عن محمد حبش
إنهم يقصفون المزة
اليوم بالذات قد يكون أكثر الأيام إيلاماً وحزناً بالنسبة إلي....
إنهم يحرقون بساتين المزة ويستبيحون أبناءها
ليست المزة أغلى من أي بقعة في سوريا ذاقت هذا القهر والعذاب، ولكنها ملعب الصبا ومنصة الشباب وهدأة الروح وذكريات الإخلاص العارم.
... مزة دحية، مزة التاريخ، مزة الحب، والفرح والأمل والناس الطيبين....
مزة أبو أحمد شعيب وأبو محمد خمم وابو نعيم بعلبكي وابو غسان تباب وابو عبده شرف الدين.
مزة دحية الكلبي صاحب رسول الله
لا تدنسوها برائحة الموت
حين اختار رسول الله سفيره إلى الشام تخير أجمل أصحابه وجهاً فاختار دحية الكلبي صاحب الوجه الدري الذي كان جبريل يتنزل على صورته، وكأنه المقصود بقول الأول: ابتغوا الخير عند حسان الوجوه، إنه أول من جاء برسالة الإسلام إلى بلاد الشام.
بعد أن تم فتح الشام استقر دحية في دمشق في المزة تحديداً وعاش فيها واتخذ فيها بستاناً ودفن فيها، وقبره في مقبرة المزة معروف مشهور.
أما أسامة بن زيد وهو حبيب رسول الله وابن حبيبه فقد كتب لمعاوية أمير دمشق، أما بعد فإني سمعت رسول الله يذكر الشام وفضل الشام وإني شددت الرحال لأنزل فيها فأنزلني حيث ترى، فكتب إليه قد أنزلتك في أطيبها هواء وأعذبها ماء وأقطعه بستاناً في المزة فعاش فيها حتى أسن، وبستانه في المزة معروف إلى اليوم واسمع بستان ناعسة.
المزة الحبيبة ذكريات الفتوة وطموح الشباب ومدامع الأشواق ، تحترق....
الطائرات تقصف فيها على أبو عماها بدعوى مطاردة مسلحين....
أوقفوا قصف المزة يا بجم.... يا مجرمون .. هذه أرض طهارة وحب ورحمة وليست أرض انتقام.....