أيتها الريح المرتعشة،المُهلهلَةُ جدائلها
فوق كتفيَّ المنحنينِ ...
المتهدِّلة أغصانها، لتلثمَ ترابي المقفَّى،
هبِّيَ الآن، سيِّري قدميَّ الكئيبتين
إني شحيح الوقتِ
دون أوزانٍ من قصائدكِ
تعشِّب الشعرَ من يديَّ المقفرتين .
................................
سأكتب أن الريح خذلتني
مثل المطر والماء كالعادة.
وأن اليبْسَ تحدَّبَ في صمتي ..
وتأخَّر في دقِّ جرس الولادة
سأردّ الريح بمدامع عيني
وأُرحِّلُ وقتي المستقطع ..
فأنا لاوطن لي ..
إلا عيناوين؛فيهما قبَّة العبادة.
..............................
أسمع حزنها المترقرق
من حصوتين في العينين..
ومزمارذراعيها يرافقه شجن قلبي ..
ويعبّ نهرها من مطري
مُرسلاً إليَّ قوارب الشعر.
وأنا لانهر لي،
لا مزمار لي،
إلا ذراعيها المغصنتين.
..............................
خريرٌ يعبّ مطري
يشهق رحم الغيم ..
يُسِرُّ بأني هزيلٌ
دون ثُميرات الحلم
غُبَّ مني بَرْدي ...
لتُسقسقَ من نهدين كالحصى.
فأنا لاماء لي
إلا الشعر.
.............................
أيتها .. الكئيبة من تسكعي
النابتة على أضلعي
لا كآبة .... إلا أنتِ
وأضلعي رماحٌ كَسَّرَها قوسُ الحب،
فمن يُعطني رماحه ...
لأغرف في وجهكِ لؤلؤ الوجد..
وأشتهي من عسلك المعتقِ
بعض الشهد.
لارماحَ لي،
إلا شعري...
وأنت طريدتي .
وهربُ النهر من المطر لايُجدي.
.............................
أيتها الجسور الشريدة من خطواتي الحزينة،
تهدَّمي .
أيتها المثيرة للحبِّ، اللاسعةُ كالعمر جسدي...
لا جِسرَ لي إليكِ،
إلا الصمت.
.......