الحلقة الاخيرة (كيفية كتابة وصياغة البحث العلمي).
أ.مصطفى صدقي
بسم الله الرحمن الرحيم
المبحث الثالث: "الهوامش في البحث العلمي":
ان اصول البحث العلمي ذو الطابع الرصين تعد حسن استخدام الهوامش من الامور المهمة ،ذلك ان الباحث يجب ان يشير الى المصادر التي استند اليها في بحثه سواء تلك التي اقتبس منها فكرة أو معلومة أو اقتبس نصاً .. ومكان الاشارة الى هذه المصادر هي الهوامش .. والاشارة الى المصادر ليست ضرورية من باب الامانة العلمية فحسب بل ان الامر يتعداه الى تقرير صحة البحث واستناده الى ما يدعم ما جاء فيه .. وعلى ذلك وجب ذكر مصدر كل رأي أو معلومة أو استنتاج مقتبس في الهامش او في المتن او كليهما .. ان اهمية الاشارة الى المصادر هي كأهمية الاعتراف باقتباس نص حرفي لكل ماله من علاقة بالبحث.
كما تستخدم الهوامش ايضاً للتعريف بشخصية أو حدث أو لتوضيح نقطة أو اشارة الى احصائية لا مجال لادخالها في متن البحث.. كما يمكن ان يحال القارئ الى نقطة او رأي سبق طرحه في الصفحات السابقة من البحث او احالته الى صفحات لاحقة من البحث عن طريق الاشارة الى ذلك في الهامش..والمكان الطبيعي لذكر اسماء المصادر والمؤلفين هي الهوامش .. الا اذا كان اسم المؤلف او عنوان المصدر جزءاً رئيساً من البحث ..واذا لم يكن التعريف بالكاتب ذا اهمية في تتبع افكار الباحث امكن الاستعاضة عن ذكر اسم المؤلف او الكاتب صاحب المصدر المقتبس منه ببعض العبارات "يعتقد بعض الكتاب ..او يؤكد احد المهتمين في الموضوع "..
أ.ترقيم الهوامش:-
ان الاسلوب الشائع في الاشارة الى الهامش هي وضع رقم بعد نهاية الفقرة او الجملة المقتبسة او بعد اية علامة من علامات التنقيط (النقطة، علامة الاستفهام، علامة التعجب) و التي تنتهي بها المادة المقتبسة المراد الاشارة الى مصدرها ..
مثال:- ان نظرة "مالثوس" الى الدفاع الوطني والحرب تنبثق في الغالب من نظرته الى مشكلة السكان فقد اعتبر مالثوس الحرب وكانها احد الضوابط الايجابية على نمو السكان وهي الضابط البديل عن الضغط الاخلاقي (4).
اما في حالة الاقتباس غير المباشر فيجوز وضع رقم الهامش بعد اسم المؤلف المقتبس منه او بعد نهاية الفكرة المنقولة .
مثال:- ففي كتابه "ثروة الامم" خصص "آدم سمث"(1).قسماً منه للحديث عن النفقات الدفاعية وناقش المسالة عبر تطور المجتمعات، كما قام باستعراض تاريخ التنظيم العسكري من صيغته البدائية حتى اختراع الاسلحة النارية".
وهنالك طرائق مختلفة لترقيم الهوامش وهي :-
1. ان ترقم الهوامش ابتداءً من اول هامش واول مصدر في البحث برقم واحد ثم بالتسلسل حتى نهاية البحث . وتستعمل هذه الطريقة اذا كان البحث من البحوث القصيرة .
2.او ان ترقم هوامش كل فصل على حدة وتستخدم هذه الطريقة في الكتب والبحوث الطويلة.
3.او ان تعطى لكل صفحة من صفحات البحث ارقام هوامش مستقلة عن الصفحات الاخرى .. ويحبذ البعض هذه الطريقة لانها تتيح امكانية التصحيح في حالة وقوع خطأ في ترقيم الهوامش اثناء عملية الطبع والتدقيق .ولابد من الاشارة الى ان رقم المصدر في الهامش هو الرقم نفسه الذي اشير به الى المصدر في المتن ويعقب ذلك كتابة المصدر.
ب.الاشارة الى المصدر في الهامش:-
عند الاشارة لاول مرة الى المصدر في الهامش فان على الباحث ان يذكر المعلومات عن المصدر وحسب التسلسل الاتي :
1.اسم المؤلف الكامل .
2.عنوان المطبوع:كتاب أو بحث او مقالة .
3.رقم طبعة الكتاب – ان وجد اكثر من طبعة واحدة.
4.أسم المطبعة او دار النشر.
5.مكان الطبع.
6.سنة الطبع.
7.الصفحة او الصفحات التي تم الاقتباس منها في المصدر ويرمز الى ذلك بحرف ص – مثلاً ص 330 واذا كان الاقتباس من اكثر من صفحة فيرمز الى ذلك بحرفي ص ص (من صفحة كذا الى صفحة كذا).
