إمداد رحمن
اسلام أون لاين
مسلموا بريطانيا مستاؤون من عدم سماح حكومة بريطانيا زيارة الشيخ القرضاوي
الشيخ القرضاوي
لندن - أعرب مسلمو بريطانيا اليوم الخميس عن استيائهم من قرار الحكومة البريطانية عدم منح العالم الإسلامي البارز الدكتور يوسف القرضاوي تأشيرة دخول؛ لتلقي العلاج في بلادهم، معتبرين ذلك "إهانة غير مبررة" لهم.
وقال الدكتور يوسف القرضاوي الأربعاء 6-2-2008 لقناة الجزيرة الفضائية: إن حكومة جوردون براون رفضت منحه تأشيرة دخول إلى بريطانيا بهدف العلاج، وهو ما أرجعه إلى ضغوط كل من "المحافظين الجدد" و"اللوبي الصهيوني" و"الإعلام المحرض".
وأكدت الحكومة البريطانية اليوم الخميس أنها حرمت القرضاوي (81 عامًا) من تأشيرة دخول لتلقي العلاج بأراضيها، وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية: "لقد اتخذنا قرارًا استنادًا إلى تأثير هذه الزيارة على الجاليات المحلية في المملكة المتحدة".
وأضافت أن "المملكة المتحدة لن تتسامح مع وجود أولئك الذين يسعون إلى تبرير أعمال العنف الإرهابية، ونشر وجهات النظر التي يمكن أن تعزز العنف داخل المجتمع".
رسالة خطأ
وردًّا على ذلك، قال محمد عبد الباري الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني الذي يوصف بأنه مظلة الأقلية المسلمة بالبلاد: "يحظى يوسف القرضاوي باحترام وتأثير لا مثيل لهما في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأخشى أن هذا القرار سيبعث بالرسالة الخطأ إلى المسلمين في كل مكان عن بريطانيا ومجتمعها وثقافتها".
وأشادت المبادرة الإسلامية البريطانية بالشيخ القرضاوي الذي يشغل أيضًا رئيس المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث، وعضو مجلس أمناء مركز جامعة أكسفورد للدراسات الإسلامية، باعتباره عالمًا إسلاميًّا "بارزًا". وأعربت عن أسفها لقرار الحكومة البريطانية، ووصفته بأنه "إهانة غير مبررة" إلى مليوني مسلم يعيشون في بريطانيا.
وقال محمد صوالحة رئيس المبادرة: "إن التأثير السلبي لهذا المنع لا يقل عن منع بابا الفاتيكان من دخول أي بلد إسلامي"، مضيفًا أن "يتعين علينا أن نعود إلى العصور الوسطى حينما كان يتم ازدراء وذمّ العلماء كي نجد قرارًا رجعيًّا مماثلاً".
واعتبر مسلمو بريطانيا أن مبررات الحكومة لمنع القرضاوي من دخول بريطانيا "بلا سند"، وقال فيصل حنجرة المتحدث باسم اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في المملكة المتحدة وأيرلندا: "إن الحكومة اتخذت القرار الخاطئ".
وأضاف أن "الدكتور القرضاوي عالم جليل، ومعروف عنه شجبه للإرهاب وما يتعلق به من أنشطة، وعلينا ألا ندع الأحكام الشخصية المتحيزة تقف في طريق السماح لشخص محترم يسعى لتلقي أفضل علاج طبي".
"إذعان براون"
كما انتقد قادة الأقلية المسلمة ما وصفوه بـ"إذعان" رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لضغوط ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض، فيما يتعلق بمنع القرضاوي من دخول بريطانيا.
وقال صوالحة: "بعد عام من التردد استسلمت حكومة حزب العمل أخيرًا لضغوط المحافظين الجدد"، فيما قال عبد الباري: "ومن المؤسف أن الحكومة أفسحت المجال أخيرًا لهذه المطالب غير المعقولة من زعيم حزب المحافظين التي سمحت حكومة حزبه في السابق للدكتور القرضاوي بزيارة المملكة المتحدة 5 مرات بين عامي 1995 و1997".
وكان ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين قد اتهم رئيس وزراء بلاده جوردون بروان الأسبوع الماضي بالتردد في التعامل مع الشيخ القرضاوي، بعد أن كشفت تقارير إعلامية بريطانية أن حكومته تعتزم السماح للشيخ بزيارة لندن بغرض العلاج.
وطالب كاميرون حكومة براون بحرمان من اعتبرهم "وعاظ الكراهية" -على حد وصفه- من دخول المملكة المتحدة. كما طالب بتقديم ضمانات بأنها لن تسمح للقرضاوي بدخول المملكة المتحدة. وفي رده عليه قال براون: إن حكومته ستصدر بيانًا بهذا الصدد في القريب العاجل.
وأثارت زيارة قام بها القرضاوي عام 2004 إلى لندن لتدشين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حملة عدائية من اليمين البريطاني المتشدد وجماعات صهيونية، غير أن عمدة لندن "كين ليفنجستون" تجاهل هذه الحملة، وأصر على استقبال القرضاوي والاحتفاء به بوصفه من أبرز العلماء المسلمين الوسطيين الذين يحظون بتقدير واحترام كبيرين في العالم الإسلامي كله، واعتبره دعمًا للديمقراطية وجهود مد الجسور بين الإسلام والغرب.
عالم وسطي
وفي أغسطس الماضي أصيب الشيخ القرضاوي بوعكة صحية صغيرة خلال زيارته للجزائر شُخصت على أنها بداية قرحة، وتم علاجه في مستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر، دون اللجوء إلى عملية جراحية.
كما عانى من إصابة بالعمود الفقري مطلع شهر نوفمبر الماضي دخل على إثرها مستشفى حمد في العاصمة القطرية الدوحة، وغادرها بعد شفائه يوم السبت الموافق 24 من الشهر نفسه.
ويُعَدّ الشيخ القرضاوي من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، حيث عرف بمنهجه الذي يتميز بالرؤية الشاملة المتوازنة والمستنيرة والتي تقوم على التيسير في الفتوى، والتبشير في الدعوة، وعلى الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.
وقد أدان القرضاوي بشدة جميع الهجمات الإرهابية التي وقعت في الغرب بما فيها هجمات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وتفجيرات العاصمة البريطانية لندن، والعاصمة الإسبانية مدريد، فضلاً عن تفجير بالي الذي استهدف سياح أجانب في إندونيسيا.
كما استنكر الهجمات الإرهابية في البلدان العربية، وآخرها التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة الجزائرية.
وحصل القرضاوي على عضوية عدد من المجامع والمؤسسات العلمية والدعوية والعربية والإسلامية والعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، فضلاً عن رئاسته الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ونال العديد من التقديرات، حيث حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام
__________________
منقول