نحبهم فقط لأننا نحبهم ..
نودهم .. نبذل من أجلهم قصارى قدراتنا .. جل أيامنا تغرب شموسها بالتفكر في سبيل إسعادهم ...
و نعزو عدم مبادلتنا ذلك لظروف لهم قد لا نعرفها أو ندرك أبعادها .
و تستمر الحكاية ...
و كم جعلنا من أمانينا جسرا ليعبروا عليه إلى تحقيق آمالهم ..
نرسمهم بألوان الجمال لوحتنا الفريدة ، و يمضي عمر من عمرنا و نحن نَجهَدُ لنجعلها أجمل و أجمل لنبلغها درجة الكمال ..و بعد انتهائنا منها نعرضها على الآخرين يحدونا الأمل في أن تكون رقما أولا ،أو من أوائل أرقام درجات الجمال و الزهوّ .
لكن الذي يحصل أنهم و بعد التمعن و التمعن فيها كثيرا يخبرونا بأن ليس شيئا جميلا فيها سوى نظرتنا نحن لها ..
و نلتفت بعد دعوتنا للالتفات لنرى لوحات و قد رسمها بعضهم كما لو أن ملائكة تسكنها و تطوف في أرجائها ، و لم نعلم بأنهم كانوا يرسموننا طيلة ما مضى من انشغالنا بلوحتنا ..
نجادلهم ..
نخاصمهم
و نفكر بأنهم يحسدوننا غير مكترثين بمشغَلهم
و تستمر الحكاية ..
مع مضي جزء آخر من العمر في محاولتنا إتقان الرسم و إسقاط معاني الحب عليها لتعكس صورة من أحببنا
و يأتي يوم العرض و الثقة غامرة إيانا بأنها الآن الأفضل ...
و لكن ..ما الخطب ؟
لم هم صامتون ؟
لم تجمدت نظراتهم هكذا و خلفها جبال من الشفقة ؟!
ماذا بعد ؟
تكلموا .. هل أحلتم أصناما ؟
و بصمت يغزو المكان لا تتكلم فيه سوى الحركات ..
يأتونا بصورة أخرى لملائكة أُخر قد تجسدت في لوحتهم ، و لا شيء فيها غريب سوى أنها تحمل وجوهنا و تفاصيلنا ، و أعجب ما فيها أننا نظهر معصوبي العينين ..
إذ أننا لا ندرك حقيقة ما يجري حولنا
و يقصمنا .. و تذبحنا حقيقة دامغة يقدموها لنا على شكل صور واقعية تنشر أمامنا مجموعة من عروض الغدر و الخيانة ..
هناك تنحر البراءة و الصفاء على نُصُب الكذب
و في محاولة بائسة منهم لانتزاعنا من حالة السقوط في دركات الهلاك من وهج و لهيب الألم و صراخ الأنين الأبكم نجد أنفسنا لا نجد أنفسنا
الضياع يجول في أفكارنا ..
نهرول خلف فكرة تكذبهم
ثم لا نجد خلاصا سوى تكذيب ما انتشر أمامنا ..
ثم نعاديهم ..
نعم نعم .. نعاديهم لأنهم سرقوا منا استقرارنا و سلبوا منا الأمان ..
و تستمر الحكاية ..
لنصحو باحثين عن طريقة للتكفير عن ذنبنا في إهمالهم و معاداتهم .