وحمه!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كل يوم يأتي مكتبه في ذات الساعة ..منظم هو حتى في حركاته...
في كل حرف يكتبه...دقيق هو حتى درجة الملل...
هادئ بقدر ما هو ثائر في داخله....
لقمته الحلال شغله الشاغل...غالبا.
ربما قفزت أذنه إلى مكتب صديقه.. أو ربما عينيه...وربما .لمس بعضا مما لا يحب لكن لسانه تعب من النصح والإرشاد..ومازال يحاول...ورعا.
يتلافى الصدام..لأنه سيزيد الأمر سوءا...
متخم هو من الصور المرهقة..
.منهك هو من صدق لا يسمع..
سيبقى هكذا ....
وليذهب كل مغامر بسيرته للجحيم....
جل من لا يخطئ..المهم أن نقوم الطريق أخيرا...
يحمل في قلبه توقا لإحراق كل شيء حوله لكنه لا يملك بديلا الآن...
دق الباب..
على ما يبدوا صحفيين !
لم يعلم بمجيئهم! هل أحدا حاول تركيز الضوء على أمثاله؟مفاجأة غير متوقعه!
هل اكتشفوا أخيرا:
استقامته وصدقه؟
جوعه وبكائه؟
توقه لحب شريف مجنون صادق يأخذ كل كيانه يفجر ما بقي في نفسه من ركام؟
هل يعلمون أنه مازال ينتظر فرصه ذهبيه ترفعه للأعلى؟
ورغم كل هذا ساكن هو صامت حتى الشبع!
جلسوا أمامه ..صمت قصير ...
استرق النظر إلى مرآته الحبيبة ..مازالت الوحمة تؤرقه..تأكل نصف وجهه.
الله يسامحك يا والدي ويا والدتي...
كيف ستظهر صورته كيف فكروا أصلا؟
والله أنا جميل لولاها...لا أحد سيصدق ليتني أمحها من وجهي ...
مازلت أبحث ....عمن يحل المشكلة بأرخص التكاليف.
هاهو المصور .....
-رتب جلستك...أمل رأسك...حاول أن تظهر بمظهر المتحدث إلينا...لا تنظر للكاميرا...
-نرحب بك في مجلة الحقيقة..
-أهلا بكم
هلا سمعت عن كنس بقايا موظفين خاصة المرتشين لكف أيديهم؟
إن الحكومة ماضيه في مخططات التطهير..ونحن معها إلى آخر الطريق...
- محاسب أنا ولست محامي..
- -نعلم هذا جيدا نريد رأيك تماما كمواطن صالح؟
- .ربما سمعت وأحييها..... نريد إكمالا للطريق....معا جميعا. تربية وملاحقة..
أذنه قفزت إلى المكتب الآخر...أظنه سمع هو كذلك ماجرى.....تغير الرقم المرصود للإجراء القانوني!
من 20000 إلى 50000!!!!
-اشرح لنا رأيك عبر كل المؤسسات...؟
شرح مواربا الباب..فربما ضاع صدقه عبر متاهات لا يعرفها مفتوحة هي أم مغلقه...
انتهت المقابلة...
ووعدوه بظهور صورته بعد يومين...
واطمأن بعدها أن الوحمة لن تظهر...كما وعدوه....تماما.
كانت صورته تتصدر الصفحة الأولى...
سيرة حياته....كاملة...
والوحمة تضيئ كالشمس!!
أم فراس