لستم بحاجة الى لوحات إلكترونية
أحياناً ينخدع المرء بفارق أسعار المواد والخدمات، فإن كان كيلو لحم الخروف بعشرة دولارات وأحدهم ينادي على المشترين ليشتروا بثلاثة دولارات، على المشتري أن يتوقف ويفكر، لماذا يعرض هذا البائع بضاعته بأقل من ثلث الثمن. ومن أمثالنا القديمة ( يا مسترخص اللحم عند المرق تندم).
هذا ما حدث معي عندما اشتريت تذاكر السفر من إحدى شركات الطيران العربية، حيث كانت قيمة البطاقة تساوي 40% من قيمتها عند شركات أخرى. ولأن السفر للمغرب لا يستدعي طائرة مباشرة أسبوعية من عمان الى الدار البيضاء، كان لا بد لي من اختيار (التحويلة) من بلد ثالث.
في الانتظار بمطار البلد الثالث والذي يملك شركة الطيران نفسها، كان لا بد من الانتظار سبع ساعات. في تلك الفترة سمعت 17 اعتذاراً من الشركة لتأخر رحلات الطيران الى حلب ودكار وجوهانسبيرغ الخ. فقلت في نفسي لا بد أن يتأخر إقلاع طائرتنا، وهذا ما حدث فعلاً ولكن لساعة ونصف فقط، بخلاف طائرة موسكو التي تأخرت تسع ساعات.
وصلنا الدار البيضاء ففقدت حقيبة السفر، ولم تصلني الى طنجة إلا بعد ثلاثة أيام. وعند العودة فقدنا ثلاث حقائب، فأمضينا جل الرحلة وما بعدها ونحن نبحث عن الحقائب، وجدناها أخيراً، بعد معاناة وجهد كبيرين.
وجهت ملاحظة لأحد العاملين في الشركة، فقلت له أنتم لستم بحاجة الى لوحة إلكترونية لتعلن عن الإقلاع والهبوط، فبادر بسؤاله: كيف؟
فقلت له بإمكانكم استبدال ذلك بقولكم للمسافرين: عندما يشقشق الضوء أو يصيح الديك أو بعد العصر، ستقلع طائرتكم إن شاء الله، ضحك ولم يعلق. ولم يعرف أنني قد قلت نفس الملاحظة قبل 33 سنة عندما سافرت على طائرة من نفس الشركة!