتابها (رومانتيكيات)الصادر عن دار الهلال سنة 1970 : (أنا لا أطالب بعودة المرأة للبيت،ولكنني أطالب بعودتها إلى إنسانيتها،أنا مستاءة بشدة من حالة المرأة في العالم الآن،مستاءة من العبودية الشديدة الغارقة فيها لأذنيها،متمثلة بالذات في المرأة العربية،مستاءة من العلاقة الثلجية التي تربطها بأطفالها وعالمها البيتي (..) هل تعرف ما الذي يهيج حزني هذه الأيام؟ إدراكي أن تعليم المرأة لم يحولها كما يجب إلى إنسان قادر على الفهم – مسخها إلى غول يلتهم أطفاله ولم يكترث حتى أن يمسح فمه المدهون بالدم – المرأة تعلمت ولم تتثقف ولم تتحضر. أضاف التعليم سمكا عطل حساسيتها الطبيعية وضلل العلاقة بينها وبين طفلها){ نقلا عن : ص 85 ( هموم المرأة العربية في القصة والرواية ) / أحمد محمد عطية / القاهرة / هيئة الكتاب / 1992م}.
سبق أن أشرت إلى الورقة التي تقدمت بها الأستاذة غيداء الجريفاني،ومن ضمن ما جاء فيها .. (لا جدوى من عمل المرأة وخروجها من المنزل بينما لو شجعنا العمل في المنزل أو عن بعد نجد أنها وفرت المصاريف المترتبة على الخروج كالنقل والملابس. وذكرت الباحثة أن التجارب في البلدان المجاورة مثل الأردن والسودان ومصر وكثيرة عن عمل المرأة من المنزل بإضافة إلى أن عددا من النساء الأمريكيات يدون أعمالهن من المنزل ويسوقن منتجاتهن عن طريق الشبكة العنكبوتية مع أنهن لا يملكن من المحاذير الشرعية أو الاجتماعية كما هو لدينا وذلك لتوفير الوقت والجهد ومصاريف النقل){ جريدة اليوم العدد 11242 في 5/2/1425هـ}.
إذا كانت الأستاذة (صافيناز) تطالب المرأة بالعودة إلى (إنسانيتها)فإن الأستاذ عزت بيجوفيتش،يطالب بالاعتراف بعمل الأم وربة البيت .. (هذا الضغط المتواصل من أجل تشغيل النساء خارج البيت،ومساهمتها في الإنتاج له شكل بسيكولوجي،إنه يقوم على عدم معرفة كل تلك القيم الاقتصادية التي تحققها النساء في البيت،بالولادة،وتربية الأطفال،والمحافظة على الأمور البيتية. فربة البيت هي ذلك العامل الذي يعمل يوميا عشرة أو اثني عشرة ساعة ونَصِفُها نحن في إحصاءاتنا بأنها شخص عاطل عن العمل،ونصُفّها في جدول "العناصر العاطلة عن العمل". نعرف جميعا جيدا،كم هي المرأة عاملة،ولكننا بالوقت نفسه نتظاهر بأننا لا نراه. وهذا التجاهل لعمل المرأة هو أحد جوانب الضغط ،"وهذه المرة أخلاقيا – على المرأة لترك البيت،وإدارة الظهر للعائلة. الثقافة الإسلامية يجب حرفها باتجاه آخر،وبداية ذلك بالاعتراف بعمل الأم وربة البيت){ص 126 رقم"382" (هروبي إلى الحرية )}.
