الإلحاح في الدعاء
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم "انظر الصَّحِيحَة : 1890"
النفحة : الدفعة من العطية
ومِن الأحوال التي يكون فيها المسلمُ حريًّا بالقبول وإجابة الدعاء، دعوته حال صيامِه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم " قال الترمذي : حديث حسن.
ويقول صلى الله عليه وسلم : « إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد » . قال ابن أبي مليكة : سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر : « اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي » الحديث ضعيف أخرجه ابن ماجه ،وابن السني ، والحاكم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ لَمْ يَسْألِ اللهَ يَغضَبْ عليه ».أخرجه الترمذي .
وعن محمد بن حامد قال: قلت لأبي بكر الوراق: علمني شيئا يقربني إلى الله ويقربني من الناس، فقال: أما الذي يقربك إلى الله فمسألته، وأما الذي يقربك من الناس فترك مسألتهم.
وعن السري السقطي قال: كن مثل الصبي، إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه، فقعد يبكي عليها، فكن أنت مثله، فإذا سألت ربك فلم يعطكه، فاقعد فابك عليه.
وروي أن أبا الدرداء كان يقول: جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .
ولقد أحسن من قال:
لا تسألنَّ بُنَيَّ آدمَ حاجةً *** وسل الـذي أبــوابُهُ لا تحجبُ
اللهُ يغضبُ إن تركت سؤالَه *** وبنيُّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ
وقال آخر:
وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيِّقٌ *** عليَّ فما ينفكُّ أن يتفرجــا
ورُبَّ فتىً ضاقت عليه وجوهُهُ *** أصاب له في دعوة الله مخرجا