تَحامِيل !!
..
أَنَستَجِرُّ هُنا استِشهادَ هابِيلِ ؟=وَ يَستَمِرُّ بِنا استِعبادُ قابِيلِ ؟
أَأَصبَحَ الحَقُّ كِلماتٍ نُرَدِّدُها=عَلَى المَقاهِي بِنَفثاتِ النَّراجِيلِ ؟
أَنَستَدِيرُ إِلَى غَيرِ اتِّجاهِ رُؤَى ؟=وَ نَستَلِذُّ هَوانًا كالمَساطِيلِ ؟
أَمَ انَّنا بِفُنُونِ الجُبنِ أَمثِلَةٌ ؟=وَ فِي البُطُولَةِ أَوهَى مِنْ تَماثِيلِ !
شُكرًا لِبِعثَةِ تُركِيَّا بِكُلِّ فَمٍ=وَ كُلَّ شُكرٍ لِهاتِيكَ الأَساطِيلِ
أَهَؤُلاءِ مَشاهِيرٌ إِذا قُتِلُوا ؟=وَ أَلفُ أَلفِ شَهِيدٍ فِي المَجاهِيلِ !
الحَقُّ أَبلَجُ فِي شَتَّى الظُّرُوفِ وَ فِي=صُمُودِ غَزَّةَ أَضواءُ القَنادِيلِ
أَيُّ المَواضِعِ مِنَّا لا يَنِزُّ دَمًا ؟=وَ أَيُّ حِلفٍ حَبانا بِالتَّساهِيلِ ؟
ما بِالتَّظَلُّمِ لِلهَيئاتِ نُصرَتُنا=فَكَيفَ يَعدِلُ مُختَلُّ المَكايِيلِ !؟
وَ ما يَضَرُّ لَوَ انَّا لَمْ نَخُنْ وَطَنًا !؟=وَ لا هَتَفنا لِوالٍ بِالتَّهالِيلِ !؟
يا أَيُّها الزُّعَماءُ ؛ استَعبِدُوا فَغَدًا=لَنا لِقاءٌ مَلِيءٌ بِالتَّفاصِيلِ
يا أَيُّها العُمَلاءُ ؛ الحُزنُ أَرَّقَنا=وَ تَهجَعُونَ عَلَى رَقصِ الخَلاخِيلِ
أَتَشجُبُونَ ؟ فَتَختانُونَ أَنفُسَكُمْ !=وَ تَمسَحُونَ دِماءً بِالمَنادِيلِ !
أَلِلصَّهايِنَةِ الأَوغادِ مَوثِقُكُمْ ؟=وَ لِلعُرُوبَةِ أَوهامُ الأَباطِيلِ !
هُمْ يَضحَكُونَ فَنَبكِي مِنْ ضَآلَتِنا=وَ يَسبِقُونَ فَنَأتِي فِي العَقابِيلِ
إِذا حَبَونا عَلَى أَشواكِ ذِلَّتِنا=طارُوا إِلَينا عَلَى مَتنِ الأَبابِيلِ
إِذا مَشَينا عُيُونُ القَصرِ تَتبَعُنا=وَ إِنْ حَكَينا فَوَيلٌ لِلتَّآوِيلِ
يُقَدِّمُونَ تَقارِيرًا مُزَيَّفَةً=وَ يَفحَصُونَ وَ تَبًّا لِلغَرابِيلِ
فَالمُخبِرُونَ استَراحُوا فِي أَسِرَّتِنا=وَ قاسَمُونا الذِي تَحتَ السَّراوِيلِ
وَ الخائِنُونَ وَ أَيمُ اللَّهِ - مَعذِرَةً -=بِكُلِّ دُبرِ كَأَوجاعِ التَّحامِيلِ
أَكُلَّما انتَفَضَتْ فِينا مُقاوَمَةٌ=تَعَهَّدُوها بِأَنواعِ العَراقِيلِ ؟
وَ اللَّهِ ؛ ثُمَّتَ وَ اللَّهِ ؛ ازدَرَيتُ يَدِي=مُذِ اكتَفَيتُ بِشِعرِي بِالأَقاوِيلِ
وَ ما رَضِيتُ بِنَفسِي وَ هْيَ خانِعَةٌ=تَلُوكُ نَشرَةَ أَخبارِ التَّحالِيلِ
كَظَمتُ حَتَّى تَفَشَّى الغَمُّ فِي كَبِدِي=فَجِئتُ أَنفُثُ مِنْ صَدرِي شَعالِيلِي
مَنْ قاوَمَ البَغَي باقٍ فِي ضَمائِرِنا=وَ لا حَياةَ لِأَشباهِ الثَّآلِيلِ
مَنْ يَطلُبِ الثَّأرَ يَركَبْ نَحوَ حُمرَتِهِ=زَوارِقَ الدَّمِ لا رَجعَ المَواوِيلِ