من المعلوم أن من عاداتنا (البكاء على الأطلال)،ولكننا وجدنا (غربية) تبكي – هي أيضا – على الأطلال،ولكنها تبكي على أطلالنا نحن!!! أو تندب واقع المجتمع الغربي عبر بكائيتها تلك .. في ندوة عن الإبداع النسائي الشرقي،اشترك فيها كل من (حنان الشيخ / نوال السعداوي / آسيا جبار)،وقد عقدت الندوة في مركز الفنون المعاصرة في لندن .. (جاءت الأمسية مخيبة للآمال متجنية على العروبة مهينة للعقلية العربية مزدرية للفكر العربي واصفة الأوضاع بالتخلف متهمة التقاليد والعادات بالعقم (..) كان من الممكن أن تمضي الأمسية على تلك الوتيرة المملة والشنشنة التي نعرفها من "الخزيمات"العربيات لو لا تدخل "ماريا كاردينال"(..) تسلمت "ماريا كاردينال"الحديث وبدأته بهجوم على كاتباتنا العربيات فأصابت منهن مقتلا لمعرفتها بنقطة ضعفهن الأساسية المتمثلة في تملق المستمع الغربي .. يومها قالت"ماريا" التي لم تكن مضطرة لتملق مستمعيها ككاتباتنا المتربعات على المنصة :
"حسنا لقد تحدثتن عن الحجاب والاختلاط والقيود المفروضة على النساء وغير ذلك من القضايا التي يعرفها الغرب جيدا .. ولكن لماذا لم نسمع عن الوجه الآخر للمجتمع العربي؟
لماذا لم تتكلمن عن تكامل الأسرة العربية وتضامنها وعن دفء وحميمية العلاقات بين البشر؟
ولماذا إغفال التعاطف الإنساني واحترام الحقوق للطفولة والشيخوخة والأمومة وآداب المعاملة .. و .. و ){عن مقالة "ثلاث عربيات .. وغريبة" / بقلم الأستاذ : محمد المفرجي / جريدة الندوة العدد 10326 في 13/6/1413هـ}.
المرأة العربية الجديدة
حين نقول المرأة العربية الجديدة .. فإننا نعني امرأة تعرف أن التجربة الغربية ليست أكثر من تجربة إنسانية وضعت على المحك لفترة طويلة،كافية لتبين خطأها – لكي لا نقول فشلها – أو كونها تشتمل على الكثير والكثير من نقاط الضعف ... فنتائجها واضحة جلية .. وتراجعات أهلها غير خفية ..
المرأة الجديدة .. سوف ترمي بالشعور بـ(العار) .. ذلك الشعور الذي جعل الأمة تدور في فلك التجربة الغربية .. واستنساخ تلك التجربة .. والسعي الدائم والدائب نحو إحضار مشعل (التنوير) من الغرب المتقدم .. تقنيا .. حتى هذا التقدم،نكتشف يوما بعد يوم أن الغرب فيه كان شديد الأنانية،ولا ينظر إلا تحت قدميه .. ليسعد نفسه ضاربا عرض الحائط بنتيجة تدميره للبيئة .. وبالتالي مستقبل البشرية،أو الكرة الأرضية .. ما دام ينعم برفاهيته التي كانت على حساب بقية شعوب العالم .. وحتى تلك الرفاهية ... تعصف بها الآن الأزمات الاقتصادية .. ولكن تلك قضية أخرى.
