بسم الله الرحمن الرحيم
التمر والتين والزبيب
-------------------------
هذا هو الموضوع الثاني بعد القرنفل من مشروع كتابي الجديد ان شاء الله
كان البرد شديداً والناس بطبيعتهم التي فطرها الله عليهم قد ارتدوا الملابس الشتوية واغلقوا النوافذ الخارجية وجلسوا بجانب المصادر الحرارية يتسامرون بليل الشتاء الطويل
والبعض يتناول المكسرات والبزر وهم يتسامرون والبعض لا يدرك تلك الخطورة من كثرة الملح الذي يتم تناوله من خلال تلك المكسرات
ومن تأثير ذلك على القلب والكلى ويؤدي الى احتباس البول أو تقليله في وقت يفقد الجسم آلية التعرق بسبب انغلاق مسامات الجلد طالبة الدفء وفي هذا الفصل تكثر الجلطات الدماغية والقلبية بسبب ارتفاع الضغط وخاصة لكبار السن
في غمرة هذا الصراع يشتد التأثر على الحالة النفسية لشيخ الأمة وقائدها الصحي
منذ آلاف السنين والذي اقتات على مائدته القادة والملوك في سالف العصر والزمان
إنه التمر الذي صارع البيئة فتلائم مع حرها وبردها صيفها وشتائها صمد أكثر من الجبال ذات الرواسي المتينة
والتي انهارت أمام عوامل الحت والزلازل فانهارت منها أجزاء كبيرة وشجرة التمرصامدة ورافضة أن ترضخ لتلك العوامل فلديها قدرة أودعها الله بها للمرونة بالتعايش مع كل هذه العوامل القاسية
ولكن في هذا الزمن فإن شباب هذه الامة وأسرها قد عزفوا عن التمر والاجتهاد بالحصول على الحلوى المصنعة التي تهتم بلذة الطعمة ولا تعير اهتماماً للمحتوى كما هو حال الفتيات والشباب لاهتمامهم بأشكالهم الخارجية على حساب المضمون فتراهم يلهثون
وراء المظاهر فينفقون جل أوقاتهم في هذا المجال فجلبوا لأنفسهم الأمراض النفسية والعضوية والشقاء الأسري وتفشي ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري وتشرد الاطفال الذهني والمادي
فقرر الشيخ الجليل بخبرته وعقله الراجح أن يعيد لنفسه دوره في استلام القيادة الصحية للأمة فأخذ يدرس الواقع دون ملل فأوصل الليل بالنهار وهو يواجه الكثير من الصعاب في فهم هذا التحول وكذلك الحب الشديد الذي تركته تلك الحلويات المصنعة في نفوس البشر ولكنه قرر أن لا ينهزم أمام الباطل
مهما كانت التضحيات وبقي فترة طويلة من الزمن وهو يسبر أغوار المناطق ويقرأ شدة تأثرها بتلك المصائب وبعد طول تفكير قرر أن لا يكون بديلاً بالقوة عن هذه الأنواع الكثيرة والمحببة لنفوس الناس
قال في نفسه لا أحب أن أكون مستبداً برأيي للبشر وقد أحبوني قديماً وهذا الجيل يحترمني ودائماً يذكرني بخير وإني سوف أحتفظ بهذا الاحترام وأعمل إلى تحويله إلى حب لا إلى قمع
وبعد طول تفكير استدعى زملائه التين والزبيب وشرح لهم الحالة كاملة والنتائج التي توصل إليها وعليه فقد طلبتكم حتى نضع خطة ننطلق فيها نحن الثلاثة في حل هذه المشكلة وإني بحاجة ماسة الى أمرين
الشورى معكم فالرأي الفردي أخطاؤه كثيرة وصنع القرار من فكر الجماعة لخير البشرية
سيكون علاجاً ناجعاً وبديلاً محبوباً للناس عندما يدركون الفائدة الكبيرة من خلال تقديمنا الخير له
قال التين وهو الصديق القديم والذي لا يقل صموداً
عن التمر أمام متاعب الطبيعة أنا معك فقال الزبيب الأخ الأصغر والذي تحمل من البشر الكثير
من الاساءة له بعصره وتحويله في بعض الأحيان دون ارادته إلى عصيراً ضاراً بعد تخميره ولا زالوا يتلاعبون بفطرتي ليبحثوا عن لذات وقتية يدفعوا ثمنها من عقولهم
و أنا أيضاً معكم عسى أن نصل مع هؤلاء البشر لحل مشكلتهم ومشكلتي معهم
قال التمر نحن متفقين على الهدف
ولكننا نحتاج لتدبير وخطة لمواجهة الصعاب والمفاجئات فهز الزبيب والتينرؤوسهم كعلامة على أنهم مستعدون للمواجهة