وعند الاشارة الى المؤلف فيجب كتابة اسمه بالكامل وبالشكل الذي ورد في عنوان الكتاب ولايجوز اختصار اسم المؤلف الا في حالة كون المؤلف مشهوراً او شخصية شهيرة فأن البعض يميل الى اختصار اسمه وكتابة اسم شهرته اما اذا كان المصدر المقتبس منه قد تم تأليفه من قبل اكثر من مؤلف فأنه يشار اليهم – لحد ثلاثة مؤلفين كما ورد تسلسل اسمائهم في الكتاب المصدر .. اما اذا تجاوز عدد المؤلفين الثلاثة فالعادة ان يذكر اسم المؤلف الاول ويستعاض عن الباقين بكلمة "واخرون" وذلك اختصاراً وتعذر ذكر كل اسماء المؤلفين .
اما عند الاقتباس من بحث أو مقالة منشورة في احدى الدوريات (المجلات) فأن الاشارة الى الدورية لاول مرة يتضمن المعلومات التالية:
1.اسم كاتب المقالة.
2.عنوان المقالة .
3.اسم المجلة.
4.العدد.
5.مكان صدور المجلة.
6.تاريخ صدورها.
7.رقم الصفحة المقتبس منها.
ومن الجدير بالذكر انه في حالة عدم وجود أي من المعلومات المطلوبة سواء في الكتاب او المجلة المقتبس منها كتاريخ الطبع مثلاً او دار النشر فيجب ان ينوه الى ذلك حينما يذكر المصدر لاول مرة وفي قائمة المراجع ايضاً كان يذكر تاريخ الطبع بلا "
ج.الهوامش اللاحقة :-
يحدث غالباً ان يتكرر الاقتباس من كتاب او مجلة لدى الباحث سواء في الصفحة نفسها من بحثه او في صفحات اخرى و هنا لاضرورة لإيراد كل المعلومات المتعلقة بالمصدر كأسم المؤلف وعنوان المرجع والمعلومات المتعلقة بالنشر ومكانه وتاريخه بعد ان تم ذكرها في الاقتباس من المصدر لاول مرة وانما يكتفي بالاشارة الى المصدر بأختصار وكما يأتي:
أ. المصدر نفسه ، وكلمة Ibid للمصادر الاجنبية
وتستعمل هذه الصيغة للاشارة على التوالي وفي الصفحة ذاتها الى المصدر نفسه فيكتفي بعبارة " المصدر نفسه " او " المرجع نفسه " ..اذن في الاشارة الاولى يذكر المصدر بكامل معلوماته اما في الاشارة اللاحقة فأنه يكتفي بعبارة " المصدر نفسه " .
ب.المصدر السابق،وكلمة op.cit للمصادر الاجنبية .
وهذا التعبير يستعمل للاشارة الى المصدر في حالة الاقتباس منه لاكثر من مرة واحدة ولكن ليس على التوالي كما في الحالة الاولى بل حين يرد المصدر ثانية..وهنا يجب ذكر اسم المؤلف صيغة للدلالة على مصدر سبقت الاشارة اليه : مثال:
.
اما في حالة وجود اكثر من كتاب او مقالة لمؤلف واحد وقد اقتبس الباحث من اكثر من واحد منها في بحثه فانه يجب ذكر اسم الكاتب او المقالة مع اسم المؤلف في حالة تكرار الاقتبـاس منه
"خاتمة"
ان كتابة البحث العلمي بكل اشكاله سواء كان رسالة ماجستيرأو اطروحة دكتوراه او بحث تقتضي من الباحث المراجعة المستمرة لما كتبه دون كلل أو ملل والعودة بأنتظام للمشرف على بحثه لتلقي توجيهاته والأخذبملاحظاته او لشرح وتذليل العقبات التي تعترض الباحث.. وعلى الباحث ان يتابع باستمرار ما يصدر من كتب وبحوث ومقالات مفيدة تهم موضوع دراسته وان لايتردد في الافادة منها حتى اخر يوم من اعداده للبحث لان ذلك يرفع من القيمة العلمية لبحثه ويعزز مصادره بمصادر جديدة. كما ينبغي على الباحث الاهتمام بطبع بحثه واخراجه وشكله. وعليه مراجعة طباعة البحث لاكثر من مرة قبل الطبع النهائي . ويتوجب على الباحث قبل ذلك عرض بحثه على خبير باللغة التي يكتب بها وهي لغتنا العربية، لان الاخطاء اللغوية والطباعية تشوه البحث العلمي وتضيع بالتالي الجهود التي يبذلها الباحث لذا لاينبغي اهمالها. ان تنظيم الباحث لوقته في اعداد البحث هو احد المفاتيح الرئيسة في العمل البحثي العلمي الصحيح وغالباً ما كان اهمال هذا الجانب سبباً رئيساً في تعثر عمل العديد من الباحثين وضياع الفرصة التي توفرت لهم لاكمال بحوثهم ولدراستهم . ومن هنا فان اعداد جدول زمني لكتابة البحث العلمي ضرورة ستجعل من عملية البحث العلمي بالنسبة للباحث ليست عملية ممتعة فحسب بل سهلة ومنظمة وتنساب بصورة سليمة.
(أ.مصطفى صدقي ).