نعود للتجربة الغربية،وإلى كلام نفيس للدكتور جلال أمين .. ( اكتشفنا – أو اكتشف بعضنا على الأقل – أن التقدم ليس حتميا،وأن التاريخ الإنساني ليس كالسلم الذي يقف البعض على درجاته العليا والبعض الآخر على درجاته الدنيا،ولا هو كالطريق الواحد الذي يتقدم فيه البعض خطوات على الآخرين،وإنما هو كمجموعة من الطرق المتشعبة،لكل طريق مزاياه وعيوبه،واختار الغرب أن يسير في أحدها فكسب أشياء وخسر أشياء،وأن هذا الاختيار كان تحكميا إلى حد كبير،ومحكوما بظروف اجتماعية وبيولوجية ونفسية مختلفة،ومن السخف محاولة إقناعنا بأن هذا هو(الطريق الوحيد) الذي يمكن السير فيه،ويجب السير فيه بسرعة وإلا كنا متخلفين (..) أما التخلف فأنا أعرف الآن ما هو إنه ليس إلا هذا الشعور بالعار فأنت لست متخلفا إلا بقدر شعورك بالعار إزاء هؤلاء الذين يسمون أنفسهم (تقدميين) وسوف تظل متخلفا مهما زاد متوسط دخلك ومهما ارتفع معدل نموك ومهما زاد ما في حوزتك من سلع وخدمات طالما أنك تشعر بالعار لأنك لا تملك ما يملكونه (..) نعم نحن نريد إطعام الجوعى وتوفير الكساء والمأوى المناسب لمن لا كساء أو مأوى لهم ولكن هذا في حد ذاته ليس مبررا للشعور بالعار بل لعل أول شروط النهضة وزيادة السلع الضرورية هو التخلص من هذا الشعور بالعار وإلا كانت النتيجة إذا استمررنا نرفع شعار التنمية ونفهمه على النحو الذي نفهمه الآن إذا استمررنا نسمي أنفسنا متخلفين ونحدد هدفنا بأنه اللحاق بمستوى المعيشة في الغرب ستكون النتيجة أننا بعد خمسين عاما أخرى من (التنمية) سيكون لدينا محلات ماكدولاند أكثر وكوكاكولا وبلو جينز أكثر وأيضا سلاح وإعلانات أكثر وأفلام جريمة أكثر وشذوذ جنسي أكثر ومخدرات أكثر وستكون المرأة المصرية أو العربية خلال هذه الفترة قد حققت بالطبع نجاحا باهرا في الحصول على مساواتها بالرجل : كلاهما يتمتع بنفس مستوى المعيشة وبحرية الحصول على نفس الكمية من الماكدونالدز والبلوجينز والمخدرات والإعلانات (..) لماذا بفرض عليّ أن أقبل أن زيادة نسبة النساء العاملات خارج المنزل بأجر ( أي لدى الغير) هو دائما شيء أفضل من العكس؟){ص 9 – 15 ( التنوير الزائف) / الدكتور جلال أمين / دار المعارف / سلسلة اقرأ}.
صحيح أن الفترة التي أشار إليها الدكتور جلال – الخمسين سنة - لم تنقض بعد،إلا أن صدق كلامه واضح .. وضوح الشمس .. ماكدولاندز أكثر .. وكوكاكولا .. وإعلانات .. وأفلام .. وجرائم .. وشذوذ .. ومخدرات .. أكثر،وأكثر.
لا يتصور عاقل أن هذه هي(المساواة) التي تسعى إليها المرأة العربية / المسلمة .. من هنا تقفز إلى الذاكرة بعض عبرات الفنان ربيع غيث – نقلناها في الحلقة الماضية – وقد ختمها بقوله :
(يخيل إليهن أنهن يعملن لتحرر المرأة،والواقع أنهن يثبت خضوعهن للرجل وللنموذج الذي خلقه الرجل ..){ ص 57 المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟}.
هذه عبارة تحتاج إلى عدد لا باس به من الخطوط الحمراء (النموذج الذي خلقه الرجل).
ثم يفترض في المرأة وما وصلت إليه من (مساواة) أن تفكر خارج إطار تفكير الرجل والأنموذج الذي خلقه،والذي قد يكون ملبيا لمصالحه هو أكثر من تلبيته لمصالحها هي .. وكما قالت الأستاذة زينب الكردي عن المرأة أن ( من حقها بعدما تعلمت وتساوت بالرجل أنها تختار مجالها الحقيقي وليس من حق أحد أن يفرض عليها هذا القرار حتى لو كان قراره هو الصح،عمل المرأة في البيت وتفرغها له ليس سبة ولا عقابا – بالعكس – عملها داخل بيتها قمة العظمة والمجد لأنها تصنع أجيالا){مجلة "كاريكاتير" المصرية العدد 138 في 28/7/1993م = 7/2/1414هـ}.