فأكد التمر علينا أن نقيم محطة إعلامية هادفة ونضع فيها إعلاميين مثقفين ولديهم دراية بالثقافة الصحية وتوعية الناس بمضار الغذاء ومنافعه قال الزبيب –
إن النفقات المادية ستكون على حسابي لأن رصيدي المادي كبير في الغرب بسبب استخدامهم الدائم لعصيري وتحويله الى خمر محبب اليهم
وقال التمر أنا سوف أقوم بالحجز على الأقمار الصناعية وسأحمل مفاتيح التشغيل
عندي حتى لا يخترقنا الكاتو أو الهريسة
وقال التين أما أنا فسوف آتيكم
بالكادر الفني المتمكن من الاقناع العلمي بفوائدنا لجسم الانسان وحياته النفسية والاجتماعية
وهكذا كانت البداية بأن يدخلوا بيوت الناس من أوسع أبوابها بالعلم وليس بالسيف حيث أن القوة التي تحتل إرادة الناس تجعل تعاملهم كله بالخوف وهم بعيدين عن الحب والمتعة – فنتائج ذلك خطيرة على الصحة النفسية والعضوية فنصبح
كأشد ضرراً لنفوسهم
من غيرنا –
وهكذا انطلقت دعايتهم في قناة الجزيرة
واقترح البعض أن توضع الدعاية بقناة روتانا
ولكن التمر رفض وقال الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة فهذه قناة أفسدت شباب الأمة
وهكذا دخلت القناة الصحية الفضاء
ولكن الانتشار بطيء بسبب كثرة الإعلام المزيف لعقول البشر عند ئذ اتصل التمربالدكتور فيصل القاسم وقال له أرجو أن تعمل لنا في برنامجك الرائع حلقة بيني وبين الكاتو
ولم يخيب الدكتور فيصل ضن التمر وكانت الحلقة رائعة
وقد انحاز الدكتور فيصل كعادته مع الحق وخرج الكاتو يجر أذيال الخيبة وكانت هذه الحلقة سبباً في غزو تلك القناة
البيوت كافة وبدأت برامجها الهادفة تبث الاربع وعشرين ساعة
وصدم الناس من الغفلة التي كانوا يعيشون فيها
وتلك الامراض تنهش بهم من جراء تناولهم لهذه الحلويات المصنعة
من السكري والضغط وأمراض القلب وعسر الهضم والتوتر والأرق والسمنة
وبالمقابل عرفوا فوائد التمر والتين والزبيب للكبد ورفع جهاز المناعة وتنقية الدم والقوة العضلية والراحة النفسية وتنشيط الذاكرة وإزالة الشرود والكوابيس وإزالة عسر الهضم وعسر التنفس
فبدأت الاتصالات على القناة تنهال بالألاف يطالبون هؤلاء الابطال بأن يكونوا أسياد المائدة مع ما يقترحونه من أنواع أخرى
قال المذيع وهو من أهل الغوطة الأبطال
أقدم لكم نفسي أنا ثمر الجوز الذي عشت في هذه البلدة الطيبة والتي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة سأقدم لكم أول وجبة فيها الخير الكثير لكم ولأطفالكم
تأتون بالتمر والزبيب والتين المجفف وتدقوهم جيداً حتى يتجانسوا وتّذروا فوقهم السمسم ثم تضعونها بالفرن وتخرجوها قبل النضج
ومن ثم تأتون بي وتكسروني ولن أتألم
بل أنا سعيد في تخليص بلدي من هذا البلاء الذي حل بها وتوزعوني فوق تلك العجينة ولا تتركوا ثغرا وبعدها تضعون العجينة بالفرن من جديد حتى يتم النضج تماماً ومن ثم تخرجونا من النار لأننا أصبحنا جاهزين لأن نكون وجبة رائعة
لأ طفالكم صباحاً بعد وجبة الإفطار فهي تعطيهم القوة وتعينهم بالمدرسة على متابعة الدروس باهتمام وانتباه
وأيضاً للنساء اللواتي يعانين من فقر الدم وللرجال أصحاب العمل اليدوي وحتى الرجال أصحاب العمل المكتبي
واتصل التمر شاكراً الجوز على هذه الوصفة الرائعة وقال له إن التين لديه هدية يقدمها على الهواء مباشرة
للناس فأذن له المذيع صاحب الطبع الهادئ المقاوم للظلم والظالمين
قال التين أيها الناس الطيبون تأخذون مني ثلاث وتضعوني في كوب ماء ليلا وتشربون الماء
على الريق ولا مانع من أكلي بعدها فإنني سأقدم لكم خدمة صحية رائعة بأن يزول الإمساك عنكم والصداع المرافق له وأن يتحرر مجرى البول ويزيل الرمال والأملاح عنه
وهدية أخرى لكم = تأخذون مني ومن صديقي الغالي الزيتون ثمار من شجرته المباركة وتدقوني معه ويكون مرهم قاضي على البواسير
