تهى المخرج الفلسطيني عماد برناط ومساعده الإسرائيلي جاي دفيدي وبالتعاون مع شركة فنية فرنسية، من إعداد وأخراج الفيلم الوثائقي "خمس كاميرات مكسورة " قبل نحو عام والذي يروي قصة قرية بلعين في ظل بناء الجدار والمستوطنات الإسرائيلية على أراضي القرية منذ عام 2005. أسرة الفيلم الفنية أكدت أن الفيلم حصل على اكثر من خمس وعشرين جائزة دولية قبل أن يترشح من ضمن خمسة أفلام وثائقية عالمية للحصول على جائزة الاوسكار.
شراكة فلسطينية- اسرائيلية

بدأ المخرج الفلسطيني عماد برناط تصوير فيلمه الوثائقي مع ولادة ابنه جبريل عام ألفين وخمسة.
وحمل الفيلم اسم "خمس كاميرات مكسورة " في أشارة الى الكاميرات الخمس التي استخدمها المخرج في تصوير أحداث الفيلم التي تروي قصة قرية بلعين مع الجدار والمستوطنات الاسرائيلية المحيطة بها.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيحصل الفيلم على أكثر من 25 جائزة دولية قبل أن يتم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي


وخسر الفلسطيني عماد خمس كاميرات، نتيجة اطلاق الرصاص الإسرائيلي عليه من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، خلال عملية التصوير التي استمرت على مدار سبع سنوات ليل نهار دون توقف، بحسب تأكيده.
وقد وثق المخرج الفلسطيني خلال تسعين دقيقة واقع الحياة في قرية بلعين، بتصويره للحظات حملت الكثير من المشاعر لفلسطينيين بعضهم خسر أرضه بسبب الجدار الاسرائيلي فيما خسر البعض الاخر حياته خلال المسيرات السلمية الاسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في القرية
انتج الفيلم قبل عام بشراكة فلسطينية اسرائيلية وفرنسية واليوم أصبح من ضمن خمسة أفلام وثائقية مرشحة لجائزة الاوسكار.
وقال المخرج الفلسطيني عماد برناط لبي بي سي عن فيلم "خمس كاميرات مكسورة ": كاميراتي الخمس كانت الكاميرات الوحيدة التي لم تتوقف على مدار السنوات السبع الاخيرة لتصوير يوميات فيلم روحه فلسطينية وقصته فلسطينية ومخرجه فلسطيني.
ولأني اؤمن بأن الوضع لا يبقى على حاله والاحتلال زائل لا محالة قررت أن أنتج وأخرج هذا التقرير والذي وصل اليوم للأوسكار وأتمنى أن يحصل على الجائزة التي يستحقها عملي الفلسطيني بامتياز".
تهديد بسحب الترشح

وصف السفير الاسرائيلي في واشنطن فيلم" خمس كاميرات مكسورة" بالفيلم الاسرائيلي، معتبرا اياه ضمن فيلمين اسرائيليين مرشحين لجوائز الاوسكار
وتمنى السفير الاسرائيلي في أحد صفحاته على موقع التويتر للتواصل الاجتماعي الالكتروني، للفيلم النجاح كفيلم اسرائيلي، على حد تعبيره.
وقد اثار موقف السفير الاسرائيلي هذا حفيظة مخرج الفيلم الفلسطيني والذي عبر عن رفضه لترشح هذا الفيلم بأي صفة غير الصفة الفلسطينية، وأشار الى ادراكه أن جائزة الاوسكار لا تمنح للاعمال بناءا على الدولة المقدمة لها بل بناءا على هوية مخرجها
وقال المخرج الفلسطيني عماد برناط :" أنا لن أقبل أن يترشح الفيلم باسم "اسرائيل " ولن اعطي انجازي لها ...كيف يمكن أن يتم ذلك وفكرة الفيلم بالاساس هي فضح وحشية الاحتلال الاسرائيلي في قريتي وكيفية تاثير الجدار والاستيطان على حياتي وحياة شعبي وأرضي، الفيلم معروف بأنه فلسطيني ولذلك هو يستحق أن يحصل على جائزة الاوسكار "
وكان مساعد المخرج الاسرائيلي، جاي دفيدي، قد عبر كذلك عن موقفه الرافض لاضفاء أي هوية على طبيعة هذا الفيلم الوثائقي ,
وأكد مساعد المخرج الاسرائيلي، والذي هو متضامن مع الحراك الشعبي السلمي المناهض للجدار والاستيطان في قرية بلعين، أكد أن جائزة الاوسكار لا تتعلق بهوية الافلام الوثائقية بل بمضمونها وهوية مخرجها.
وقال جاي دفيدي لبي بي سي :" أنا أنظر للفيلم كفيلم وثائقي، نعم لقد مول هذا الفيلم من ثلاثة جهات فلسطينية اسرائيلية وفرنسية، علينا أن نتحرر من قضية الهوية ويجب التركيز على قصة الفيلم بعينها وهي قصة معاناة الفلسطينيين في قرية بلعين من الاحتلال الاسرائيلي "
واضاف دفيدي :" نجاح هذا الفيلم وان حصل على جائزة الاوسكار، يجب أن يمنح للفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال والعنف ولنشطاء السلام المتضامنين مع نضال الشعب الفلسطيني من اجل التحرر ومقاومة الاحتلال، هذا الفيلم لكل من قدم حياته من أجل خلق واقع جديد دون احتلال "
و بلغت تكلفة انتاج الفيلم نحو ثلاث مائة الف دولار، ثلاثون بالمائة من المبلغ وفره مساعد المخرج الاسرائيلي.
فيما تحملت شركة اليجري الفرنسية اضافة الى المخرج الفلسطيني بقية نفقات انتاج الفيلم.
جدل اعلامي

اثار فيلم " خمس كاميرات مكسورة " جدلا في الاوساط الاعلامية الاسرائيلية والفلسطينية والتي اهتمت في الاونة الاخيرة بقصة هذا الفيلم، وقضية هويته في أروقة الاوسكار .
و طالب كثيرون في الشارع الفلسطيني بموقف رسمي وشعبي موحد يحسم الجدل الدائر.
وقال يوسف الشايب الصحفي والناقد الفني الفلسطيني لبي بي سي :" يجب أن يكون هناك مؤازرة رسميتا وشعبيا للفيلم خاصة مع اصرار مخرجه على صفته الفلسطينية، وعلى المستوى الرسمي أن يدعم هذا العمل في معركة حقيقية تعكس الصراع الدائر على الهوية الفلسطينية "
وينضم فيلم "خمس كاميرات مكسورة" الى سلسلة أفلام فلسطينية سبق أن ترشحت لجوائز اوسكار، دون ان تتكلل أي من تلك الترشيحات بالفوز بالجائزة حتى الان، امر لا شك ان القائمين على الفيلم يأملون بتغييره هذا العام.
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandcu...ers_film.shtml