السلام الذي أغضب الإسرائيليين!
د. فايز أبو شمالة
غضب الإسرائيليون على "إهود أولمرت" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وطالب بعضهم بمحاكمته بتهمة المساس بأمن الدولة العبرية، عندما قال في ندوة نظمتها مجموعة "مبادرة جنيف": إن السلام لا يمكن أن يتحقق مع الفلسطينيين إلا إذا تم تقسيم القدس وتمت تسوية قضية اللاجئين!
فما هو مقترح حل "إهود أولمرت" لقضية اللاجئين، ولقضية القدس الذي أوشك على التوصل لاتفاق بشأنهما مع السيد محمود عباس كما قال؟ ولماذا غضب عليه الإسرائيليون؟
أولاً: الحل المقترح لقضية اللاجئين؛ وقد كشف عنه "أولمرت" حين قال: إنه وافق على استيعاب عدد رمزي من اللاجئين الفلسطينيين، أقل من 20 ألف لاجئ في تخوم إسرائيل، ولكن الرئيس الفلسطيني لم يوافق. فنشأت فكرة استيعاب 100 ألف لاجئ فلسطيني في الولايات المتحدة الأميركية ليصبحوا مواطنين أميركيين".
فأين هو حل قضية اللاجئين وفق ما كشف عنه الرجل؟ وهل انحصرت قضية ملايين اللاجئين في مئة ألف يهجرون إلى أمريكا؟ وما الذي يغري السيد عباس في هذا الحل، ليطالب باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها مع "إهود أولمرت"!؟ وإذا كان هذا الحل السخيف لقضية اللاجئين يثير غضب الإسرائيليين، فماذا يتوقع الفلسطينيون؟.
ثانياً: الحل المقترح لمدينة القدس، وكما شرحه "أولمرت" حين قال: "إن قضية القدس لن تجد لها حلا إلا بإعادة تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ ولكن كيف تكون القسمة يا "أولمرت"؟ أجاب: "يكون القسم الفلسطيني عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة".
لاحظوا أنه يقول: "القسم الفلسطيني"، ولم يقل: "القدس الشرقية التي احتلها سن 1967"، والسبب يرجع لإضافته أجزاء من القدس الشرقية إلى عاصمة الصهاينة، حين قال: "والقسم الغربي من المدينة زائد الأحياء اليهودية في القسم الشرقي تكون عاصمة لإسرائيل". بمعنى آخر؛ إنه يضم معظم القدس الشرقية؛ والتي يقطنها 200 ألف يهودي إلى الدولة العبرية، بل أوغل "أولمرت" في تجاهل حق المسلمين في القدس حين قال: "أما الأماكن المقدسة، فيجب أن تكون تحت سيادة دولية"!.
فأين هو الحل العادل لقضية القدس وفق مقترح "أولمرت"؟ وهل من فلسطيني عربي مسلم يقبل بهذا المقترح المسخ؟
وإذا كان حل قضية القدس واللاجئين وفق هذا المقترح التعيس تثير غضب الإسرائيليين، فأي حلول يطمع فيها المفاوض الفلسطيني، وماذا ينتظر؟