مَرثِيَّةٌ كُلَّ يَوم ..



..


من يطق مرثية كل يوم فليزر هنا :




..










طََفِقتُ أَنظُـمُ شِعـرِي كَيفَمـا اتَّفَقـا


وَ أَستَرِقُّ مِـنَ الأَضـلَاعِ مـا اتَّسَقـا


لِكَـي أَخُـطَّ عَلَيهـا قـافَ قافِـيَـةٍ


مَلَّـتْ مَواجِعُهـا الكُـرَّاسَ وَ الوَرَقـا


مَرثِيَّةٍ - كُـلَّ يَـومٍ - لِـي يُجَدِّدُهـا


حَنِينُ قَلبٍ ؛ بِمَـنْ خَلَّتْـهُ مـا لَحِقـا


فَما استَقَـرَّ لَـهُ مِـنْ بَعدِهـا سَكَـنٌ


وَ لَا بِغَيرِ التِياثِ النَّبـضِ قَـدْ خَفَقـا


وَ ما قَصَدتُ رِثـاءً ؛ غَيـرَ أَنِّـيَ مُـذْ


فَقَدتُهـا كُـلُّ بـابٍ دُونَـهُ انغَلَقـا


وَ فَرَّ حَرفِيَ عَنْ قَصـدِ المِـدادِ ؛ فَلَـمْ


أُدرِكْهُ إِلَّا بِشِـدقِ المَـوتِ قَـدْ نَفَقـا


فَكَيفَ - يا أُمُّ - لَا أَشكُو ؟ وَ قَدْ نَعُمَتْ


يَدُ الرَّدَى فِي أَمانٍ ! بَعـدَ أَنْ سَرَقـا !


وَ كَيفَ يَهدَأُ مَنْ لَازِلـتِ فِـي دَمِـهِ ؟


وَ كَيفَ يَصمِتُ ؟ إِمَّا حُزنُـهُ نَطَقـا !


وَ كَيفَ لَا يُجهِشُ المَفجُوعُ فِي نَـزَقٍ ؟


وَ كَيفَ لَا يَشتَكِي مَنْ بِالأَسَى اختَنَقـا ؟


مَحاجِـرِي بَعـدَ أَنْ جَفَّـتْ مَدامِعُهـا


لَطَمتُها ! وَ ذَرَفتُ الهُـدبَ وَ الحَدَقـا !


فَفاضَتِ الـرُّوحُ فِـي أَحنـاءِ أُمنِيَتِـي


وَ فـارَ مِـنْ هَمِّـيَ التَّنُّـورُ فانبَثَقـا


فَظِلـتُ أُخمِـدُ فِـي قَلبِـي حَرائِقَـهُ


لَكِنَّـهُ رُغـمَ مـا حاوَلتُـهُ احتَرَقـا !


فِي وَحشَةِ الليلِ ؛ لَا أَطيـافَ تُؤنِسُنِـي


مُذْ شاقَنِي مِنـهُ مِصراعـاهُ ؛ فانطَبَقـا


وَ لَا مَنـاصَ بِأَنِّـي نــازِفٌ بِــدَمٍ


مُنـذُ اجتَبانِـي بُكُلَّابَيـهِ ؛ فاختَرَقـا


رَعَيـتُ فِيـهِ بِرَغـمِ الظُّلـمِ أَنجُمَـهُ


فَلا تَلَطَّفَ - يـا أُمَّـاهُ - لَا رَفَقـا !


البُؤسَ ؛ وَ اليَأسَ ؛ وَ الأَحزانَ ؛ أَشهَقُها


فَأَنفِثُ القَهرَ ؛ وَ الحِرمـانَ ؛ وَ القَلَقـا


وَ أَقذِفُ الشِّعرَ مِنْ جَمرِ الجَوَى غَضَبًـا


وَ أَعصِفُ الحَرفَ مِنْ دَوَّامَتِـي حَنَقـا


ظُبَى المَنايا استَباحَـتْ كُـلَّ أَورِدَتِـي


وَ نازَعَتنِيَ - فِـي طَعناتِهـا - المِزَقـا


وَ حاصَرَتنِيَ ؛ حَتَّـى لَا انفِكـاكَ لَهـا


وَ قاسَمَتنِيَ - بَعدَ المُهجَـةِ - الرَّمَقـا


فَمـا لَقِيـتُ سِـوَى أَشـلَاءِ ذاكِـرَةٍ


مَرَّتْ عَلَيها الرَّزايا , وَ النَّـوَى سَحَقـا


حِبالُ مَشنَقَتِي السَّـوداءِ قَـدْ رُبِطَـتْ


وَ جِيدُ أَفكارِيَ البَيضـاءِ قَـدْ شُنِقـا


فَكَيـفَ لَا أَستَحِـثُّ الفَقـدَ قافِـيَـةً


وَ كَيـفَ لَا أَستَهِـلُّ الدَّمـعَ مُنطَلَقـا


يَدُ المَنُونَ أَطاحَـتْ بِـي إِذِ اختَطَفَـتْ


أَغلَى الأَنامِ , وَ يالَيتِي الَّـذِي سَبَقـا !