دخلت البيت فرحا مهللاً وأنا أنادي باركي لي يا أمي . زغردت الوالدة قبل أن تعرف المناسبة وبعد أن هدأت وشربت قدح الماء الذي حملته لي أختي الصغيرة قلت يا أمي حصلت الموافقة على تعييني أصبحت موظفاً في الدولة ,ردت والدتي الحمد لله ربي يوفقك . لم أنم تلك الليلة يا صبح أصبح ومرت ساعات الليل بطيئة ثقيلة حتى استقبلت شعاع الشمس الأول ولم تصدق عيناي شعاع الشمس تناولت فطوري واخترت أفخر ثيابي وبالغت بعطري وتسريحة شعري . توقفت في موقف السيارات بانتظار سيارة تقلني الى دائرتي توقفت الحافلة وصعدت وبالكاد وجدت مقعدا شاغرا جلست فيه وكان الى جانبي شيخ كبير السن كان يكثر من النحنحة والسعال وكل حين يبصق من خلال نافذة السيارة التي كانت ترسل لي بعضا من رذاذ بصاقه احتملت الموقف وقلت ربي اعطني الصبر مر الطريق علي ثقيلا كساعات ليلي حتى وصلت الى دائرتي حيث استقبلني موظف الاستعلامات بأجمل ترحيب ( تفضل إلى أين تذهب ؟) أنا الموظف الجديد وهذه أوراقي حسنا ألديك موبايل ؟ هل تحمل سلاح أقبل كي أفتشك . اللهم الهمني الصبر ودخلت على المدير كان مختفيا في كرسيه الكبير سلمت عليه فتكسر سلامي على طاولته ولم اسمع جوابا ولا همسة . انتظرت حتى يلتفت لي يا إلهي هل أنا شفاف ؟ هل أنا صغير وظلت الأفكار تردد في ذهني حتى سهوت عنه وعن ندائه هي أنت ماذا تريد من أنت ؟ وفزعت قليلا وأنا أعرفه بنفسي وسبب حضوري فماكان منه إلا أن كتب على ورقتي ووقع وقال خذها لأم زيد . تعجلت الخروج وفي نفسي حيرةٌ كبيرة من هي أم زيد ؟ هل هي شابة ؟ هل هي عجوز ؟ مشيت في الممر أمام غرف الموظفين ولكن لسوء حظي كان كل المارة من النساء ولم يكن بمقدوري أن أسأل واحدة منهن عن أم زيد حتى أقبل رجل طويل بنظارة وسترة قديمة عفوا سيدي أين أجد أم زيد ؟ أم زيد وماالذي تريده منها ؟ من أنت من أرسلك ؟؟؟ كانت الأسئلة مستمرة لم تمهلني أن أفتح ورقتي وأريه هامش السيد المدير . وبعد نقاش طويل نظر في ورقتي وأشار بإصبعه الى أحدى الغرف العجيب لم يتكلم ! ماذا جرى قبل قليل كان يتكلم ويسأل لِمَ اكتفى بالإشارة ؟دخلت الى الغرفة التي أشار إليها وسلمت ومن الطبيعي دون جواب كان في الغرفة خمس طاولات وكل طاولة تجلس عليها موظفة ياربي هل سينقضي اليوم عدت الى سؤالي بعد ان جهرت قليلا عفواً أين أجد أم زيد ؟ وهنا انتهرني صوت من احدى الجالسات ماعندك ماتريد ؟ لم اتفوه بكلمة بل فتحت ورقتي واعطيتها لها نظرت وقرأت الورقة فأخرجت سجلاً طويلاً وكتبت فيه أرقام ورموز وقالت اذهب الى أستاذ علي طيب أين أجده قالت في الغرفة المجاورة . هرعت للغرفة وسلمت فرد السلام شاب مهندم ورحب بي قلت الحمد لله صبرنا وظفرنا . اعطيته ورقتي فرحب بي مجددا وقال أنت معي وتعال ادلك على مكتبك خرج وخرجت معه ومشينا مسافة ودخلنا غرفة طويلة فيها ثماني طاولات وسبع سيدات فأشار الى الطاولة الأخيرة وقال هذا مكتبك وخرج وتركني في الغرفة وحدي تلسعني نظرات النسوة وتثير حساسيتي الأفكار التي في أذهانهن خطيت متعثرا حتى وصلت مكتبي . وسرعان ماهبت احداهن وفتحت جرار مكتبي واخرجت منه شيئا ملفوفا لم استطع ان اتبينه ما قرأته من الكلمات عليه( نعومة القطن ) جلست وجميعهن يرمقنني كان في الجمع سيدتان محجبتان وخمس سيدات سافرات اكتشفت فيما بعد ان الجميع آنسات . مرت لحظات من الصمت ثم بدأ المشهد قالت احداهن زينب اليوم أنت متوترة ؟ ردت الثانية اليوم فارقت ماما وأنا خائفة شوي عرفت انهن يقصدنني لم أستطع الكلام فالكلام مع النساء الغريبات مشكلة احترت وتحيرت فمرة اتظاهر بأني أصلح قلمي وتارة اتظاهر بالغفوة ثم تذكرت صديقي المهتم بأمور الدين وقلت كيف غابت الفكرة عن خاطري انتظرت حتى نهاية الدوام وركبت الحافلة قاصدا صديقي المتدين طرقت الباب فخرج وسلمت عليه وسلم علي بحرارة وحدثته بحديثي لم يتأخر في جوابه وقال نقصد الشيخ الفلاني دلني عليه قال بل نذهب اليه سوية . وصلنا وكان الشيخ مشغولا بحسابات تجارية طويلة عريضة فقال وعلامات العجلة بادية عليه ما خلفكم قصصت له قصتي فرد بسرعة ودون ترو فليرضعنك ضحكت في سري وكررت شيخنا كيف يقبلن ؟ قلهن هذا هو الشرع ومن لم ينفذ فقد خرج من دين محمد صللوسلم هكذا خرجت من فمه صللوسلم قلت ربما هو اختصار فقهي لا نعرفه وانصرفنا فقلت لصديقي بالله عليك كيف اقنعهن أن يرضعنني ؟ قال فليعصرن حليبهن في كوب فكرت قليلا مهلا هن آنسات ولسن متزوجات من اين يأتي الحليب ؟ نظر لي صديقي وقال حقا مشكلة فقال لا تيأس سنذهب لسيد فلان واسرعنا ودخلنا على السيد وهو يقرأ على شابة جميلة وهو يمر بيده عليها وأنا أقول هنيئا لك يا سيد ( ايدك بالدهن )(مثل عراقي لمن يتنعم في أمر ما ) انتهى السيد من الفتاة فرحب بنا وسألنا عن مشكلتنا فطفقت أقص قصتي فرد الموضوع جدا يسير اعقد عليهن متعة سيدنا ؟ نعم اعقد عليهن زواجا منقطعا بمهر محدد ووقت محدد . هيا اذهبا كانت العبارة اذهبا عبارة عن طرد واضح فخرجت حزينا متضيقا بحالي لم أشأ أن أركب سيارة فقررت أن أمشي حتى البيت علّي أجدد الهواء في صدري ومشيت ومشيت وإذا بصوت ينادي هي مابك التفت من المنادي وإذا بصديق قديم حال الزمن بيننا احتضنته واحتضنني وسألني عن حالي فشكوت له ما بي فقال يا صديقي دع الأمور تمر دون تعقيد لا تنظر الى المرأة أنها عورة وإن اجتناب الحديث معها واجب انظر لها على انها كيان وجزء مكمل وان الدنيا لاتستقيم من دونها وانها في العمل ليست نفس المرأة في البيت ياصديقي لو جعلت كلام المتدينين طريقة لك في التعامل مع النساء فلن تجد من حولك امرأة لا تثير شهوتك وتحرك غرائزك يا صديقي متى ما استقر في ذهنك ان المرأة عورة وشهوة قلي بالله عليك كيف ستنظر لها دون أن تثيرك ؟ . ثم استدرك فقال سأحكي لك قصة جاري الثري والذي كنّا نزوره ولا نهتم بما في بيته وفي أحد الأعياد حدثنا عن أثاث بيته المتواضع فقال تلك الأريكة محشوة بسبائك الذهب وتلك القارورة الفخارية مفخورة على هيكل من ذهب ووووو حتى فهم الجميع ان الأثاث المتواضع في حقيقته كنوز في ثياب بالية . ولم تمر ليلة حتى سرق أثاثه كله سرق بليلة حين فهمت الناس مايخفيه ودام سنين والناس تنتقد تفاهته وهي لاتعرف مايحويه .وكذلك اسهم رجال الدين في افهام الناس الشهوة ومفاتن النساء. فكرت في كلام صديقي فرأيت فيه حلا لمشكلتي وتعلمت منه طريقة مثالية للتعامل مع النساء بعيدا عن تزمت رجال الدين الذين يجردون المرأة من فكرها ودورها ويضيقون نظرتك لها بحيث لاتراها إلا عورة و شهوة ووووو