خرجت من بيتها مسرعة مهمومة ...فآخر التحاليل الطبية تفيد بأن إبنها الوحيد البالغ من العمر ستة سنوات
يعاني من نقص شديد في الكالسيوم سبب له هشاشة في العظام و قد حاولت معه مرارا و تكرارا عبر عديد الخطط والحيل كي تجعله يتناول الحليب و مشتقاته لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.. كانت تحث الخطى نحو المركز التجاري القريب من بيتها الفاخر و تفكر في إستنباط حيلة جديدة لإبنها المدلل.. فجأة لمحت رجلا مسنا شديد النحافة يبدو أنه متسولا ’ توقفت قليلا لتجول برأسها الفكرة ثم تقدمت نحوه لتحييه و تعرض عليه فكرة مرافقتها لبيتها فتبسم المسكين و أومأ برأسه معلنا موافقته ظانا أنه سوف ينال من لدنها إكرامية كيف لا ؟وهي إمرأة تظهر عليها علامات الغنى ...إشترت المرأة الجميلة بعض الأغراض كان من بينها الحليب و الجبن ثم عادت إلى البيت برفقة صديقها المتسول و هناك عزلته وحيدا في إحدى الغرف ثم أمرته بأن ينزع قميصه فصعق الرجل !و دارت برأسه عديد التخمينات من بينها قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إمرأة العزيز.. لكنه تراجع ليتساءل بينه و بين نفسه :حاشا لله ما الذي جعل هذه المرأة الجميلة تُعجب بمتسول عجوز مثلي ؟ ثم صاح بأعلى صوته : إني مريض ...إني مريض لا أريد ..لا أريد .. لكنها قاطعته بلهجة حادة : عليك أن تنزع قميصك الآن تيقن أنه لن يصبك مني إلا خيرا عندها عادت إليه الطمأنينة فنزع القميص ليبقي بملابسه الداخلية و يشرع في النظر إلى قوائمه النحيلة و يسأل نفسه : ترى إلى هذه الدرجة أُُعجبت بي هذه الجميلة ؟ فهل أنا أشبه مهند المسلسل التركي أم أشبه أحد ممثلي هوليود ؟ و بينما هو يسبح في تفكيره دخلت عليه المرأة فجأة بصحبة إبنها الصغير و بيدها الحليب و الجبن لتشير إليه مخاطبة إبنها : أرأيت الذي يمتنع عن شرب الحليب و أكل الجبن كيف يصير نحيلا مثل هذا المتسول ! أنظر غارت عيناه كيف نتأت أضلاعه لتصير مثل الحطب ...هيّا أشرب الحليب و إلاّ صرت مثله ...عندها عرف صديقنا المتسول أنه فعلا مهند لكنه مهند في مسلسل آخر عنوانه (الجبن و الحليب )