أضواء على قيام الدولة العلوية في سورية
لا شك أن الإعلان عن قيام الدولة العلوية في الغرب السوري وعاصمتها اللاذقية بات قاب قوسين أو أدنى إذ أن المؤشرات كلها تدل على ذلك حتى وإن ظن البعض أن هذا الأمر من المستحيل حدوثه ، بل إنني والمئات غيري نعتقد أن هذا الإعلان لن يطول وأنهم في الترتيبات الأخيرة منه .. والحقيقة لمن لا يعرفها أن الدولة العلوية قائمة أصلا ومنذ أكثر من ثلاثين عاما .. فسورية في عهد الأسدين الأب والابن إنما كانت دولة علوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات فجميع المسؤولين علويون والإدارات والوزارات والأمن والجيش كلها بيدهم فهي إذن دولة علوية ذات أكثرية سنية ، وما غير هذا الحال الان الا "الصحوة الثورية" أو الربيع العربي الذي بدأ بتونس وامتد إلى مصر واليمن وسورية ، فالأمر يستدعي " في نظرهم" في حال عدم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة الى إعلان قيام الدولة العلوية " الخالصة " والتي يمهد لها قيادات وزعامات وشيوخ العلويين منذ عشرات السنين ولن يدع الرئيس بشار الأسد الفرصة تمر دون تحقيق هذا الحلم العلوي القديم .
إن جميع المؤشرات الآن على الساحة السياسية والعسكرية والأمنية بل وحتى الاجتماعية تدل على قرب الإعلان رسميا عن قيام الدولة ، بل إن المراقبين والمهتمين بالشؤون السورية يرون أن أياما فقط تفصلنا عن قيام دولة العلويين برئاسة بشار الأسد وأن تطورات الأحداث الأخيرة من سيطرة سريعة للجيش الحر على مساحات واسعة من الأراضي السورية إنما هو ناتج عن توجه قطاعات كبيرة من الجيش ووحدات عديدة وأسلحة وعتاد إلى اللاذقية وترك مواقعهم الرسمية في المدن والقرى والنواحي التي يسيطر عليها الثوار ، ولا شك أيضا أن توجه البارجات الروسية والسفن المحملة بالأسلحة إلى ميناء اللاذقية إنما هي إشارة واضحة من روسيا وأيضا الصين على موافقتها لدعم الدولة الوليدة ، وأيضا مدها بالسلاح والعتاد والدفاع عنها وإعطائها المزيد من الدعم الدولي لتكون دولة ذات ثقل ووزن على الصعيدين الاقليمي والعربي.
الإعلان عن قيام دولة العلويين تتوقعه كل الأوساط السياسية والعسكرية في المحيط الإقليمي والدولي ولكن الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات خاصة وأنها أقيمت على أشلاء الأطفال وجثث الرجال و النساء وآهات الثكالى والمكلومين .
د. رشيد بن محمد الطوخي