وكان الزبيب يجلس بحياء بين التمر والتين
حيث أن التمر كان مشغولاً باهتمام الناس به
وبأصدقائه فاتكأ دون علم على الزبيب المسكين وصرخ الزبيب
قائلا يا أخي لا تعصرني فأنا مللت من استهلاكي بهذه الطريقة فاعتذر منه التمروأقسم بانه لم يره
– وبادر التمر قائلاً هل لديك شيء أيها الزبيب تقدمه للناس قال الزبيب نعم فأخذ جوال التمر وبدأ يكلم مذيع محطة الصحة قائلاً سأقدم لك بعض من النصائح هدية لشعبنا الطيب
فأنا أقوي المعدة والكبد والطحال، وأنفع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة
. والأفضل طبخي بالماء وتحليتي بالسكر فإني أعمل
على تلطيف السعال وإخراج البلغم
وتنظيف الطرق التنفسية في حالة الالتهاب وتقطير البول
فأقوم بنقع ملعقة طعام مني في كوب من الماء الساخن واترك حتى الصباح فأشرب على الريق
والأفضل أن أنقع مع التين والتمر ونشرب كي ننقي الدم
ونقاوم الجذور الحرة وننفع القلب
وشكر التمر صديقه العزيز الزبيب خاصة في معالجتهم للكبد
وقال التمر في نهاية الحلقة سأقدم لكم نصيحة احفضوها عني
ان الله عز وجل وضع في داخلي عناصر كثيرة لا أعطيها إلا لكم وأحتفظ بها دائماً على أمل أن تأخذوا مني هذه الفوائد
لأ جسامكم
فأنا أقوي مناعتكم وأقوي الدماغ والنظر لديكم وأجعل من جهازكم الهضمي مرونة عالية في تلقي الأطعمة وهضمها والاستفادة منها وأمنع فقر الدم عنكم وأعالجه وأعالج عظامكم
وأفيد الأولاد والصغار والشبان والرياضيين والعمال والناقهين والنحيفين والنساء الحوامل. وأزيد في وزن أطفالكم وأحفظ رطوبة عيونكم وبريقها وأمنع جحوظ كرتها وأكافح الغشاوة وأقوي الرؤية وأعصاب السمع وأهدئ الأعصاب وأقويها وأحارب القلق العصبي وأنشط الغدة الدرقية وأشيع السكينة والهدوء في أنفسكم
وألين الأوعية الدموية وأرطب الأمعاء وأحفظها من الضعف والالتهاب وأقوي حجيرات الدماغ والقوة الجنسية وأقوي عضلاتكم وأكافح الدوخة وزوغان البصر والتراخي والكسل - عند الصائمين والمراهقين
- وأن أحد أجيالي وهو الرطب يساعد على خروج الجنين ويقلل النزف بعد الولادة،
أما طريقتي للدخول إلى أجسامكم فان تأكلوني مع اللبن الزبادي صباحاً أو أن تنقعوا مني خمس حبات على كوب حليب ساخن من الحليب حتى أتفاعل معه وتغطوني حتى لا أبرد وتتركوني نائم في أحضان الحليب حتى الصباح فتشربوا الحليب وتأكلوني وألف صحة وهناء لكم
ولا تنسوا أن الله عز وجل طرح البركة في كل جسمي فأنا أعطي بودرة بيضاء لحفظ الحياة والتكاثر وهذا ينعكس على الانسان لأنني أحبه وخلقنا الله لخدمته فهذه البودرة لها فعالية قوية في معالجة العقم عند النساء
والرجال بخلط مئة وخمسون غرام من هذه البودرة على كيلو عسل وأكل ملعقة متوسطة قبل كل وجبة فإنها ستقوم بتقوية المبايض عند المرأة ولا يضاهيها دواء بالعالم كما أنها تزيد في تعداد الحيوانات المنوية عند الرجل والحركة
وكذلك للنوى الذي أرعاه داخل بطني فهو فعال في تنظيف الكلى ورفع مناعة جسم الانسان وإزالة السموم من دمه غلي وشرب وأفيد عينيه جمالاً وعلاجاً كحلاً
هذا وإن صديقي التين يعطي أوراقه بكثرة لكم لتغلوها وتشربوها فتنظف صدوركم من التلوث وتريح أمعائكم وتدر البول لديكم
وأخيراً اتصل المربد بقناة الصحة وقال سوف أقدم لكم المزيد من الأعشاب والأطعمة
ذات الفوائد للإنسان وستكونون القناة الاولى المحببة لدى الأسر العربية
وخاصة إنني قررت أن لا أنسى بتقديم ضيوف كثر على شاشتكم المحترمة
من أصحاب التخصص في العلوم المتنوعة
– وفقكم الله وأخرجنا من الظلمات الى النور وهدى شبابنا
إلى طريق الحق لأنهم هم القواعد المتينة للأمة