ما الفرق بين التقويم والتقييم؟
التقويم هو كالمقدرة على تنظيم حياتنا بشكل مخطط ومدروس وحسب حاجتنا ومقتضيات ظروفنا..
أما التقييم فهو تقدير وإحصاء لما قمنا به فمن هو الذي يجب أن يكون أولا؟
يقول الناقد الكبير مارون عبود [1]:
إن كلمة تقويم الحياة لا يعني فقط تقويم البلاد والعباد ولكن له معنى آخر هام وهو:تقويم المائل والمعوج,
وربما كان هذا المعنى هو المقصود.
ولو قيمنا ما يجري حولنا وحتى سلوكنا وأفكارنا فهل نحن موضوعيي النظرة؟...
نرفق بعضا مما قيل للإمام العادل عمر بن الخطاب :
لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بحد السيف يا عمر.
من بات يقولها في عصرنا بصدق؟
إن حياتنا في حاجة إلى تقييم ومن ثم تقويم حاسم .
*******
هناك تقويم ذاتي وتقويم مقابل بمعنى :عندما تتقدم لوظيفة او تحاور واعيا وناشطا ثقافيا فهو يقيمك من خلال حديثك معه بداية ,ومن ثم سلوكك ثانيا, وربما لا يجد فيك ما يبحث عنه.
من هنا دخلت باب المجلات الثقافية وعالمنا الثقافي (كنموذج قريبا منا),من حولنا وأدركت عللا عميقة لا تتبدى للقارئ النهم من القراءة الأولى وهي:
1- الشللية الغارقة في المصلحية وهذا لبعض المجلات العالية الثقافة واللغة العربية.
2- المحاور المحدودة حتى من قبل الأشخاص الواعيين والمثقفين والمشهورية بمعنى:
مجلاتهم الموجهة للمراهقين تحوي:مواهب بسيطة, ترجمات من المجلات الغربية إلينا , وبعض أبواب بسطة ,هنا نقثول:أين ترجمات نصوص عربية للغربية؟فلنقرأ بالللغات الغربية نصوصنا العربية ولم لا؟وليقرأها بعدنا من لايعرف العربية..كم نحن مقصرون هنا.
ومادمت رصدتم ميزانية لابأس بها واستفدتم من رواد ومقتنيي مجلاتكم فلم لا نضيف له هذا الباب؟.
فحتى الانطولوجية مازالت فقيرة بالجهود المثمرة والمنتشرة والتي نحن بحاجة لها فعلا.
3- البحث عن المردود المادي , وهو أمر مشروع لكنه يتحول لآلة جاحدة لحشد كوادر محدودة جدا وحجب أخرى, بمعنى أن العمل المادي المربح والمثمر بآن يعني استثمار كل ما يمكن الوصول إليه من شرائح مثقفة تملأ كياننا الثقافي,
وتعمل في الظل أو في مجال ضيق.
4-الاكتفاء بزوايا معروفة ومألوفة وغير جديدة, بمعنى لو استعرضنا المواد المنشورة في خير مجلاتنا عموما فسنجد قلة منها ما يحمل صفة إبداع حقيقي متجدد,إنما اجترار على اجترار وخاصة في الزوايا النقدية الأدبية ,
وبعضها يترجم موادا علمية قديمة فوجئت بابني حقيقة وهو يقول :
حرام عليهم أن يتكلفوا وهناك النت ينافسهم..إذن فعلينا جهودا كبيرة لنصبح أقوى من تلك المنافسة.
5 -قصور الجهود المبذولة عن البحث عن الكوادر الحديثة العهد وتبنيها بجدية وتطويرها وتنميتها , بمعنى جل ما حولنا عرض ولا يملك صفة التدريب الحقيقي وإنما هو تجاري .
ويبقى السؤال هل غاب الهدف حتى غابت عنا تلك الجهود البناءة التي نحن بحاجة لها فعلا؟.
*****
نحن نعاني من رحى تدور بنا في دائرة ثقافية مملة وروتينية,ذلك لمن نظر نظرة شاملة لعالمنا الفكري الثقافي نظرة شمولية واعية.
بحاجة لعمق معرفي ينتج عنه عمق سلوكي وثقافي بناء بعد ذلك...
عندما تسأل نفسك :ما هو الهدف من البحث عن المعارف والثقافة خاصة ( ممن ينشرونها) ؟عندما تعرف الإجابة سوف تنتظم في مسارك الصحيح..وتنمو شجرة عملك لتطاول عنان سماء الإيجابية.
نعود لمقارنة كلمتي تقويم وتقييم:
فبقدر ما أنت صادق بتقييم ذاتك وتقديرها والبحث عن هدف هام سام تتبناه,بقدر ما أنت منصف وتحث وتشجع نفسك على التطور الحثيث .
نكتفي بما تقدم ولكم الفضل في إتمامه.
ريمه الخاني 1-3-2013
[1] انظر في كتابه : قبل انفجار البركان ص 6