نعم .. حتى لو كان قراره هو الصحيح .. من حيث التأكيد على (الفكرة) .. وإلا فإن وجود (مرجع) للمرأة المسلمة ،والرجل المسلم .. يجعل هناك (أرضية) نستطيع عبرها معرفة الصواب من الخطأ.
وهنا أفتح هامشا صغيرا .. لأقول أنني .. ماذا أقول؟! هل أقول عاتب أم غاضب على المرأة الأمريكية!!!!!! وتحديدا أقصد السيدات اللائي طالبن بكشف (صدورهن) .. مثل الرجل!!!!! هذا ببساطة يشي بأن المرأة رغم مسيرتها الطويلة نحو التحرر من سطوة الرجل،لا زالت خاضعة لأفكاره .. ألم يكن باستطاعة المرأة أن تنادي بأن يغطي (الرجل) صدره (مثل المرأة)؟!!! بما أنني قلت بأنني سوف أفتح هامشا صغيرا،فهذا يكفي .. مع وضع رابط كلمة كتبتها تحت عنوان (الحجاب بين التعبد والحرية الشخصية : كشف الصدور هل هو حرية شخية؟!) {http://www.alneqab.com/news1358.html}.
هذه الإلحاح على أن تكون للمرأة طريقة تفكيرها بعيدا عن أنموذج الرجل .. يحتاج إلى أن نضيف إليه جزئية نراها مهمة .. فيبدو أن (الرجل) – دون تعميم بطبيعة الحال – ليس (أمينا ) على المرأة .. وقد تحدثنا أكثر من مرة .. عن المستفيد الحقيقي من ذلك الواقع الذي صُنع للمرأة ... لقد كان الرجل يبذل الغالي والرخيص ليحظى منها بـ(نظرة) ... فأصبحت تسير إمامه – على الشواطئ – بلباس البحر .. فمن المستفيد؟ .. وكان يقوم بالأعمال الشاقة والمستقذرة – مثل تنظيف البواليع،أجلكم الله - .. فسعت لتكون كادحة مثله .. وقد تضطر لتنظيف البواليع هي أيضا .. فمن المستفيد؟! .. كان يصطلي نيران الحروب .. فأصبحت تسعى لتلقي بنفسها في أتون الحروب .. فمن المستفيد؟! أعود لقولي أن الرجل غير (أمين) وأقصد تحديدا .. هذه المعلومة (في سنة 1963 تقرر تشغيل النساء في المخابرات المصرية .. اتخذ القرار صلاح نصر هذا القرار بعد أن وجد كل أجهزة المخبرات في العالم تستخدم الجنس في عملها .. فالمعروف نفسيا أن الرجل بفقد توازنه وهو مع المرأة بل وقد ينسى نفسه ويتفوه بأحاديث سرية ..){ 238 ( حكومات غرف النوم) / عادل حمودة / القاهرة سفنكس للطباعة والنشر / الطابعة الثانية / 1994م}.
هل توجد خيانة للمرأة أكبر من هذه؟!! ولولا خشية الإطالة لنقلت لكم اعتراف إحدى فتيات (السنونو)،وهن فتيات روسيات،جميلات،تدربن في معسكرات خاصة على إغواء الغربيين ... ويكفي أن ننقل قولها،عن نتيجة تلك التدريبات (وبعد حوالي الشهر تكون الفتاة قد فقدت حياءها تماما وتصبح جاهزة لتنفيذ أي مهمة مهما كانت){ص 232(حكومات غرف النوم}.
وبعد .. بعد كل هذا التطواف .. يأتي السؤال ثم ماذا؟
لست في مقام من قدم للمرأة ما يجب عليها فعله .. لكنني أستطيع أن اذكر بالأرضية التي يجب ألا تغيب عن المرأة المسلمة ... وهي أن خالقنا – سبحانه وتعالى – لم يلزمها بالنفقة .. بل ألزم بها الرجل .. وهذا في غاية الإنصاف .. حتى لو تجاوزنا – جدلا – النص الشرعي ... فإن الكائن – أيا كان جنسه – الذي يتحمل مصاعب الحمل والولادة والإرضاع – وهو حق مهدر رغم أنه ليس من حق أحد كائنا من كان أن يصادر حق المولود في الرضاعة من صدر أمه – يجب ألا يكلف بنفس الأعمال التي يقوم بها شركيه الذي لا يقوم بنفس المهام ..
