بمشاركة 21 فناناً أجنبياً وأربعة سوريين..
ملتـقى دمشـق الدولي للنحت على أرض معرض دمشق الدولي القديم
يقام ملتقى النحت الدولي في الفترة الواقعة مابين 20-11/20-12/2009 على أرض معرض دمشق الدولي القديم .. لتزيين فضاءات دمشق وساحاتها وطرقاتها، بمنحوتات لأشهر النحاتين العالميين، ممتزجة بروح شرقية مستمدة من تراثها وحضاراتها القديمة.. وقد تجول الفنانون في أرجاء سورية القديمة والمعاصرة، قبل البدء بالعمل النحتي، الذي سيستمر قرابة شهر.. ومن ثم تقوم المحافظة بتوزيع المنحوتات في أرجاء دمشق. والملتقى فرصة للحوار البصري بين الغرب والشرق، وتبادل الخبرات، شارك فيه 21 فناناً من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، من ضمنهم أربعة سوريين وهم:مصطفى العلي- لطفي الرمحين «مقيم في فرنسا» -بطرس الرمحين «مقيم في إيطاليا» - أكثم عبد الحميد. وتم تجهيز مواقع العمل، واختير الحجر التدمري لما له من عظمة تاريخية، ويعد من الطبقات الصخرية القاسية.. وتساعد النحّاتين مجموعة من النحاتين الشباب، إضافة إلى مهنيين وحجّارين، وتقام أمسيات موسيقية ترافق الملتقى. وخصصت خيمة خاصة لليافعين من عمر 8-16 سنة ليحاولوا إنجاز أعمال نحتية كخطوة لنحّاتي المستقبل.. وقد أقيم مؤتمر مساء 25/11 في فندق الشام بحضور الفنانين المشاركين، والقائمين على العمل والمهتمين، ترأس الجلسة الفنان مصطفى العلي... على هامش المؤتمر التقت «البعث» مع بعض الفنانين ومسؤولة العلاقات العامة.
الفنان الياباني كوتو يوشين
تجولتُ في دمشق، وأعجبتني كثيراً، رأيت فيها ما أبحث عنه، فأنا أفكر منذ خمس وعشرين سنة بنحت تمثال لقصة المياه، وأعتقد أنني حينما وصلت إلى دمشق واطّلعت على أجوائها القديمة ( أسواقها - حاراتها- أزقتها - منابع مياهها) وصلت إلى ما أريد، فقصة المياه في سورية - ودمشق تحديداً- ستكون موضع منحوتتي، التي سأجسد فيها قصة المياه، وأنفّذ مشروعي الذي طالما حلمت به.
الفنان البلغاري - كافين تانيف
حين وصلت إلى دمشق أحسست بطاقة إيجابية تحركني، فكل شيء فيها يوحي بالحيوية والنشاط، والحركة الدائمة، هذه المدينة الساحرة التي يتجاوز عمرها 5000 سنة قرأت عنها الكثير في كتب التراث... عن حضاراتها القديمة وتاريخها وأبجديتها الأولى، وتراثها... وبدأت أفكر بمشروعي الذي يتعلق بالحركة بطبقات دمشق القديمة التي اندثرت، أو غُمرت وبُنيت فوقها طبقات متعاقبة. وسيكون مشروعي تراثياً، يتعلق بتراث دمشق المعماري، ويتألف من طبقات من الحجر الكلسي القاسي ترتبط بطبقات دمشق.
الفنان الإيطالي
فرانشيسكو كريموني
أكثر شيء أحببته في دمشق الطراز الأثري المعماري القديم الذي لمسته في منازلها، وحاراتها وأزقتها فاستوحيت أفكاري منها. من هنا، سأنفذ مشروع على صورة بابين أثريين، دون اتصال بالأعلى، أشبه بالأعمدة التي يقوم عليها المنزل، وفيها معنى تجريدي: وهو تجاوز المكان إلى الأمام، وتجاوز المرور من الممر أو الباب إلى شيء آخر أكثر عمقاً. وكنت أفكر بهذا المشروع من بعيد، وحين تجولت في دمشق القديمة واطلعت على أجزائها تعمقت الفكرة بداخلي.
