هل تعلم أن إبليس لما وسوس إلى آدم وحواء ردد الأمر بين أمرين أحدهما ممتنع وهو الخلود والآخر ممكن وهو أن يكونا ملكين وهذا من أبلغ أنواع الكيد والمكر وقيل أن آدم لما سمعه يحلف بالله اعتقد من شدة تعظيمه لله أنه لا يمكن أن يحلف به أحد على الكذب فأنساه ذلك العهد بالنهي عن الشجرة
﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ ١٢٠ ﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ ١٢١﴿ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ طه ١٢٢
نادى آدم باسمه ليكون أكثر إقبالا عليه وأمكن في الاستماع إليه وكلمه كلاما خفيا وعرض عليه ما عرض في صورة الاستفهام الذي بمعنى الحث والحض ليشعره بأنه ناصح له وحريص على مصلحته ومنفعته
اقتصر الشيطان على الوسوسة لآدم وهو يريد أن يأكل آدم وحواء لعلمه بأن اقتداء المرأة بزوجها مركوز في الجبلة
تشير الآية إلى أن استقرار محبة الحياة في جبلة البشر
(وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)إثبات العصيان لآدم دون زوجه يدل على أن آدم كان قدوة لزوجه
قوله (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) يشير إلى أن بعض الزلات ينال صاحبها بالتوبة منها درجة أعلى من درجته قبل ارتكاب تلك الزلة لأن الله تاب على آدم بعد أن أحس بذنبه وهو إنسان عادي في الجنة يطيع ويعصي ويسمع كلام الشيطان ورجع إلى الله وأناب إليه فهبط من الجنة وتاب عليه ربه واصطفاه فصار نبيا

والله أعلم