النقطة الثانية .. أن تعي المرأة المسلمة أن المجتمع في حاجة إليها وليس العكس .. ومن يحتاج عليه أن يقدم التسهيلات .. باختصار .. على المجتمع أن يؤمن للمرأة العمل الذي يراعي أن لديها مهمة أخرى .. فيركز على فترة العمل التي يجب أن تكون – على أقل تقدير – نصف الوقت الذي يعمل فيه الرجل .. سواء حصلت على نصف المقابل المادي .. أو حتى بنفس المقابل .. مع ملاحظة أن الحديث عن دوام للمرأة يقل عن دوام الرجل،ليس في بساطة كتابة هذه الأحرف القليلة - هذا إذا كانت المرأة جادة في المطالبة بعدم تكليفها بنفس ساعات عمل الرجل – ولكن الأمر في حاجة إلا تغيير منظومة العمل .. من السهل أن نستورد منظومة متكاملة من الغرب – حتى بداية الدوام،والذي انطلق من خصوصيتهم،وليس من خصوصية الإسلام،والذي يبدأ يومه بصلاة الفجر – ونطبقها .. ولكننا في حاجة إلا صنع منظومتنا الخاصة .. والتي قد تكون (ثورة المرأة) بداية لعمل تلك المنظومة المتكاملة .. والتي يفترض فيها أن تضع في حسبانها .. قرب مكان عمل المرأة من مقر سكنها .. طالما أننا نريد أن نحافظ على وقت المرأة ..
ختاما .. هذا اقتراح قديم .. ربما يلخص ما يسعى إليه كاتب هذه السطور .. من جهة أن تكون المرأة هي صاحبة القرار تحديدا .. (ومن هذا المحاولات الحديثة تلك التي أثارها أحد نواب مجلس الشعب المصري عام 1977م (هو الفريق سعد الدين الشريف). لقد اقترح النائب تشجيع الموظفات بالبقاء في بيوتهن مع تعويضهن بصرف نصف مرتبهن.ومن الغريب أن كل المؤيدين لاقتراح النائب من السيدات أنفسهن .. وأن أغلب المعارضين للاقتراح من الرجال. والأغرب .. أن أمينة المرأة بالاتحاد الاشتراكي ناشدت المرأة العاملة في كل مكان أن تؤازرها في مقاومة فكرة النائب .. قبل أن تتحول إلى مشروع بقانون .. : صحيفة أخبار اليوم المصرية 23/4/1977 – ص 3){ ص 104 – 105 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟}.
أما ختام الختام .. فهو أمر خارج عن حديثنا .. ولكنه لفت نظري ,, كنت أستمع إلى أحد الشيوخ الموريتانيين وكان يتحدث عن الطهارة وعورة الرجل – عورة الرجل – وعورة المرأة .. فقال – ما معناه - .. بما أن الله – سبحانه وتعالى – لم يكلف المرأة بالكدح .. فقد أمرها بالتستر لأنها ليست في حاجة إلى كثير من الحركة .. مثل تلك التي يحتاجها (الكادح) .. أما الرجل – وهذا ما لفت نظري،ويفترض أن يلفت نظر كل مسلمة تعتز بالمكانة التي وضعها فيها خالقها سبحانه وتعالى – فقد خُفف عليه فيما يتعلق بالملابس ... ومثله (الأمة) لأنها مطالبة بالعمل وكثرة الحركة .. فكانت عورتها مثل عورة الرجل .. من السرة إلا الركبة!!!!!!!!
سامح الله الشيخ!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين... وصلّ الله وسلم على نبيه الأمين.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 15/3/1433هـ
Mahmood-