الفنان الألماني المقيم في إيطاليا يوري جوهانس ميتلر
لم أكن أتوقع أن دمشق جميلة إلى هذا الحد، راقتني أسواقها الحديثة ومحالها الكبيرة، وساحاتها، وأحببت جبل قاسيون الذي يطل من الأعلى على دمشق. ووجدت في دمشق القديمة التراث الحضاري للعمارة، والطراز التاريخي لعصور متتالية، أعجبت بقببها وأقواسها، وسأنفذ مشروعي النحتي وفق هذا الأنموذج التاريخي..
الفنان السوري المقيم في فرنسا لطفي الرمحين
طبعاً، أنا لست غريباً عن دمشق، لأن زيارتي لها متكررة كوني سورياً من دمشق. عملي سيكون تجريدياً ولم أحدد ما هو، لأنني أعمل وفق اللحظة الانفعالية التي أكون فيها، فحين أكون على البحر أتحاور معه وأبدأ. وأنا أشجع ملتقيات الفن عامةً، والنحت خاصةً، في كل المحافظات السورية والمدن، إذ شاركت في ملتقى النحت في السويداء في الصيف الماضي. وأعلق على منحوتات تدمر التي تعود إلى أكثر من 2000 سنة، شيء يدعونا إلى الدهشة من هذا الحجر الذي قاوم عوامل الزمن والطقس، وفي براعة النحات آنذاك، ومن إتقانه فن النحت، واستخدامه تقنيات متعددة.. هذه هي الروح الشرقية التي تعيش بداخلنا، فنحن المغتربين تأثرنا بتيارات متعددة، وخليط من الثقافات الغربية الممتزجة بالروح الشرقية، قد يكون مشروعي مما أنجزته في السنوات الأخيرة من عالم البحر، وقد يكون فكرة قديمة.
الفنان السوري
مصطفى العلي
أنا أحب المطر، وبلادنا بحاجة إلى مطر، لذلك سيكون مشروعي حول علاقة الغيوم بالجبال، لكن غيمة من حجر، وهو عمل ضخم جداً يصل وزنه إلى 12 طناً مربع الشكل، فيه مسحة شفافة رومنسية تجريدية المعنى: الغيمة وما تحمله من خير ننتظره، والغيمة رمز لأشياء كثيرة، وأتمنى أن يحقق الملتقى الأهداف التي أنشىء من أجلها. وأنوه بأن هناك اهتماماً عالمياً بالفن السوري، والنحت السوري، وأن العمل التجريدي الفلسفي ليس لغزاً مبنياً على المطلق، فليس بالضرورة أن يفسر العمل المهم الاستمتاع بجماله وبراعة تقنياته، النحت لغة عالمية، مثل لغة الموسيقا وأية لغة أخرى، تعود إلى 2000 سنة خلت، ودمشق بلد الحضارة، التي تتالت عليها كل الحضارات والثقافات، وهي مركز تلاقح الثقافات الغربية والشرقية، وتبادل الخبرات الفنية لأشهر النحاتين العالميين، الذين سيزينون دمشق بمنحوتاتهم الممتزجة بروح الشرق وسماته.
ميساء صلاحي
المسؤولة عن العلاقات العامة والتنسيق العام
الفكرة هي تزيين ساحات دمشق وطرقاتها، وأماكن معينة فيها، بالتعاون مع المحافظة، وتم اختيار أشهر الفنانين العالميين، الذين التقوا في مدينة كرارة، وهي أشهر مدينة في العالم بفن النحت.. دوري كان من خلال العلاقات العامة والعمل بكل ما يتعلق بذلك، من حيث الدعوات والزيارات والتنسيق مع الإعلاميين، وتأمين الأجواء المناسبة للفنانين القادمين، وتقديم أية مساعدة لهم، والتطوع بالعمل معهم.