يا أيها الليل اتئد
شعر عماد على قطري
من ذا يداوي لوعة العشاق في زمن الفراق ..
و يمنح الدرب الوجيب ؟
من ذا سيرقص في مواسم هجرة الرمل الغريب ؟
يا أيها الزمار رفقا بالفضاءْ
لا الوقت وقتك أو مكانك في استواءْ
رحلت عصافير المدائن لم تقل ..
عودي إلى الأعشاش
أو صنت المساءْ
كانت تطير وما بها غير الحنين فخنتها
و سعيت للصياد ترجوه الغداءْ
و البين أعلن هجمة ..
هل قلت : قف ..
أم غر عينك صمتنا
فنقضت عهدا بالرياءْ
كل المدائن أعلنت أن العيون مع الضياء
فلم الدروب كئيبة والليل جاءْ ؟
هل عاقرت كل المدائن جرحها
وانساب في دمها الوفاءْ ؟
صوت الأحبة واهن
و الليل قاس يحتمي بالأغبياءْ
ما عاقرت غير السكوت على الهوى
عند اللقاءْ
ما كان صدقا قولها أن العيون مع الضياءْ
سكبت عيون الوجد أوجاعا بها
فازاورت سكك الوعود
وأرهقت صمت النداءْ
قدر الأحبة لوعة
و دروب وجد غالها سيف الحياءْ
الليل والظلم الشديد وحاسد
قد أشعلوا نار العداءْ
لا يرغبون بعشقنا ..
هل أرق الحساد وصل ؟ والقلوب ندية
أم هزها منا الوفاءْ ؟
هم يحسدون قلوبنا ..
لا يعلمون بجرحنا ..
وقلوبهم نبع الجفاءْ
أما القلوب قلوبنا ..
أنعم بها
حبات وجد أزهرت شمس العطاءْ
لا نرتضي غير الأحبة والمحبة
و الدموع دليلنا عند اللقاءْ
يا أيها الليل المغامر بالأحبة برهة ..
أو ما ترى دمع القلوب قد انهمرْ ؟
رفقا بها تلك القلوب فإنها
أندى من الزهر الرقيق
و دمعها أنقى كثيرا من مطرْ
ما بالكم يا ليل هجر ترتضي
ظلم القلوب ولا ترى نزف الدماء ..
أسركم جرح البشرْ ؟
هذي القلوب حياتها وصل
و أشواق اللقاء
و فرحة عند اللقاء المنتظرْ
فلم التربص بالقلوب تريدها ترض الفراق
و حلمها حضن الحبيب على خفرْ
فارفق بنا يا ليل هجر واتئد ..
إن الدموع سخينة
تؤذي الخدود ومقلة ..
هل قلبكم صلد .. حجرْ ؟
إن كان قلبك معتد فارقب قصاصا
و انتظرْ ..
سنضيء آلاف الشموع وشمسنا
ونبدد الليل الكئيب بعشقنا
فارحل و أنت المحتقرْ
إنا نلوذ بعزة ورحابنا
والصدق يحمي حبنا
يوم اللقاء على القمرْ