مهاجر
استمرت الشمس تدور وهي لا تدور – وبقي لون السماء الأزرق يطغى على لون البحر وهو
لا لون له .
هكذا بدأت بزركشة أوراقي وأنا في بلاد الشمس – وأنا أعبر البحر بزورق ورقي تائها بالمسافات – أتحدى الشوق واللهفة في عيون الأسماك وقوافل الشهب وأسراب الطيور المهاجرة وهي تنظر إلى الرحيل .
لونت رسوماتي بقوارير رماد الموتى في هياكل الأبدية – حاملا على كتفي قلوب العذارى والنذور وأسرار السيوف وفي يدي حفنة من سراب وبقية من أمواج عاتية .
تحولت من إنسان إلى إنسان – ومن طير إلى طير – ومن سكينة إلى سكينة - كي أجد المرفأ الذي أريد .
مللت كتابة الأحلام في معابد النساك القدامى – والتمعن في تماثيل النحاتين العظماء – وما زلت أشعر أني سنبلة لا تطعم غير البؤساء . الذين لا يجدون حتى العزاء .......................
نشأت حداد