أسرق من حاضري اطلالة على ماض ، و أمسك شرارة نار لأضعها على قلب أحب كثيرا ، و أخلص كثيرا ، و انتحر مرات و مرات ...ماكنت أصدق أن بابا آخر يفتح ، و أن أزهار البنفسج تحدثني من جديد
عن خطوات أشعة الشمس ، وأن نهايات الليل تصبح بداياته ، وأن منتصف النهار يجلسني قريبا منك ... كم بحثت في فراغ لا ينتهي ، و بكيت ما لايعود ، وقلت كم مرة : هكذا حياتنا ، هكذا أقدارنا ، هكذا في كل عشية أنهض لأنكئ جرحي من جديد . و كنت تتفرجين على بكائي ، كنت تذكرين زمنا جميلا من حياتي ، كنت الضاحكة الباكية ، كنت الحاكية الشاكية ، كنت وكنت و كان الصباح من وجهك لا ينتهي ... وأتيت بخيط ، أو بسلك ضوئي ، حاولت شنقي ، حاولت ترهيبي ، حاولت تعذيبي ...حاولت و حاولت ، و بكل رحمة أعتقت البلبل ، و سقيت العندليب ، و أحييت ما مات باشراقة ، بأغنية لم يلحنها الا مساء صيفي جميل سأكتبه على ورقة التوت بشجرتنا الوارفة .
أنت الآن كما أنت بالأمس لا فرق ، سنواتك في منطق الحب لا تغير فيك شيئا ، دوما أنت تلك الزهرة التي تحافظ على نضارتها و بهائها و سحرها وروعتها و جاذبيتها مدى الحياة ،أنت لي مهما حدثت من زلازل ، و مهما كان من اعصار ،و مهما رسمت من خطوط ووضعت من ألوان ، أنت من ألبستك ثوب الحب قبل أن ينتبه أي انسان ، و قبل أن يدغدغ جمالك أي ولهان ، أنا من أشرف على ماء النهر المترقرق ، وكان الظمأ في أوج سورته ، أنا أول ضحايا وقفتك و سطوة طفولتك تلك التي كانت مشنقتي أو حريتي في منتزه الحب .أنت لي و ان ألبسوك أكثر من عباءة و أكثر من فستان ، و نعتوك بأكثر من صورة ، أنت لي اليوم وغدا ، أنت ما لاأستطيع أن أصف ،أو أن أقول أكثر من هذا .