لا يمكن للمتابع لسير الأحداث العظيمة التي حدثت في الأسابيع الماضية الا أن لا يصدق ما تراه العين عبر شاشات التلفزيون من نقل حي و مباشرلانتصار اللحم الحي على آلة الدمار و القتل الصهيونيةو التي استعملت آخر ما أنتجته المصانع الأمريكية من أحدث الأسلحةوجربت الجديد منها هناك ولكن النتيجة كانت هزيمة ساحقة وكبيرة جدا للمعتدين الصهاينة وفشلا ذريعا للأمريكيينو فضحا سافرا للمتواطئين من العرب الرسميينو الأوروبيين المنافقين وفي نفس الوقت انتصار عطيم للمقاومةو قوى الممانعة و الجماهير التي خرجت الى الشارع في كل أنحاء العالمللتنديد بالمجزرة التي تكشفت فظائعها وأهوالها صبيحة وقف اطلاق النار الذي اعلنه الجانب الصهيوني بعد أن أنهك تقتيلا و تدميرا ولكن الضحية الشعب الفلسطيني المحاصر برا و بحرا و جوا منذ سنوات و المجوع و قليل التسليح الا عبر التصنيع المحلي أو التهريب عبر الأنفاق ومع ذلك لم يرفع الراية البيضاء وظل صامدا و يقاوم و يدافع بما أمكنه من وسائل متواضعةلا ترقى بأي حال الى أدوات العدو الهائلة .
واني أعتقد أن هذه الحرب تشنها العصابات الصهيونية نيابة عن الرئيس بوش والادارة الأمريكية تعويضا عن اخفاقاتهماافي المنطقة باقامة الشرق الأوسط الجديد وفشلها في العراق حيث المقاومة العراقية تستنزفها بطريقة محكمة للغاية وعقلانية جدا بعد أن ابتعدت عن المواجهات المباشرة والكبرى في المدن واختارت نهج العبوات الناسفة
و القصف من بعيد و العمليات المحدودة استنزافا للعدو و شلا لقدراته وعدم تمكينه من التقاط أنفاسه ومشاغلته لغاية عدم تحقيقه أي شيىء على الأرض كما أن الولايات المتحدة تخسر أيضا مواقع أخرى في العالم كافغانستان حيث عادت حركة طالبان بكل قوة و سيطرت على معظم افغانستان بالرغم من وجود قوات الحلف الأطلسي هناك ولكنها تعاني من الويلات وكذلك المقاومة في الصومالتتقدم وحلفاء أمريكا من الحكومة العميلةو الأثيوبيين ينهزمون ويفرون من المنطفة ومن ناحية أخرى فان قذف بوش بفردتي حذاء منتظر الزيدي قد أجج المشاعر الوطنية في كل العالم وخلق جوا من التفاعل الثقافي و الفعاليات النضالية غير المسبوقة في العالمفكان لا بد من حدث عالمي ينسي الناس تلك الحادثة ذات الدلالات الرمزية العميقة .
أما اسرائيليا فبعد تركيع جماعة أوسلو بالضفة الغربية حتى أصبحوا يشبهون الى حد بعيد جيش لحد في جنوب لبنان يحمون اسرائيل و يمثلون طابورا خامسا بعد انكشاف أمرهم بعد استيلاء قوى المقاومة على مقراتهم الأمنية و الاستخباراتية وفضحهم بالوثائق المكتشفة و كذلك بعد هزيمة الصهاينة أمام حزب الله في عدوان 2006 واعلان حسن نصر الله أنه أعد للصهاينة أضعاف ما كان عنده سابقا فكان لا بد من الاجهاز على المقاومة في غزة وهي طرية قبل ان يتصلب عودها فكان هذا العدوان الغادر وبعد أن استوعبت المقاومة الضربة الأولى وبالرغم من ايلامها الا أنها أخذت بالرد الموجع و المؤلم للعدو الصهيوني وكل القوى العالمية و الاقليمية المصطفة وراءه وقد انتهت هذه العملية بالتثقتيل الشنيع في المدنيين بعد أن عجز الجيش الصهيوني عن المواجهة المباشرة مع المقاومة وبذلك تكون غزة المحاصرة و المجوعة و قليلة التسليح و الامكانيات الاعلامية و السياسية قد هزمت كل القوى المتآمرة و مازالت تنتظر جولات أخرى من الصراع الى أن تتحرر لا غزة فقط بل كل فلسطين من البحر الى النهر و عودة كل اللاجئين الى ديارهم وطرد الصهاينة منها و عودتهم الى أوطانهم الأصلية و دون هذا الحل النهائي و العادل لن تعرف منطقة الشرق الأوسط الأمن و الاستقرار .