حديث جرى بيني وبين صيديقاتي حرك أشجاني حبيبتي...
أرجعني سنين للوراء عندما كنت أستيقظ على لمسات يديك الحانيتين تمسحان على وجهى وعلى صوتك الملائكي وهو يوقظني للصلاة....
لم أنس يوميا التحدي الذي جرى بيني وبينك عندما طلبت منك إيقاظي على صلاة التهجد حبا ووشوقا لأكون معك لأعرف ماسر العبرات التي كنت أراها بعينك كلما ناجيت ربك ليلا وكلما سمعت دعاء يذكر....
كنت أحاول أن أفوز بالتحدي فقد كان صعبا للغاية أن أسيتقظ لدى نداءك الثالث وإلا حرمت ذاك الفضل....
كنت أخشى أن أخلد لنوم عميق يحول بيني وبين استيقاظي فكنت أحيانا أغمض عيوني ويأبى قلبي أن يغفو....
مازالت ابتسامتك أمام عيوني عندما تسمعين ردي بأني استيقظت وكنت أشعر بفرحتك باستيقاظي مهما حاولت أن تخفيها....
ولوغلبني النوم كنت متيقنة تماما أن هناك قلب متيقظ مجند لإيقاظي فكنت أنعم بطمأنينة لا توصف.....
صحيح أن والدي رحل عنا قبل أن ترحلي بشهور ولكن بسبب سفره المتواصل لم يتعلق به قلبي كما تعلق بك ياحنونة واستطعت أن تكوني أما وأبا وكل شيء في حياتي دون أن تشعريني بأي تغير طرأ على حياتي....
لا أعرف كيف استطعت أن تفعلي ذلك ....؟!!
وهاأنا أصبحت مثلك تماما وبدأت أدرك تماما أن سند البيت شيء عظيم وغيابه مؤلم للغاية ومسؤولية عظيمية تقع على عاتقك وهم كبير عندما تتفرد الأم بذاك الحمل....
آثرت أن تخفي ألمك لتزرعي أملا في قلوبنا....
كم كنت رائعة وكم كانت تضحياتك عظيمة.... !!
عندما ذكرت في الحديث البارحة غمرت عيوني دموع وأنا أحدث عنك وكأن الجرح مازال جديدا فسالوني أتبكين يا ربا بعد تلك السنين ...!!
فأجبت نعم .. فحنيني إليها يكوي فؤادي وخصوصا عندما أحتاج لمن يشعر بي دون أن أتكلم.....لن يعوضني أحد عنك ولن يحل أحد مكانك فلكل غلاوته وقدره....وتبقين أنت الأغلى.....
طال شوقي إليك يانور عيوني...
أتراك سعيدة منعمة...!!
هل سعد قلبك بعد رحيلك.....هل خمدت نار الشوق التي كنا تحدثيني عنها....
كنت كلما حدثتينا عن الموت كنا نبكي خوفا على أنفسنا كيف سنعيش بدونك وكنا نستغرب عن أي شوق كنت تتحدثين....!!
لم أكن أفهم ما قصدك ب "اشتقت للقاء ربي" ولكننا الآن كبرنا وفهمنا وأدركنا تماما ما أردت أن توصليه لنا وأخفتيه بتلك العبارة...
أتراني سأكون معك....؟!! أتراني سأستحق ذاك الشرف....؟!!
يارب أكرمني بصحبتها ووالدي في الفردوس الأعلى....